إن أول معالجة مركزة ودقيقة لتاريخ القرامطة تمت على يد مستشرق هولندي هو "دي خويه" عندما نشر في العام 1862 "رسالة عن قرامطة البحرين".. ثم طورها بعد ذلك إلى كتاب شامل. وقد أستند في بحثه إلى مصادر تاريخية مخطوطة في معظمها، وتطلب منه ذلك جهداً شاقاً لا تقلل منه معرفة صاحبه الوثيقة باللغة العربية وألفته الطويلة بجزء كبير من مخطوطاتها التاريخية.
مقتطفات من الكتاب
أن ظروف دراسة الحركات الاجتماعية التي نشأت ردا على الظروف المعيشية الصعبة التي تردت فيها غالبية المكلفين في العصور العباسية المتأخرة لم تعد تخفى على المهتمين بدراسة التاريخ الاجتماعي للحضارة الإسلامية أو بفهمه . و لا مراء في أن الاسماعيلية كانت في طليعة هذه الحركات من حيث شمول الرؤية و دقة التنظيم و أهمية النتائح و تنوعها : بدءا بتشجيع التكتلات الحرفية أو النقابات و انتهاء بانشاء الخلافة الفاطمية في مصر و افريقيا الشمالية مرورا باقامة الدولة القرمطية في البحرين .
و قد حظى التاريخ لهذه الدولة القرمطية و لعلاقاتها بمؤسسي المذهب الاسماعيلي و الخلافة الفاطمية بعناية المستشرقين المبكرة فبدأوا دراساتهم منذ اواسط القرن التاسع عشر – و تحديدا في العام 1838 – من زوايا مختلفة . بيد أن أول معالجة مركزية و دقيقة للموضوع تمت على يد مستشرق هولندي هو (( دي خويه )) عندما نشر في العام 1862 (( رسالة عن قرامطة البحرين )) . و قد اعاد المؤلف النظر في كتابه قبل نشره الطبعة الثانية في العام 1886 فاستدرك على بعض اخطائه و عدل بعضا من مواقفه السابقة على ضوء ما استجد من الابحاث و ما نشر من المصادر الهامة منذ ذلك الحين حتى غدت هذه الطبعة مرجعا أساسيا لكل دراسة لاحقة للموضوع . و قد توخيت من ترجمتي للكتاب وضع هذا المرجع في متناول القارئ العربي .
كان على دي خويه في ذلك الوقت أن يستند في بحثه إلى مصادر تاريخية مخطوطة في معظم الحالات . وق تطلب ذلك منه جهدا شاقا لا تقلل منه معرفة صاحبه الوثيقة باللغة العربية و الفته الطويلة بجزء كبير من مخطوطاتها التاريخية .
أما و قد أصبح معظم مصادر الكتاب مطبوعا الان فقد صار لزاما علي التحقيق في الاحالات و الوقوف على مادتها في الكتب المطبوعة ثم تعديل الإشارة إليها في الحواشي بما يتلاءم و ارقام الصفحات التي تحتوي على تلك المادة . أما بالنسبة للمصادر التي لم تزل مخطوطة فقد بينت اسم المؤلف أو عنوان الكتاب في الحالات التي كانا فيها مجهولين لدى دي خويه كما إني اكملت تفاصيل المراجع الأجنبية التي كان بامكان الكاتب آنذاك أن يكتفي باشارة وجيزة إليها نظرا لندرتها و قلة المشتغلين بها . و قد ادخلت على بنية الكتاب بعض التعديلات التي رأيتها ضرورية أو مفيدة فمنها إني فصلت الكتاب فصولا يسمح بها السياق إذ أن الاصل قطعة واحدة متصلة و منها إني اسقطت من متن النص استطرادا طويلا – و المؤلف يدعوه هكذا – عن التنجيم و الحقته بالملحقات لانه كان سيدخل شيئا من الاضطراب على تسلسل الأحداث فيما لو بقى في موضعه الاصلي من النص و منها إني اسقطت من النصوص المثبتة في الملحقات تلك التي كان لدى خويه فضل نشرها لاول مرة و لكنها أصبحت الان متوفرة في كتب مطبوعة كما انني قد اضفت نصوصا هامة كانت آنذاك مجهولة لدى دي خويه أو كان دي خويه يجهل مؤلفها فبينت صاحبها و منها إني وضعت بعضا من الحواشي التوضيحية أو المصادر الاضافية أو المراجع الحديثة . و قد اشرت إلى سائر هذه الاضافات بوضعها بين حصارتين تمييزا لها عن النص الاصلي .
بيانات الكتاب
تأليف : ميكال يان دي خويه
الترجمة :
الناشر : دار ابن خلدون للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 225 صفحة
الحجم : 13 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق