هذا كتاب ينتقل من خلال القارئ بين العصور القديمة والعصر الحديث، وبين الوطن العربي، وأوطان العالم المختلفة، وبين الأدب والسياسة والحضارة والفن، وأحداث التاريخ وأخلاق الناس، ليطالع سير أشهر عباقرة العالم ومجانينة فلسفاتهم، قدراتهم، عبقريتهم، صفواتهم، بصماتهم في علم الفن أو التأليف أو الموسيقى أو حتى في الحياة.
مقدمة
منذ سنوات طويلة و أنا الاحط أن كثيرين من ابناء الاجيال العربية الجديدة حتى بين المتعلمين و خريجي الجامعات ينظرون إلى الأدب و الفكر و الثقافة نظرة سلبية فهم يتصورون أن الثقافة بصورة عامة هي شيء ثقيل الظل مرهق للعقل و النفس و لذلك فإن الثقافة الخفيفة وحدها هي التي تثير اهتمام الاجيال الجديدة و هذه الثقافة الخفيفة هي الافلام الترفيهية و الغناء و الموسيقى السهلة و العروض المسرحية الضاحكة أما وسائل الثقافة العميقة الجادة و على رأسها الكتاب فقد أصبحت من الامور التي يحسن بالإنسان أن يبتعد عنها حفاظا على صحته و معنوياته من الضعف و الاعتلال و لا شك عندي أن شباب هذه الايام ليسوا هم وحدهم المسئولين عن هذه الظاهر السلبية في حياتنا الثقافية فكثيرون من الادباء و الكتاب قد ساهموا في خلق هذه الظاهرة و ذلك عندما اتجه هؤلاء الادباء و الكتاب إلى التعقيد في التعبير و التفكير حتى أصبحت الثقافة العامة و كأنها نوع من الحكم بالاشغال الشاقة المؤبدة على انسان برئ لا ذنب له و لا جريمة .
و الحقيقة أن الجيل السابق من ادبائنا قد ادركوا منذ البداية أهمية التبسط يكتبون و ادركوا ضرورة اثارة شغف القارئ بالثقافة حتى يمكن لهذا القارئ أن يدخل لعالم الثقافة بلا خوف و لا احساس بأنه مقبل على شيء ثقيل مقبض للنفس مثير للهموم قليل النفع في الحياة و من هنا كانت كتابات طه حسين و الحكيم و المازني و زكي مبارك و العقاد و احمد امين و سلامة موسى و الزيات و غيرهم هي كلها كتابات تحرص على توفير المتعة للقارئ و تيسير الامور على عقله و مشاعره و قد بذل هؤلاء الكتاب و المفكرون جميعا جهدا كبيرا في التعبير السهل عن افكارهم مهما كانت هذه الافكار صعبة و عميقة فالمهمة الأساسية للكاتب هي أن يكون اداة توصيل جيدة و ممتعة بين القارئ و الافكار المختلفة أما إذا حاول الكاتب أن يكون مصدرا لتعذيب القارئ بالاصطلاحات الصعبة و التعبيرات المعقدة فإنه يصبح مثل المعلم الذي يحمل الكرباج لتلاميذه و يحاول أن يفرض عليهم الوان المعرفة بالعنف و القوة و العقوبة البدنية الصارمة و قد اثبتت التجارب الانسانية المختلفة أن هذا الاسلوب لم ينجح في خدمة العلم و الثقافة بل كان على الدوام اسلوبا يؤدي إلى نتائج عكسية غير مطلوبة .
و هذا الكتاب الذي يسعدني أن اقدمه إلى الجيل الجديد من الشباب هو محاولة من محاولات عديدة لازالة الاوهام التي تتصل بأمور الثقافة و فروعها المختلفة من ادب و فن و فكر فليس صحيحا أن الثقافة شيء منفصل عن حياة الإنسان بأفراحها و احزانها المتنوعة و ليس صحيحا أن المثقفين هم قوم يعيشون في منطقة معزولة عن الدنيا و انهم مجموعة من الكهنة الغامضين الذين لا يعرف سرهم احد بل الحقيقة هي أن الثقافة تعبير عن مشاكل الإنسان و همومه و أن المقفين يحبون و يكرهون و يتألمون و يواجهون نفس المشاكل المادية و المعنوية التي يتعرض لها الناس جميعا و محاولة الكشف عن بعض هذه المعاني في حياة الثقافة و المثقفين هي موضوع هذا الكتاب و لست اخفي أن هدفي الصريح من تأليفه هو أن اثير عند الشباب شغفا بالثقافة و شهية للقراءة و احساسا بأن عالم الثقافة هو نفسه عالم الحياة التي يعيشها كل انسان و لكن في صورة صريحة و نقية و صادقة فالتجارب المختلفة التي يعيشها المثقفون و يعبرون عنها هي نفسها التجارب التي يعيشها الإنسان في كل مكان بما فيها من خطأ و صواب و الم و نسوة و نجاح و احباط .
مقدمة
سافو .. أول شاعرة في التاريخ
ثورة العاشقين
كاليجولا .. امبراطور الدماء و العطور
تشاترتون .. الصغار يفضلون الانتحار
موليير .. الضاحك الحزين
رصاصة في قلب بوشكين
جوته .. عاشق يتحدى العالم
مظاهرة نسائية في باريس
المقصلة ليست حلا
توماس بين .. عاقل بين المجانين
قصيدة عربية في مدح نابليون
فضيحة في الاكاديمية
في البدء كانت السعادة
رامبو .. من التمرد إلى الايمان
بلزاك .. عبقري يموت في فنجان قهوة
امير شعراء المانيا و حبيبته المصرية
ازهار الشر في حياة بودلير
الموسيقار و الامبراطور
أول العبقرية صفعة
لامرتين و اصوله العربية
الاعدام و التهمة شاعر
نموذجان من الجيل الضائع
حريق الثقافة
اينشتين .. فكرة رائعة على انغام البيانو
محنة فيفيان لي
مي في مستشفى المجانين
انسانيات و نجيب محفوظ
العقاد و الأستاذ بيجو
المازني و حبيبته المجهولة
ازهري يطالب بجائزة نوبل
شقاوة طه حسين
بول كراوس .. يهودي غامض في القاهرة
الشاعر الديب
قصيدة تمنع الطلاق
شاعرة مصرية مجهولة
اغتيال غسان كنفاني
تأليف : رجاء النقاش
الناشر : مركز الاهرام للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 306 صفحة
الحجم : 9 ميجا بايت
مقتطفات من الكتاب
منذ سنوات طويلة و أنا الاحط أن كثيرين من ابناء الاجيال العربية الجديدة حتى بين المتعلمين و خريجي الجامعات ينظرون إلى الأدب و الفكر و الثقافة نظرة سلبية فهم يتصورون أن الثقافة بصورة عامة هي شيء ثقيل الظل مرهق للعقل و النفس و لذلك فإن الثقافة الخفيفة وحدها هي التي تثير اهتمام الاجيال الجديدة و هذه الثقافة الخفيفة هي الافلام الترفيهية و الغناء و الموسيقى السهلة و العروض المسرحية الضاحكة أما وسائل الثقافة العميقة الجادة و على رأسها الكتاب فقد أصبحت من الامور التي يحسن بالإنسان أن يبتعد عنها حفاظا على صحته و معنوياته من الضعف و الاعتلال و لا شك عندي أن شباب هذه الايام ليسوا هم وحدهم المسئولين عن هذه الظاهر السلبية في حياتنا الثقافية فكثيرون من الادباء و الكتاب قد ساهموا في خلق هذه الظاهرة و ذلك عندما اتجه هؤلاء الادباء و الكتاب إلى التعقيد في التعبير و التفكير حتى أصبحت الثقافة العامة و كأنها نوع من الحكم بالاشغال الشاقة المؤبدة على انسان برئ لا ذنب له و لا جريمة .
و الحقيقة أن الجيل السابق من ادبائنا قد ادركوا منذ البداية أهمية التبسط يكتبون و ادركوا ضرورة اثارة شغف القارئ بالثقافة حتى يمكن لهذا القارئ أن يدخل لعالم الثقافة بلا خوف و لا احساس بأنه مقبل على شيء ثقيل مقبض للنفس مثير للهموم قليل النفع في الحياة و من هنا كانت كتابات طه حسين و الحكيم و المازني و زكي مبارك و العقاد و احمد امين و سلامة موسى و الزيات و غيرهم هي كلها كتابات تحرص على توفير المتعة للقارئ و تيسير الامور على عقله و مشاعره و قد بذل هؤلاء الكتاب و المفكرون جميعا جهدا كبيرا في التعبير السهل عن افكارهم مهما كانت هذه الافكار صعبة و عميقة فالمهمة الأساسية للكاتب هي أن يكون اداة توصيل جيدة و ممتعة بين القارئ و الافكار المختلفة أما إذا حاول الكاتب أن يكون مصدرا لتعذيب القارئ بالاصطلاحات الصعبة و التعبيرات المعقدة فإنه يصبح مثل المعلم الذي يحمل الكرباج لتلاميذه و يحاول أن يفرض عليهم الوان المعرفة بالعنف و القوة و العقوبة البدنية الصارمة و قد اثبتت التجارب الانسانية المختلفة أن هذا الاسلوب لم ينجح في خدمة العلم و الثقافة بل كان على الدوام اسلوبا يؤدي إلى نتائج عكسية غير مطلوبة .
و هذا الكتاب الذي يسعدني أن اقدمه إلى الجيل الجديد من الشباب هو محاولة من محاولات عديدة لازالة الاوهام التي تتصل بأمور الثقافة و فروعها المختلفة من ادب و فن و فكر فليس صحيحا أن الثقافة شيء منفصل عن حياة الإنسان بأفراحها و احزانها المتنوعة و ليس صحيحا أن المثقفين هم قوم يعيشون في منطقة معزولة عن الدنيا و انهم مجموعة من الكهنة الغامضين الذين لا يعرف سرهم احد بل الحقيقة هي أن الثقافة تعبير عن مشاكل الإنسان و همومه و أن المقفين يحبون و يكرهون و يتألمون و يواجهون نفس المشاكل المادية و المعنوية التي يتعرض لها الناس جميعا و محاولة الكشف عن بعض هذه المعاني في حياة الثقافة و المثقفين هي موضوع هذا الكتاب و لست اخفي أن هدفي الصريح من تأليفه هو أن اثير عند الشباب شغفا بالثقافة و شهية للقراءة و احساسا بأن عالم الثقافة هو نفسه عالم الحياة التي يعيشها كل انسان و لكن في صورة صريحة و نقية و صادقة فالتجارب المختلفة التي يعيشها المثقفون و يعبرون عنها هي نفسها التجارب التي يعيشها الإنسان في كل مكان بما فيها من خطأ و صواب و الم و نسوة و نجاح و احباط .
المحتويات
مقدمة
سافو .. أول شاعرة في التاريخ
ثورة العاشقين
كاليجولا .. امبراطور الدماء و العطور
تشاترتون .. الصغار يفضلون الانتحار
موليير .. الضاحك الحزين
رصاصة في قلب بوشكين
جوته .. عاشق يتحدى العالم
مظاهرة نسائية في باريس
المقصلة ليست حلا
توماس بين .. عاقل بين المجانين
قصيدة عربية في مدح نابليون
فضيحة في الاكاديمية
في البدء كانت السعادة
رامبو .. من التمرد إلى الايمان
بلزاك .. عبقري يموت في فنجان قهوة
امير شعراء المانيا و حبيبته المصرية
ازهار الشر في حياة بودلير
الموسيقار و الامبراطور
أول العبقرية صفعة
لامرتين و اصوله العربية
الاعدام و التهمة شاعر
نموذجان من الجيل الضائع
حريق الثقافة
اينشتين .. فكرة رائعة على انغام البيانو
مي في مستشفى المجانين
انسانيات و نجيب محفوظ
العقاد و الأستاذ بيجو
المازني و حبيبته المجهولة
ازهري يطالب بجائزة نوبل
شقاوة طه حسين
بول كراوس .. يهودي غامض في القاهرة
الشاعر الديب
قصيدة تمنع الطلاق
شاعرة مصرية مجهولة
اغتيال غسان كنفاني
بيانات الكتاب
الاسم : عباقرة ومجانينتأليف : رجاء النقاش
الناشر : مركز الاهرام للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 306 صفحة
الحجم : 9 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق