حفلة قراءة صامتة في بار: كتاب وموسيقى ونبيذ والكلام ممنوع!
نظم يوم الأحد 19 آذار في بار في مدينة بروكلن الأمريكية "حفلة" من نوع خاص ضمت حوالي 30 شخصاً من محبي الكتاب وعشاق القراءة، جلسوا على أرائك الحانة الوثيرة، فتحوا كتبهم وشرعوا في القراءة بهدوء.
هذه هي الحفلة الأولى من نوعها التي ينظمها البار وتشهدها ولاية نيويورك. وقد أقيمت في جو من الهدوء والسكينة يفضله عادة رواد المكتبات. واستغرق الأمر حوالي عشرين دقيقة، منذ بدء توافد المدعوين، كي يتسنى لكل واحد منهم أخذ مكانه والتأكد من وضعية جلوس الآخرين، وفيما إذا كانوا جميعاً قد قدموا للقراءة فعلاً. بعد ذلك، سيطر صمت كبير في الصالة لا يقطعه إلا صوت خافت لتقليب الصفحات من وقت إلى آخر وبعض الموسيقى.
إن كان ثمة وجه للغرابة في هذا الحدث، فهو يعود إلى مفهوم كلمة "حفلة" في الغرب، والذي يحيل، على وجه العموم، إلى تجمع أصدقاء ومعارف في جو صاخب إلى حد ما يغلب عليه ضجيج الموسيقى وقرع الكؤوس ويهدف إلى تمضية "ليلة حرّة" سهلة مليئة بالكلام المتبادل.
ورغم ذلك، بار "موشمور" لم يقطع بشكل كلي مع طقوس الحفلات "العادية"، فهو ينظم من وقت لآخر عروضاً مسرحية وفوتوغرافية ومهرجانات للشعر أو السينما وغيرها من الأنشطة الثقافية. وهو يسعى إلى تطوير هذه الطقوس وجعلها تتلاءم أجواء القراءة. فالموسيقى مجسدة مثلا عبر عازفة قيثارة تدندن أنغاماً لطيفة بمستوى صوت لا يقطع تركيز القراء، والأمر نفسه بالنسبة إلى الكحول حيث يقدم البار بضع كؤوس من النبيذ تضفي جواً حميماً على المكان.
بعد ساعتين من القراءة المكثفة في جو أقرب ما يكون إلى الأجواء الجنائزية، حصل القراء على فسحة استراحة قصيرة عبروا فيها عن إعجابهم الشديد بالفكرة. ولخص آراءهم أحد الحاضرين يدعى جوزيف فرازير، فقال لموقع bookish: "لقد كان جواً مختلفاً عمّا ألفت حضوره من أنشطة ، غير أني أعتقد أن الأمور سارت على أحسن وجه".
جيمي بيرنز، منظمة الحفلة، أكدت أنها أرادت من وراء هذه المبادرة جمع عالمين يبدو من الصعب جمعهما: الأصدقاء والقراءة، وأن جمعهما في بار عام "يكسر كل الضغوط التي ترافق الحفلات العادية وتشجع الناس على التعارف والتبادل دون كلام!".
ظلت بيرنز واقفة طوال الوقت قرب باب البار وقد وضعت على صدرها لافتة تقول: "أنا منظمة الحفلة - اطلب مني ما تريد" حتى لا يزعج صوتها، فيما لو تكلمت، الهدوء المسيطر في الصالة.
مقتبس من موقع اذاعة مونت كارلو .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق