كتاب جميل ومختصر ، سيطرة الكاتب أو المؤلف فيه واحاطته بفكرة التصوّف و التجلّي الإلهي كمصطلح و مفهوم دون احداث بلبلة في الأصول التي تعتمد عليها عقيدة المؤمن والمقتبسة من كلام الحق في محكم تنزيله ، ميّز بطريقة مختصرة بين مفهوم التوحيد و ووحدة الوجود الوثنية المنشأ ، و بين جمال وحكمة ابن عربي في فكره و بين تهتكات تصدر عن كبار المتصوفة في أحوال الجذب و خلافه ..
مقتطفات من الكتاب
ليس إنسانا من لم يتوقف يوما في أثناء عمره الطويل ليسأل نفسه .. من أين والى أين وما الحكاية , وماذا بعد الموت .أينتهي كل شيء الى تراب ... أيكون عبثا وهزلا أن أنها قصة سوف تتعدد فصولا .. أكان لنا وجود قبل الميلاد .. وماذا كنت قبل أن أولد .. ومن أنا على التحقيق , وما حكمة وجودي .. وهل أن وحدي في هذه الغربة الوجودية .. أو أن هناك من يراني ويرعاني ويعتني بأمري ؟
وليس إنسانا من لم يحاول أن يحل هذه الألغاز ويجيب عن تلك التساؤلات ويقرأ بكل قلبه , ويستمع بكل أشواقه الى من يقول عندي جواب , فالمسألة ليست ترفا فلسفيا كما يدعي الماديون وإنما هي كل شيء , وسوف يتوقف عليها كل شيء .. وإذا كان أصحابنا الماديون قد شغلوا أنفسهم باللقمة والنكاح ولذة الساعة عن هذا السؤال العظيم فما أبعدهم عن الإنسانية . ويا له من أمر مخز أن تسمع الواحد منهم يلوي وجهه ليقول مشيحا بيده : هذه مسائل غير مطروحة .. مرددا بذلك شعارا محفوظا قد وزعوه عليه في الحزب حيث جعلوا التفكير أمرا محظورا ؛ ليظل الكل عبيد لقمة , يقودونهم بالجوع ويدفعونهم بالحقد , ويحركونهم بالأهواء قطعانا من البهم , لا ترى إلا على مدى شبر أمامها .. وما أبعد هذه الصورة المشوهة عن الصورة الأخرى للفطرة النقية التي عبر عنها ذلك البدوي البسيط , الذي وقف يلتفت حوله في الصحراء ينقل بصره بين السموات والأرض ويحدث نفسه وهو يتتبع آثار بعيره على الرمل .. " إن البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير , أفلا تدل سموات ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج على مبدع لطيف خبير . "
هنا فطرة نقية شفافة شفافية الهواء الطلق , أدركت الحكمة والنظام من نظرة واحدة فأنكرت العبث وهدت صاحبها الى الحقيقة , وهناك فطرة سودتها المداخن وأصمها ضجيج الكن وألهبها عواء الغرائز فاستغرقها المطلب العاجل وأنساها وراءه كل شيء .
" إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا "
(سورة الإنسان : 27 )
"بل هم في شك يلعبون " . ( سورة الدخان : 29 )
وفي كتب سابقة حاولت أن أكلم هذا الملحد وأناقشه بمنطقه وأسلوبه وأبدأ معه من حيث يريد أن يبدأ ( رحلتي من الشك الى الإيمان .. حوار مع صديقي الملحد .. القرآن محاولة لفهم عصري .. الله .. التوراة .. الماركسية والإسلام .. محمد .. ) واليوم موعدي مع المؤمن الذي اقتنع واستوعب كتابه وأراد أن رحل معي رحلة من نوع آخر .. رحلة الى أعماق السر .. والى جلية الأمر .
أنا اليوم مع رجل لم يكتف بأن يعرف أن الله موجود , وإنما يريد أن يعرف هذا الرب ويستجلي أسراره .. ما هو ؟ . ولماذا خلق ما خلق ؟ . وما حقيقة العلاقة بين الحق والخلق – وبين العبد والرب ؟ . وما علاقة الكثرة
الاسم : السر الأعظم
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار المعارف
عدد الصفحات : 125 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب السر الأعظم
مقتطفات من الكتاب
وليس إنسانا من لم يحاول أن يحل هذه الألغاز ويجيب عن تلك التساؤلات ويقرأ بكل قلبه , ويستمع بكل أشواقه الى من يقول عندي جواب , فالمسألة ليست ترفا فلسفيا كما يدعي الماديون وإنما هي كل شيء , وسوف يتوقف عليها كل شيء .. وإذا كان أصحابنا الماديون قد شغلوا أنفسهم باللقمة والنكاح ولذة الساعة عن هذا السؤال العظيم فما أبعدهم عن الإنسانية . ويا له من أمر مخز أن تسمع الواحد منهم يلوي وجهه ليقول مشيحا بيده : هذه مسائل غير مطروحة .. مرددا بذلك شعارا محفوظا قد وزعوه عليه في الحزب حيث جعلوا التفكير أمرا محظورا ؛ ليظل الكل عبيد لقمة , يقودونهم بالجوع ويدفعونهم بالحقد , ويحركونهم بالأهواء قطعانا من البهم , لا ترى إلا على مدى شبر أمامها .. وما أبعد هذه الصورة المشوهة عن الصورة الأخرى للفطرة النقية التي عبر عنها ذلك البدوي البسيط , الذي وقف يلتفت حوله في الصحراء ينقل بصره بين السموات والأرض ويحدث نفسه وهو يتتبع آثار بعيره على الرمل .. " إن البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير , أفلا تدل سموات ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج على مبدع لطيف خبير . "
هنا فطرة نقية شفافة شفافية الهواء الطلق , أدركت الحكمة والنظام من نظرة واحدة فأنكرت العبث وهدت صاحبها الى الحقيقة , وهناك فطرة سودتها المداخن وأصمها ضجيج الكن وألهبها عواء الغرائز فاستغرقها المطلب العاجل وأنساها وراءه كل شيء .
" إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا "
(سورة الإنسان : 27 )
"بل هم في شك يلعبون " . ( سورة الدخان : 29 )
أنا اليوم مع رجل لم يكتف بأن يعرف أن الله موجود , وإنما يريد أن يعرف هذا الرب ويستجلي أسراره .. ما هو ؟ . ولماذا خلق ما خلق ؟ . وما حقيقة العلاقة بين الحق والخلق – وبين العبد والرب ؟ . وما علاقة الكثرة
بيانات الكتاب
الاسم : السر الأعظم
تأليف : مصطفى محمود
الناشر : دار المعارف
عدد الصفحات : 125 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
تحميل كتاب السر الأعظم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق