الثلاثاء، 17 يونيو 2014

الدولة العثمانية لــ قيس جواد العزاوى

 
يقدم هذا الكتاب قراءة جديدة لعوامل انحطاط الدولة العثمانية أو بالأحرى دراسة عوام لم ينل بعضها حظه من البحث والتمحيص على الرغم من أهميته واستمرارية تأثيره على واقعنا الإسلامي حتى يومنا هذا، كما لم يدرس بعضها الآخر بشكل واف يتلاءم وحجمه المؤثر في تاريخنا

مقتطفات من الكتاب



مقدمة

يعالج هذا الكتاب عوامل ضعف – هي في نظرنا – اساسية في عملية انهيار الدولة العثمانية . و على أهمية و خطورة هذه العوامل و استمرارية تأثيرها على الواقع العربي الإسلامي حتى يومنا هذا فإنها لم تنل حقها من الدراسة و التمحيص بسبب ديمومة عناية الباحثين بفاعلية عوامل أخرى . فقد انقسم الدارسون للمرحلة الأخيرة من تاريخ الدولة العثمانية إلى فريقين :
الدولة العثمانية الأول ، قال بتخلف السلطنة و اختفاء مبررات استمرار خلافة دينية وسط عالم متطور من الدول القومية الحديثة مشيرا إلى تعاظم الاستبداد السلطاني و عدم توازن الدولة و ضعف امكانيات تطورها السياسية و الاقتصادية و استشراء الرشوة و الفساد في جهازها الاداري حتى أن آخر محاولات الانقاذ التي عبرت عنها الثورة الدستورية عام 1908 لم تنفع .
أما الفريق الثاني ، و هم المدافعون عن الدولة العثمانية فهم يعزون ضعف الدولة إلى عوامل خارجية اساسها الصهيونية و الماسونية و الامبريالية و هي ما سمي فيما بعد بالثالوث الشيطاني الذي مازال – في نظرهم – متربصا بالعالم العربي الإسلامي .
نحن إذا ازاء نظرتين لهذا التاريخ المتأخر لاخر امبراطورية اسلامية عرفها العصر الحديث و هما نظرتان دافعتا عن طروحاتهما بمؤلفات عديدة ملأت عمليا سوق الثقافة التاريخية حتى تحددت بشكل غريب خيارات البحث العلمي و لم تنجح اغلب الدراسات في الافلات من إسار النظرتين . و لقد ساهمت الدراسات الاستشراقية لتاريخنا الإسلامي في اغلب الحالات في التدليل على طروحات بدت (( عملية و اكاديمية )) نظرا لمتانة توثيقها المرجعي و منهجيتها و لكنها راوغت بذكاء فابتعدت كلما استطاعت عن كل ما يتعلق بأهمية و فعالية الدور الخارجي في اضعاف الدولة العثمانية و انهيارها بل عزت استمرار التخلف و الانهيار إلى بطء مسيرة الامبراطورية للالتحاق بعجلة الحضارة الغربية و الاخذ بآلياتها و بأيديولوجياتها معا . و عليه نجد المستشرقين يكتبون بإعجاب – و ما زالوا – عن الدولة القومية التركية التي اسسها اتاتورك رغم علمهم بأزمات هذه الدولة في مجالات الهوية و التخلف و التبعية بعد أكثر من نصف قرن من التحاقها بالغرب كليا .
و لبس في متن هذا الكتاب ما يجعله منبرا لوجهتي النظر المتعارضتين في قراءة التاريخ العثماني و لا يسعى لتركيز نمط الكتاب السجالية ذلك إننا لا نرنو إلى التوفيق بين مواقف المدرستين و لا ننكر وجاهة بعض ما اتت به المدرستان غير إننا نبقى متحفظين ازاء كل محاولة للمغالاة و التطرف في تبني عوامل دون غيرها . لقد اجتمع ما يكفي من اسباب لانهيار الدولة العثمانية و كلها مسؤولة بقدر ما عن الانهيار و كان ينبغي أن تنال قسطا من الدراسة لكن بعضا قد همش إلى درجة التجاهل لدى الفريقين . و لذلك سنقوم بدراسة هذا البعض من خلال اعادة قراءة الحدث التاريخي و قياس تأثيراته .

بيانات الكتاب



الاسم : الدولة العثمانية
تأليف : قيس جواد العزاوى 
الناشر : الدار العربية للعلوم ناشرون
عدد الصفحات : 223 صفحة
الحجم : 4 ميجا بايت

تحميل كتاب الدولة العثمانية 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق