طارق علي يروي لنا عواقب سقوط غرناطة من خلال سردية طويلة ، لعائلة من اولئك الذين كانوا يحاولون البقاء علي قيد ال حياة بعد انهيار عالمهم. الرواية بارعة في استدعاء شكل الحياة بالنسبة لاولئك من ذوي القدر المشئوم المحاصرين من كل جانب في عالم مسيحي لا يعرف التسامح. رواية لديها ما تقوله وتقوله جيدا.
مقتطفات من الرواية
طارق علي
تجعلنا المسيرة الحياتية والابداعية للكاتب البريطاني " الباكستاني " طارق علي بأن نصفه بقدر كبير من الاطمئنان بأنه كاتب مقاتل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بمدة قصيرة تصادف أن كان مسافرا عندما استوقفه رجال الأمن الألمان في مطار ميونخ لأنه كما قيل آنذاك : كان يحمل كتيبا يحتوي على مقال لكارل ماركس بعنوان : " الانتحار " ... بعد تفتيش دقيق لحقيبته طلبوا منه أن يترك الكتاب " بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لا يمكن أن تسافر بكتب كهذه " .
ولم يتركه رجل الأمن يسترجع كتابه الا بعد أن هدد بالاتصال بعمدة ميونخ الذي كان قد حاوره مدة قصيرة من الأحداث في احدى المناسبات العامة بالمدينة .
المؤكد أن مسافرا زاده الثورة مثل طارق على لم يكن شخصا مجهولا بالنسبة لأجهزة الأمن الألمانية , لأن سجلاته لديهم ولدى أجهزة الدول الأخرى مثقلة بالمعلومات التي تقول : ان ذلك المقاتل الثوري على أكثر من جبهة والمولود في لاهور " 1943 " صاحب تاريخ قلق مقلق وفكر تصادمي منذ شبابه الأول فهو رئيس اتحاد طلاب جامعة البنجاب ومنظم وقائد المظاهرات الطلابية ضد الديكتاتورية في باكستان الستينيات وهو الشاب الطائش الذي أبعده أهله للدراسة في بريطانيا عملا بنصيحة عمه الذي كان رئيسا للمخابرات الباكستانية آنذاك حرصا على سلامته ومستقبله ثم هو رئيس اتحاد طلبة جامعة اكسفورد في 1965 , حيث كان يدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد وهو عضو محكمة جرائم الحرب " التي شكلها الفيلسوف براتراند رسل " وقام بزيارة كمبوديا وفيتنام في 1967 في اطار نشاطها وهو أحد رموز حركة الطلاب العالمية في 1968 ومحاضر ومناظر شخصيات مثل هتري كيسنجر ومايكل ستيوارت في ذروة حرب فيتنام .
ترك طارق علي حزب العمال ليصبح زعيما للجماعة الماركسية الدولية " أي ام جي " والشعبة البريطانية من الأممية الرابعة التي انشق عليها بعد أن نجحت النزعة الاستهلاكية في ابتلاع راديكالية الستينات .
هل قلنا : ان طارق علي مقاتل شرس على أكثر من جبهة ؟
في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات كان رئيسا لتحرير صحيفتي " القسم الأسود " و " الخلد الأحمر " فكتب حول تطورات السياسة العالمية مناهضا للحروب واستغلال الشعوب كما كتب لصحف أخرى مثل " نيو ستيتسمان " و " الجارديان " ورأس ترحير مجلة " اليسار الجديد " وقدم لطبعة جديدة في 1970 من كتاب " شاخت مان " : السنوات العشر الأولى للحركة التروتسكية " 1923 – 1933 " وأشرف على تحرير كتاب " الارث الستاليني وأثره على السياسة العالمية في القرن العشرين (1984) " .
أصدر طارق علي أكثر من ثلاثين عملا في التاريخ والسياسة والأدب الروائي كلها مثيرة للجدل من بينها " باكستان : حكم عسكري أم سلطة شعبية ؟" ( 1970) و " نهرويون وغانديون ": سلالة هندية حاكمة " ( 1985) و " سنوات حرب الشوارع : سيرة ذاتية للستينات " ( 1987) و " الثورة من أعلى : الاتحاد السوفيتي الى أين ؟ ".
بيانات الرواية
الاسم : ظلال شجرة الرومانتأليف : طارق على
الترجمة : محمد عبد النبى
الناشر : الكتب خان
عدد الصفحات : 322 صفحة
الحجم : 5 ميجا بايت
تحميل رواية ظلال شجرة الرومان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق