في هذا الكتاب يحاول المؤلف أن يبحث في التاريخ الإسلامي عن شخصيتين متناقضتين هما شخصية مسيلمة التي اشتهرت وعرفت لاحقاً بـ «مسيلمة الكذاب» والثانية شخصية عبد الله بن سبأ التي ظهرت بعد شخصية مسيلمة بعقدين من الزمن تقريباً.
مقتطفات من الكتاب
كيف يمكنن أن اكون كائنا في التاريخ و مسكونا بأحداثه و وقائعه ؟ هل تكفي الاقامة في التاريخ من خلال قراءة ما كتب فيه و عنه ام من خلال تفكيك ما كتب فيه و عنه ؟ و هل احقق انسانيتي ( كوني انسانا يمتلك عقلا و ينتسب إلى ثقافة محددة و عصر محدد و مكان محدد ) و يمتلك القوى الواعية التي تؤكد و تثبت حقه في استنطاق ما يحيط به : وجودا ماديا ام حقيقة ما ) من خلال التأثر بما اقرأه و تكراره ام من خلال التفاعل معه باعتباري حدا من حدود التاريخ و أن هذا التاريخ يفقد كل مبرر وجوده كتاريخ إن لم يتلون بحضوري : اسما و ثقافة و علاقة ؟
هل هناك ثمة معنى للتاريخ على الصعد كافة اذا تناولته كمجموعة علاقات و مفاهيم و صور في عصور مختلفة من خلال مدوناته دون أن اؤثر فيه و اتقبله كما وصل الي ام يتم ذلك ليكون تاريخا من خلال زحزحة هذه المفاهيم و استقراء هذه العلاقات و التنقيب في بنية هذه الصور من هلال اقامتي في زمان مختلف و تمتعي بثقافة مختلفة دون أن الغي السابق فيه إنما اغنيه حيث اتفاعل معه و اجاوره و اتداخل معه فيكتسب التاريخ لونا جديدا يعمق معناه ؟
و هل هناك ما يجعل التاريخ تاريخا في مجموعة مصنفاته و دلالاته القيمية و ما عرف به على صعيد التنوع الثقافي و تموضعه المعرفي و ذلك في اطار سكوني ( ستاتيكي ) بحيث اكون انا المضاف اليه دوما و اللاحق عليه وفق قاعدة : اكتمل التاريخ عند نقطة محددة و ليس بالامكان زحزحة هذه القاعدة . و أن ما كان ماضيا هو كل التاريخ و كل ما يليه يتألسن و يتأرخ به و فيه فقط ؟
اليس التاريخ هو الاخرون في كل ما شاهدوه و عاشوه وفكروا فيه و ابدعوا فيه و عبروا عنه : شعرا و تصويرا و كتابة فكرية مختلفة ، الاخرون في تنوع آرائهم و اختلاف مواقعهم و تحولاتهم المستمرة من وضع لآخر و تغيراتهم قليلا أو كثيرا و تفاوتاتهم التي يبني عليها التاريخ نفسه ؟ و ليس الاخرون سوى من كانوا في عهود ماضية و هم الآن يعيشون حياتهم و سيكونون أولئك الذين سيأتون لاحقا فتكون هناك مجموعة حلقات معرفية متداخلة لا انفصال بينها في النهاية !
و وفقا لما تقدم نتساءل : هل ثمة معنى اذا لما يمكن اعتباره قاعدة لا تتزحزح و حقيقة ثابتة و مقولة فوق كل تصور نقدي ؟ اذا ادركنا أن الآخرين مهما كانت طبيعتهم و صفاتهم التي تميزهم هم في ( حقيقتهم ) الكائنون في الانسانية و عاشوا في الحياة و كان الموت هو خاتمة وجودهم !
ترى هل اقلل من قيمة هؤلاء الذين يوغلون في التاريخ أو عاشوا قريبا من زمني عندما استنطق حياتهم تلك التي تتخلل كتاباتهم و آثارهم المختلفة ؟ فأكون الجدير بالاسم الذي احمله ( كإنسان ) و الفاعل في الحياة اذ اعيش ما كتبوه و اتواصل فكريا معه و يكونون بالتالي الجديرين بالتقدير اذ أن الذي يوحدنا معا هو اسمنا ( الانسان ) و صفتنا ( العقل ) و مسرحنا الكبير المترامي الاطراف ( التاريخ ) اولا و اخيرا !
بيانات الكتاب
تأليف : إبراهيم محمود
الناشر : رياض الرئيس للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 268 صفحة
الحجم : 3 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق