تطرح هذه الأيام شعارات (الإسلام الوسطي) و (الوسطية) و (الإسلام هو الحل).. لكنها تبقى شعارات ضبابية وعاطفية، يعمد أصحابها إلى توظيف الدين والسنة النبويّة خاصةً بما يخدم أغراضهم وأهدافهم.
بهذه الشعارات تقدّمت الحركات الإسلاميّة إلى الأمام من خلال صناديق الاقتراع. وهذا النجاح يضعها أمام مسؤوليات هائلة، فعليها أن تعلم أن كل فشل يصيب هذه الحركات سوف ينظر إليه أنه فشل للإسلام
مقتطفات من الكتاب
بعد احداث 1 سبتمبر / ايلول 2001 تردد على الالسن في الفضائيات و في الصحف و في الكتب شعار (( الإسلام الوسطي )) و (( الوسطية )) . و قد اعتمد المتحدثون الكتاب و السنة و اختلط الأمر لديهم بين آيات الجهاد و القتال و آيات (( لا إكراه في الدين )) و لم يجر الفصل بين الآيات التي نزلت بناء على احداث تاريخية جرت في زمن الرسول ( ص ) في حياته مثل بدر و احد و الاحزاب و بين آيات الاحكام .
فمنهم من اعتمد عليها و اعتبر (( لا إكراه في الدين )) منسوخة و منهم من اهملها من باب غض النظر و طورا اخذ آية (( لا إكراه في الدين )) و كلاهما في التنزيل الحكيم هذا من ناحية و من ناحية أخرى اعتمدوا على الحديث النبوي و كلاهما وظف هذا الحديث في خدمة اغراضه و جرى توظيفه و تطبيقه أكثر بكثير مما جرى تطبيقه من آيات التنزيل الحكيم . و هذا السجال مازال قائما حتى يومنا هذا . كذلك طرح شعار ( الإسلام هو الحل ) و السؤال هو : حل ماذا ؟ و هذا الشعار بضبابيته و هلاميته عبارة عن شعار عاطفي جذب كثيرا من الناس من الناحية العاطفية فقط لان الإسلام هو ثقافة المجتمع و كل شعار اسلامي متطرف أو معتدل هو نتاج ثقافتنا على مر التاريخ و لم يجر استيراد أي شعار من الخارج .
و نحن لا نستغرب أن من نتائج الربيع العربي أن الحركات الإسلامية تقدمت إلى الامام من خلال صناديق الاقتراع . و هذا النجاح يضعها امام مسؤوليات هائلة فعليها أن تعلم أن كل فشل يصيب هذه الحركات سوف ينظر إليه على انه فشل للاسلام ، و كما أنهم يعزون نجاحهم إلى الإسلام فإن معارضيهم سوف يعزون فشلهم إلى الإسلام أيضا و هذا الأمر جد خطير .
و بما أنه جرى توظيف آيات القتال في التنزيل الحكيم و توظيف السنة النبوية توظيفا انتقائيا من خلال التاريخ حتى يومنا هذا فإني حذفت فصل السنة في كتابي المعنون ( الكتاب و القرآن / رؤية جديدة ) و شعرت انه لزاما علي أن أقدم قراءة معاصرة للنسة و كيف أن هذا المصطلح تحول إلى سيفمسلط يضعه الهامانات و الحركات الإسلامية – على حد سواء – على رؤوس الناس .
و قد اخترت عنوانا لهذا الكتاب ( السنة الرسولية و السنة النبوية ) حيث جرى شرح ممارسة الرسول من مقامين هما : مقام النبوة و مقام الرسالة .
يتألف هذا الكتاب من اربعة فصول :
الفصل الأول عبارة عن مدخل و دراسة نقدية لمفهوم السنة في التراث العربي الإسلامي و فيه جرى تحديد مفاهيم العصمة و المعجزات و علم الغيب و الشفاعة و نقد مفهوم الشافعي للنسة و التعريف المغلوط الذي وضعه الشافعي و كذلك مفهوم عدالة الصحابة .
في الفصل الثاني جرى تقديم قراءة معاصرة للسنة و هي البديل للمفهوم التراثي للسنة و منه الاتباع و القدوة و الاسوة و الطاعة و تعريف السنة المطابق للتنزيل الحكيم و كذلك تفصيل المقامات المحمدية الثلاثة : الإنسان – النبي – الرسول .
و في الفصل الثالث قدمنا السنة الرسولية في الشعائر و القيم و الحدود .
و في الفصل الرابع قدمنا السنة النبوية في القصص المحمدي و عبارة ( يا ايها النبي ) مع نموذج من اقواله من المقامات الثلاثة .
أرجو من الله التوفيق و آمل أن اضئ شمعة في ظلام الجهل و الجهالة .
و الحمد لله رب العالمين .
بيانات الكتاب
تأليف : محمد شحرور
الناشر : دار الساقى
عدد الصفحات : 230 صفحة
الحجم : 10 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق