السبت، 26 يوليو 2014

القرآن كائن حي لـ مصطفى محمود

اللغة القرآنية تختلف عن لغتنا التي نكتب بها أو نتكلم بها في أنها محكمة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة. وقد كثر الكلام من الآيات الكونية التي تحدثت عن النجوم ومساراتها والأرض وخلقها والحياة وبدايتها، وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المبهر من الحقائق خلال مئات السنين التي أعقبت التنزيل القرآني فلم تخرق حرفاً قرآنياً واحداً ولم تنقض أية بل ترافقت جميعها مع كلام القرآن وزادته توكيداَ. كما جاء القرآن في نظم الحكم وفي الاقتصاد وفي الأخلاق وفي حقوق الإنسان وفي الأسرة وفي الزواج والمرأة والشرائع بالكلمة النهائية الجامعة،
مقتطفات من الكتاب
مقدمة
اللغة القرآنية تختلف عن لغتنا التي نكتب بها أو نتكلم بها في أنها محكمة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة , وقد كثر الكلام عن الآيات الكونية التي تحدثت عن النجوم ومساراتها والأرض وخلقها والحياة وبدايتها وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المبهر من الحقائق خلال مئات السنين التي أعقبت التنزيل القرآني فلم تخرق حرفا قرآنيا واحدا , ولم تنقض آية بل توافقت جميعها مع كلام القرآن وزادته توكيدا .
كما جاء القرآن في نظم الحكم وفي الاقتصاد وفي الأخلاق وفي حقوق الانسان وفي الأسرة وفي الزواج والمرأة والشرائح بالكلمة النهائية الجامعة .
كما انفرد بذروة في البلاغة وقمة في البيان وجمال في الأسلوب لم يطاوله فيه كتاب .. وقد أفاض القدماء في هذا وأغنونا .
لكن يظل هناك وجه معجز من وجوه القرآن ربما كان أهم من كل هذه الوجوه يحتاج الى وقفة طويلة وهو ما أسميته بالمعمار أو البنية الهندسية أو التركيب العضوي أو الترابط الحي بين الكلمة والكلمة .
القرآن كائن حي لـ مصطفى محمود وما أشبه القرآن في ذلك بالكائن الحي .. الكلمة فيه أشبه بالخلية فالخلايا تتكرر وتتشابه في الكائن الحي ومع ذلك فهي لا تتكرر أبدا .. وانما تتنوع وتختلف وكذلك الكلمة القرآنية فاننا نراها تتكرر في السياق القرآني ربما مئات المرات ثم نكتشف أنها لا تتكرر أبدا برغم ذلك , اذ هي في كل مرة تحمل مشهدا جديدا .. وما يحدث أنها تخرج بنا من الاجمال الى التفصيل .. وأنها تتفرع تفرعا عضويا تماما مثل البذرة التي تعطي جذرا وساقا ثم أوراقا ثم براعما ثم أزهارا ثم ثمارا وهي في كل مرة لا تخرج عن كونها نبات البرتقال .ز ولكنها عبر هذا التفصيل تعطينا في النهاية حقيقة نبات البرتقال وذلك هو الترابط العضوي أو المعمار الحي .. والقرآن بهذا المعنى يشبه جسما حيا .. والكلمة القرآنية تشبه كائنا حيا أو خلية جنينية حية فهي تتفرع عبر التكرار الظاهر لتعرض مشاهد يكمل بعضها بعضا تماما كما تنقسم خلية الجنين لتعطي خلايا الرئتين والقلب والكبد , والأحشاء والعظام والجهاز العصبي الى أن تعطينا في النهاية انسانا كاملا وقد جاء كل هذا التنوع من خلايا متشابهة فذلك هو التفصيل الذي كان مجملا في الخلية الأولى للجنين .
وكمثال نأخذ كلمة " العلم " في القرآن .
فنجد أن العلم يأتي في البداية مجملا بمعنى النظر في خلق السموات والأرض .. ثم نجد هذا النظر يأتي بعد ذلك مفصلا .. " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت , والى السماء كيف رفعت , والى الجبال كيف نصبت , والى الأرض كيف سطحت " الغاشية "17-20"
وهذه هي علوم الأحياء والفلك والجيولوجيا والجغرافيا كما نعرفها الآن ..
ثم ينقلنا القرآن الى نظر من نوع آخر .
" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل " " 42 – الروم "
وذلك هو النظر في التاريخ , ثم تنوع آخر : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " " 20 – العنكبوت "
بيانات الكتاب
الاسم : القرآن كائن حي
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار العودة
عدد الصفحات : 149 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت

تحميل كتاب القرآن كائن حي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق