‏إظهار الرسائل ذات التسميات روايات اجنبيه مترجمه. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات روايات اجنبيه مترجمه. إظهار كافة الرسائل

السبت، 31 أغسطس 2013

متشرداً فى باريس ولندن ... جورج أورويل

 

متشردا فى باريس ولندن

أمكنة متعددة ما بين باريس ولندن..اعترك فيها الروائي البريطاني " جورج أورويل " مع البؤس والتشرد..ووصفه ذلك بمشاهد ومشاهدات حية في رواية
( متشرداً في باريس ولندن ) الصادرة عن دار المدى وترجمة " سعدي يوسف ".
ولد " جورج أورويل " عام 1903 في ولاية بنغال الهندية..حيث كان ابوه يعمل موظفاً في الإدارة البريطانية للهند..وكانت أمه ابنة تاجر أخشاب في بورما ..كان اسمه الحقيقي " إريك آرثر بلير " ولكن العالم يعرفه بالاسم المستعار الذي استعمله لكل مؤلفاته.

مقتطفات من الرواية :

فى النهاية القصوي للحجرة , سرير نوم ضخم مربع بألحفة حمر مثل باقي الأشياء وعلى السرير تتمدد فتاة ذات ثوب من المخمل الأحمر . تراجعت لمرآي وحاولت إخفاء ركبتيها تحت ثوبها القصير .

كنت توقفت عند الباب . ناديتها .: تعالي يافرختي .

أطلقت أنه خوف . سريعاً صرت بجانب الفراش . حاولت الإفلات مني . لكني أمسكت بها من رقبتها , هكذا .. أترون ؟ وبشدة . أخذت مني , لكني أمسكت بها من رقبتها , هكذا .. أترون ؟ . وبشدة . أخذت تقاومني , وتبكي طالة الرحمة , لكني تشبثت بها , دافعاً رأسها إلى الخلف , وناظراً إلى وجهها . ربما كانت فى العشرين من العمر . كان وجهها عريضاً , وجهاً عادياً لطفلة غبية , لكنه كان مغطي بالأصباغ والمساحيق , وكانت عيناها الزرقاوان الغبيتان تلتمعان فى الضوء الأحمر , وتحملان تلك النظرة الذاهلة المشوهه التى لا يراها المرء إلا في عيون هؤلاء النساء .

لا شك فى أنها فتاة فلاحة باعها أهلها في سوق الرقيق .

بلا كلمة ثانية , سحبتها من الفراش وألقيتها على الأرض . ثم وقعت عليها مثل نمر! يا لمتعة تلك الأيام التى لا تقارن , ويالبهجتها ! هنا , أيها السيدات والسادة ما أردت تبيانه لكم . ها هو ذا الحب ! هنا الحب الحقيقى هنا الشىء الوحيد فى العالم الذى يستحق النضال من اجله , هنا الشىء الذي تغدو إزاءه شاحبة تافهة كالرماد كل فنونكم وأفكاركم . كل فلسفاتكم وعقائدكم , كل كلماتكم الرفيعة وميولكم السامية . إن جرب امرؤ الحب – الحب الحقيقى – فهل سيتبقى فى العالم غير ما يبدو محض شبح للبهجة ؟

بيانات الرواية :

الأسم : متشرداً فى باريس ولندن

تأليف : جورج أورويل

ترجمة : سعدي يوسف

الناشر : المدي

الحجم : 6 ميجا

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الجمعة، 30 أغسطس 2013

جسر على نهر درينا …. إيفو أندرتش

جسر على نهر

تعتبر رواية جسر على نهر درينا قمة أعمال إيفو آندرتش , وقد نال عليها عند صدورها أرفع جائزة أدبية تمنح فى يوغسلافيا , وظلت هذه الرواية تطبع وتترجم إلى العديد من لغات العالم .

إن الجسر الحجرى الذي أقيم بأمر من الوزير الأكبر محمد باشا سوكولوفتش المولودى فى قرية من قرى البوسنة قرب فيشيجراد . والذى اختطف طفلاً ليتم تربيته فى تركيا ويصبح ضابطاً كبيراً ثم وزيراً .

هذا الجسر هو الشخصية الرئيسية فى هذه الرواية التى تحكى تاريخ تلك البلاد من القرن السادس عشر حتى عام 1914.

تتوالى حوادث هذه الرواية عبر القرون , حوادث متنوعة غنية بالتعبير عن تبدلات الحياة والبشر , وترتبط دائماً بجسر نهر درينا : الطوفان , العصيان , الأوبئة , الحروب . التبدلات السياسية والأقتصادية , وصولاً إلى احتلال جيوش إمبراطورية النمسا-المجر للبوسنة عام 1878 , وظهور الأفكار الثورية ثم مقتل الأرشيدوق فرديناند عام 1914 .. حتى نسف الجسر .

تاريخ يمتزج بدراما عاطفية وأحداث ووقائع تاريخية يستند إليها المؤلف ليصور من خلالها النفس الإنسانية في أعمق أعماقها . ولكن تبقى هذه الرواية أثراً أدبياً رائعاً يتخذ من الأحداث التاريخية ذريعة لتقديم شخصيات ونماذج إنسانية ببراعة وصدق ونفاذ ليمنحهم الخلود في ذهن كل من يقرأ هذه الرواية.

جزء من الرواية :

يسيل نهر درينا في القسم الأكبر من مجراه خلال وديان ضيقة بين جبال وعرة او يجتاز أعناقاً عميقة بين ضفاف قائمة , ولا تنفرج شطأنه أودية واسعة الآ فى بعض المواضع فتشكل على هذا الشفير او ذاك من شفيريه رحبات خصبة من الأرض , بعضها منبسط وبعضها متموج , تصلح للزراعة والسكني .

إن احد هذه السهول يبدا هنا ببلدة فيشيغراد , فى المكان الذي ينبثق فيه نهر درينا , على انحناء مباغت من الفج العميق الضيق الذي تشكله صخور بوتكو وجبال اوزافنتسا .

إن الزاوية التى يرسمها نهر درينا في هذا المكان حادة إلى أقصى درجة , كما أن جبال الضفتين تبلغ من شدة الأنحدار والتعانق أنها تشبه أن تكون كتلة مغلقة ينبجس منها النهر انبجاسه من جدار مظلم .

ولكن الجبال تنفصل فجاءة فتكون مدرجاً غير منتظم لا يتجاوز قطره في أوسع مواضعه خمسة عشر كيلومتراً .

وفى هذا الموضع الذى ينبثق فيه نهر درينا ضخماً أخضر مزبداً من هذه الكتلة من الجبال السوداء الوعرة التى تبدو فى الظاهر مغلقة , يقوك جسر كبير مبنى من حجارة منحوتة منسجمة وله أحدى عشرة قنطرة واسعة .

وبعد هذا الجسر ينبسط واد رحب يتموج , كأن الجسر قاعدة له , وفي هذا الوادى ترى مدينة فيشيغراد الصغيرة وضواحيها وقرى مائلة على جنبات رواب صغيرة تغطيها حقول ومراع وبساتين خوخ وترى اسيجة تفصل أجزاء الوادى بعضها عن بعض , وغابات صغيرة قد نثرت فيه نثراً وغياضاً قليلة من أشجار الصنوبر .

معلومات الكتاب

الأسم : جسر على نهر درينا

المؤلف : إيفو أندرتش

ترجمة : سامي الدروبي

دار النشر : المركز الثقافى العربي

التصنيف : روايات أجنبية مترجمة

الحجم : 7 ميجا

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الخميس، 29 أغسطس 2013

الكبار لا وطن لهم ... كورماك مكارثي

الكبار لاوطن لهم

مقتطفات من الرواية :

لقد ارسلت شاباً واحداً إلى غرفة الإعدام بالغاز في هانتشفيل . ولم أرسل إلى هناك احداً قبله ولا بعده . كنت أنا من قام باعتقاله وبالشهادة ضده . وقد ذهبت إلى سجنه وقمت بزيارته مرتين او ثلاث , بل ثلاث مرات على وجه الدقة .

أما الزيارة الثالثة فقد كانت يوم تم تنفيذ حكم الإعدام به . لم يكن حضوري إلى هناك يومذاك إلزامياً , لكننى ذهبت ومن المؤكد أننى لم أكن اريد ذلك

كان الجاني قد أقدم على قتل فتاة فى الرابعة عشرة من عمرها . وإننى أستطيع القول الآن إنه لم تكن بي رغبة قوية للقيام بزيارته , عداك عن القيام بحضور تنفيذ حكم الإعدام به , لكننى فى كل حال فعلت ذلك

قالت الصحف يومها إن للجريمة دوافع غرامية وانفعالية , لكنه كان قد أخبرني أنه لم يكن فى الأمر عشق ولا أنفعال . لقد قام بمواعدة تلك الفتاة رغم من حداثة سنها . وكان هو يومها فى التاسعة عشرة من عمره . وقد قال لي انه كان يخطط لقتل شخصاً ما منذ مدة لا يتذكر مداها . وذكر لي أنه إذا أفلت من السجن فإنه لابد له من العودة لتكرار جريمته من جديد . كما قال إنه يعرف أنه ذاهب إلى جهنم .

سمعت هذا الكلام بأذني ومن فمه مباشرة . ولم أدر ما يمكننى الاستنتاج من كل ذلك . بل من المؤكد أنني لم أدر . لقد دار فى خلدى أننى لم ألتق شخصاً فى مثل حاله أبداً . الأمر الذي جعلني إخال أنه يمثل نوعاً جديداً من البشر مستقلاً بذاته . لقد راقبتهم وهم يوقومون بتقييده إلى كرسي الإعدام , ويغلقون عليه الباب خلفهم . وربما يكون بدا عليه بعض التوتر بينما هم يقومون بعمل ذلك , لكن ذلك كان أقصي ما بدا منه . وإنى لأعتقد حقاً أنه كان على يقين من أنه سيطأ عتبة جهنم بعد خمسة عشرة دقيقة . إنى متاكد من اعتقادي هذا . وقد قلبت هذه الفكرة كثيراً في ذهني . لم يكن هذا الفتي من النوع الذى يصعب التواصل معه . كان يخاطبنى بلفب العمدة . لكننى لم أكن أدرى بأى لقب أخاطبه . ماذا تقول لرجل يعترف أنه لا روح له ؟ ومالذى .......

بيانات الرواية :

الأسم : الكبار لا وطن لهم

تأليف : كورماك مكارثي

ترجمة : حليم نسيب نصر

الناشر : دار الكتاب العربي

الحجم : 7 ميجا

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

السبت، 3 أغسطس 2013

الكرسى ….. عزيز نسين

الكرسي

يمتعنا الكاتب الكبير عزيز نسين بقصصه التى تعتبر كبئر من المتعة والسخرية الذى لا ينضب ، يمزج الكاتب عزيز نسين فى قصصه ما بين السخرية و ألم الواقع ، حيث يسرد فى قصصه واقع الحياة فى شوارع تركيا ، والمعاناة التى يعيشها البعض فى شكل كوميدى ساخر ملىء بالمتعة .

 

مقدمة الكتاب :

قال اسبينوزا : " إذا وقعت واقعة عظيمة ، فلا تضحك ولا تبكِ ولكن .. فكِّر " .

تتجسد المقولة السابقة فى نهج عزيز نسين القصصى ، إن عزيز نسين اسم غنى عن التعريف .

والكثير من أعماله أصبحت فى ذاكرة القارىء العربى .

حياة عزيز نسين التى ملأتها المعاناة . أعوام السجن المريرة ، وإغلاق العديد من الصحف التى أصدرتها لم تنهه عن إتمام مهمته الجليلة ، والتى تتمثل باختصار : " لسان حال المجتمع التركى خاصة ، ومجتمع العالم الثالث عامة " .

عاش عزيز نسين بين عامة الناس كفرد منهم ، عرف طرائق تفكيرهم ، شاركهم أفراحهم وهمومهم . أصبح مرآة تعكس واقعهم وتجسده فى لوحات ساخرة ، يبعث ظاهرها على الضحك ، تحمل فى ثناياها الألم والمعاناة والتخلف الذى يعيشه إنسان العالم الثالث وتنطق بالحقيقة الجلية ، والتى مغزاها :

إن التخلف ليتولد عن القهر ، وما من شعب يتخلف اعتباطاً ، ويبقى متخلفاً بمشيئته .

عزيز نسين يشكل الآن مدرسة بحد ذاتها ، يرتادها الكثيرون ، ممن تحملوا عبء القيام بالمهمة الشاقة التى أداها الكاتب العظيم بكل آناة ، والتى تعتبر فى رأيى من أهم الأهداف التى ينر الكاتب حياته لأجلها . ذلك أن النهضة لن تجد إلى حياتنا سبيلاً ، ما لم ندرك عيب واقعنا وأزماته . وهذا الأمر ممكن التحقيق بشكل من الأشكال ، من خلال مدرسة عزيز نسين . وإنى لأفخر أن تكون باكورة أعمالى التى أنقلها إلى العربية مجموعة ( الكرسى ) الممتعة ، للكاتب الذى أحمل له فى قلبى كل تبجيل وتقدير ، وأتوق لأن أصبح تلميذاً فى مدرسته . ومن دواعى سرورى أن أقدم ثمرة جهدى للقارىء العربى ، وأتمنى أن يجد عملى مكانة فى مكتبته ، ولشعبى العربى فى سوريا بشكل خاص ، الذى أعتبر نفسى فرداً من أفراده ، لا يفصلنى عنه سوى .. جواز السفر .

فيصل نور

فصول الكتاب :

الفصل الأول : الكرسى

الفصل الثانى : الوطن

الفصل الثالث : نحن ناس رياضيون والسلام

الفصل الرابع : مؤتمر الأطباء

الفصل الخامس : الطابور

الفصل السادس : كم عدد أسنانها ؟

الفصل السابع : ملك السماد

الفصل الثامن : لبطة .. لكمة

الفصل التاسع : محمد من بلد آمات

الفصل العاشر : لو كنت امرأة

الفصل الحادى عشر : أصبحت رئيس بلدية

الفصل الثانى عشر : أول وآخر راديو

 

معلومات الكتاب :

اسم الكتاب : الكرسى

المؤلف : عزيز نسين

المترجم : فيصل نور

الناشر : دار كيوان

الحجم : 1.55 ميجا بايت

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الجمعة، 19 يوليو 2013

أمير الضباب …. مارتين موزباخ

أمير الضباب

عن الرواية :

فى سرد ملىء بالمرارة والسخرية السوداء يروى المؤلف مارتين مورباخ سيرة حياة الرحالة الألمانى تيودور لرنر .

صاحب الحظ العاثر والذى قاده الى جزيرة مجهولة بالقطب الشمالى ليست بذات قيمة , وتقرأ عن صراعات وخداع والكثير من المكر بداخل احداث الرواية

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة

 

جزء من الرواية

ما أن تبتعد عن حضن الأهل والحي حتى تكون كمن جاب أقطار العالم الرحب … الهجرة كلمة جميلة تثير الحيال إلا أن تيودور لرنر ونظراً لحظه العاثر ليس من مواطني أنجلترا اللذين يقطعون الآفاق.

فقد كانت الدنيا كلها مفتوحة فى وجه هؤلاء , أو كانوا يسودون نصفها على الأقل .

لكن هناك أقطاراً أخرى فى العالم أسمها الأرجنتين حيث تتم تربية الأبقار والبرازيل حيث تتم زراعة البن وكذلك بنما حيث يمكن افتتاح شركة ملاحية .

آخرون يجربون حظوظهم فى روسيا ويتاجرون بالسكر والنيلة . كل هذه المغامرات تتحول بسرعة البرق إلى أكداس من الذهب .

وحين يعود المخاطرون إلى الوطن يقطنون مدن فيسبادن وغودسبرغ فى قصور ذات أبراج وجنائن واسعة, ويريحون أبصارهم المرهقة بالتجوال والمغامرات بإطلالة على مناظر نهر الراين الهادئة .

رأى تيودور لرنر أنه يتقن الكتابة . وبما أن آفاق الدنيا الرحبة مسدودة فى وجهه فقد يكتفى بأن يصبح كاتب رحلات .

فكتاب الرحلات يمتطون ظهور الأفيال لصيد النمور ويدونون أوراقهم على بصيص السراج الخافت . ويرفع لهم القرأ فى الوطن أسمى أيات الإجلال والإكبار .

الجميع يقرأ كتب المغامرات ببالغ الأحترام , حتى ابن العم فالنتين نويكيرش , مدير المناجم الحصيف , الذى لا يفتأ يتهم لرنر ببناء قصور من الرمل .

فى هذه الأثناء كان تيودور لرنر يدبر أمور معيشته بكتابة المقالات الصحفية لصحيفة برلين المحلية . فهيئة التحرير تكلفه بين الوقت والآخر بالكتابة عن الحرائق, وعليك أن تأخذ كلمة الحرائق حرفياً.

فقد أنجز لرنر حتى الآن , وصف أحد عشر حريقاً . فى البداية كانت هذه المهام مغامرة شائقة تشفى الغليل , إذ يقف الصحفي بين الجموع فاغرة الأفواه على قدمين متجمدتين , بينما ألسنة اللهب تندلع , والشرر يتطاير … ويسقط لوح خشبي من السقف .. تقف امرأة فى النافذة مولولة فى ثوب النوم وترمى طفلها على البساط الذى يمده رجال الإطفاء .

يمكنك استكمال الرواية بالتحميل او القراءة اونلاين من الرابط بالأسفل ……..


فصول الرواية

- الدروشكا تكبح , السيدة تسقط

-  وجبة فطور فى بنسيون تاننسابفن

-  شوبس يتبع صوتاً داخلياً

-  طاقم سفينة هيلغولاند

-  التسالى أثناء الأنتظار

-  على حافة صحراء الماء

-  خوابير بالأسود و الأبيض والأحمر

-  خطر المؤمنين بالقديم

- التوترات الدولية

-  برقيات من برلين وبطرسبورغ

-  لماذا ليس الملك هوغو ؟

-  ولادة لقب

- أشتهار الرجل العظيم

- ألتقاط صورة شخصية

- باكورة الصباح فى فندق مونوبول

-  تزويق جزيرة الدببة

- الغدو والرواح فى فندق مونوبول

-  فى مسرح شومان

- الفرنسى فى وضع صعب

- تبادل الهدايا بين الأصدقاء

- ظهيرة الشركة القابضة

- فى عين الخطر

- اللوبي يضغط

- لرنر يمارس السياسة الأستعمارية

- أجواء شفيرين

- سيادة العبيد

- القفزة العالية لزوجة مدير المصرف

- مصرف ف. كورس يتدخل

- على طريق السفر

- سر الكسندر

- الجحيم الأبيض

- ذكريات كابري

- الى حديقة الحيوان على وجه السرعة

- روزنامة السفينة فيلم بارينتس

- جزيرة الدببة على المرسم

-  مؤتمر علماء البحار

- السيدة هانهاوس تقوم بالتبييت

- قرن الضباب أحادى الجانب

- بلقيس

-  برنامج رحلة الآلام

- زحافات بطرسبورغ

- مستقبل ذهنى


معلومات الرواية

أسم الرواية  :  أمير الضباب

المؤلف  :  مارتين موزباخ

المترجم : كاميران حوج

دار النشر :  مشروع كلمة

التصنيف  : روايات أجنبية مترجمة للعربية

الحجم  :   4 ميجا

 

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

رواية ابن النيل للكاتب العالمى جيلبرت سينويه

ابنة النيل
مضمون الرواية

 

اراد اخر الفراعنة ان يشيد اجمل القصور واضخمها بالإسكندرية بأقصى اطراف شبه جزيرة فاروس فوق رأس التين . فقد كانت هذه المدينة الجميلة تسلب لبه, ربما السبب فى الصوامع النادرة او الشوارع غير المزدحمة فالطوفان البشرى الموجود بالعاصمة غير موجود بتلك المدينة الساحرة.
تتناول الرواية جزء مجهول من تاريخ مصر وبالأخص تاريخ محمد على وصراعه المستمر والطويل لنيل الحرية والأستقلال عن بلاط السلطان العثماني , وتخوض الرواية بأعماله وفتوحاته وانتصاراته المتعددة , وتناولت الرواية ايضاً تاريخ حفر قناة السويس وماتبعه من جهد ضخم مبزول
يتميز اسلوب جيلبرت سنويه بدقة المعلومات وجمال الطرح وتسلسل الأحداث بمنهجية منطقية رائعة .


نبذة عن المؤلف جيلبرت سينويه


روائى فرنسي ولد بالقاهرة عام 1947 وتابع دراسته بمدارس اليسوعسسن بمصر وانتقل بعدها الى معهد الموسيقى فى باريس حيث حاز على شهادة الأستاذية فى آلة القيثارة.
من اهتمامات جيلبرت سينويه كتابة الحوار والسيتاريو للسينما والتلفزيون .
ومن رواياته الاخرى :
- الفرعون الأخير


- كتاب الفيروز
- الطريق الى اصفهان
سنقوم برفع كل اعمال جيلبرت سينويه على موقع المكتبة بالتتابع خلال الأسابيع القادمة


نبذة عن مترجم الرواية محمد بنعبود

 

كاتب ومترجم مغربى ولد عام 1957 .
نشر له العديد من الترجمات الأدبية فى الجرائد والمجلات .
من ترجماته :
- رواية المصرية
- اغتيال الفضيلة
- مخالب الموت

 

رواية ابن النيل للكاتب العالمى جيلبرت سينويه
ترجمة المترجم المغربى : محمد بنعبود
دار النشر : منشورات الجمل
الحجم  :  6 ميجا 

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الخميس، 11 يوليو 2013

الحمار الميت .... عزيز نسين

الحمار الميتالرسائل التي كتبها (الحمار الميت) الذي لا يخاف الذئب ، من الدار الآخرة إلى صديقته ذبابة الحمار الميت في الحياة .
هكذا بدأ الكاتب عزيز نيسن روايته التي يسرد فيها مجموعة رسائل يرسلها حمار ميت إلى "ذبابة الحمار" عن وقائع موته ونقله إلى المشفى ومن ثم دفنه وما جرى خلال هذه الرحلة من الدار الأولى إلى الدار الآخرة من مفارقات تنقد أوضاع اجتماعية لا تمت لحقوق الإنسان " ولا حتى لحقوق الحيوان " بِصِلَة في المجتمع التركي.
رواية تصنف في قائمة روايات الكوميديا السوداء التي تنقد بطريقة ساخرة أوضاع مجتمعية وإنسانية
مجموعة قصص قصيرة تصور الواقع التركي " الذي يشابهه الواقع العربي بشكل كبير " بأسلوب ساخر جذاب ،، يبتعد الكاتب عن الحشو و الكوميديا المسفة و يمتاز بخفة دم و ظل مرح ،،، كما يجب ان ننوه ان الترجمة كانت على قدر عال من الحرفية و استطاعت ان تتماهى مع اسلوب الكاتب و سخريته اللاذعة

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الاحتفال بالقازان ... عزيز نسين

الاحتفال بالقازانربما لم يكتب عزيز نسين العديد من المسرحيات مقارنةً بقصصه، لكن المسرح والحبكة المسرحية لا تخلو من أعماله القصصية والروائية، وتكاد أعماله أن تكون في بعضها خليطاً بين الجنسين.

تسيطر الكوميديا، والرؤيا النقدية السياسية الاجتماعية الاقتصادية على تفكير نسين وقلمه، ويمكن اعتباره المقاوم الأكبر للسلطات في العالم، والمضطهد الأول الذي تدوسه السلطات التركية في أكثر من عهدٍ من عهودها، فهو لا يخرج من مخفرٍ حتى يلتحق بسجن، ولا يهرب من رقابةٍ إعلامية حتى يتوقف وتوقف أعماله، حتى أضحت حياته في معظمها هروباً من السلطة التركية التي لم يستطع مهادنتها.‏

عزيز نسين 1915 - 1995 واسمه الحقيقي «محمد نصرت» ولد في إحدى الجزر القريبة من استانبول، والواقعة في بحر مرمره لعائلةٍ فقيرة، استخدم اسم «عزيز نسين» -الذي عرف به فيما بعد - كاسمٍ مستعار، وكنوعٍ من الحماية ضد مطاردات الأمن السياسي في تركيا، ولكن رغم ذلك فقد دخل السجون مرات عديدة.‏

ويعتبر نسين واحداً من أهم كتاب الكوميديا السوداء في العالم والمضحك المبكي في حياته أنه وبرغم شهرته الواسعة في كل أرجاء العالم كمبدع فذ إلا أن بلده الأم تركيا لم تعطه من حقه سوى القليل، وكانت دائماً – ممثلةً بأجهزة الأمن والمخابرات – تعتقله، وتزج به في السجون.‏

كتب في العديد من الصحف التركية، وأصدر مجلة أسبوعية خاصة به باسم «السبت»، تمكن بالتعاون مع الأديب التركي «صباح الدين علي» من إصدار جريدته الشهيرة «ماركو باشا» التي وصلت مبيعاتها إلى 60000 نسخة يومياً. اعتقل بسبب مقالاته في الجريدة وحوكم أمام محكمة عسكرية عرفية وحكم عليه بالسجن عشرة أشهر وبالنفي بسبب انتقاده في أحد مقالاته للرئيس الأمريكي هنري ترومان. وأغلقت على إثر مواقفه هذه جريدة «ماركو باشا» مع اعتقاله، فعاود إصدارها باسم «معلوم باشا»، ثم راح يعيد إصدار المجلة، مع تغيير اسمها في كل مرة يتم فيها اعتقاله وإيقاف الجريدة عن الصدور، فمن «معلوم باشا» إلى «مرحوم باشا» ثم «علي بابا»، ثم «باشاتنا»، ثم «ماركو باشا الحر»، وأخيراً جريدة «مدد».‏

حكم عليه بالسجن ستة عشر شهراً بسبب ترجمته لأجزاء من كتاب كارل ماركس «رأس المال»، عمل مصوراً وصاحب دكانٍ لبيع الكتب لكن السلطات التركية تابعت ملاحقته وسجنه.‏

نال السعفة الذهبية من إيطاليا عامي «1956» وفي عام «1957» انتخب نائباً لرئيس اتحاد الأدباء الأتراك، ثم انتخب رئيساً لنقابة الكتاب الأتراك بعد تأسيسها. ونال الجائزة الأولى في المسابقة التي أجريت في تركيا تخليداً لذكرى الشاعر الشعبي «قراجه أوغلان» عن مسرحياته «ثلاث مسرحيات أراجوزية». وكذلك جائزة اللوتس الأولى من اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا

أنشأ وقفاً نذر له ريع كل أعماله الأدبية، وكانت مهمة هذا الوقف رعاية الأطفال الأيتام حتى آخر مراحل الدراسة الجامعية، وتأمين عمل أو مهنة لمن تعثر منهم في دراسته، وقد استقبل هذا الوقف أول فوج من الأطفال الأيتام في أواخر العام 1977.‏

أهم أعماله المسرحية: ثلاث مسرحيات أراجوزية، وحش طوروس، حرب المصفرين، وماسحي الجوخ.‏

ومن أعماله القصصية:‏

لا تنس تكة السروال، خصيصا للحمير، أسفل السافلين، الطريق الطويل، الفهلوي «زوبك»، مجنون على السطح، الهداف، صراع العميان، آه منا نحن معشر الحمير، الحمار الميت لا يخاف الذئب، الطريق الوحيد، بتوش الحلوة، قطع تبديل للحضارة، الاحتفال بالقازان، يحيى يعيش ولا يحيا.‏

كانت علاقة نسين بأمه دراماتيكية، حيث تركت أثرها في مخيلته منذ كان طفلاً وسطرت منهجه الفكري بخطوط حزينة أخذت شكل السخرية السوداء الناقمة على التخلف البغيض والنفاق المستشري في المجتمع التركي آنذاك.. لقد جاءت كتاباته عن أمه بقدر عظيم من التبجيل والحب الذي وصل إلى درجة عالية من القدسية. وفي الوقت ذاته دمج بين هذا التبجيل والغضب وقلة الحيلة والثورة على التخلف والجهل الذي عامل المجتمع التركي به المرأة التركية، والذي تجلى في إحدى قصائده النادرة:‏

أنت الأجمل من بين كل الأمهات‏

“أنت الأجمل من بين أجمل الأمهات.. في الثالثة عشرة كان زواجك، في الخامسة عشرة كانت أمومتك.. في السادسة والعشرين جاءت منيتك.. هكذا قبل أن تعيشي. كم أدين إليك بهذا القلب المليء بالحب، فأنا لا أملك حتى صورتك، كانت خطيئة أن تكون لكِ صورةً فوتوغرافية.‏

لم تشاهدي الأفلام ولا المسرحيات، ولم تشهدي الكهرباء ولا الغاز ولا الموقد الكهربائي، ولم توجد أغراض البيت ومستلزماته لديك، لم تسبحي في البحر يوماً. لم تستطيعي القراءة ولا الكتابة. ولكن من وراء حجابٍ أسود كانت عيناك الجميلتان تنظران إلى العالم.‏

أتتك المنية وأنت في السادسة والعشرين، قبل أن تعيشي، من هنا أقول: لن تموت الأمهات قبل أن يعشن. هذا ما كان عليه الأمر. أما الآن فهذا ما يصير إليه الأمر.‏

لكم تمنيت لو أعطي مقابل كل قطعةٍ من تلك القطع التي طرزتها يدا أمي كل كتبي وكل ما سأكتبه».‏

وتظهر حرفية نسين وعمق الرؤيا النقدية له في هذا النموذج من روايته الجميلة “الطريق الوحيد”:‏

“عملي الاحتيال، أتعرفون أن قانون العقوبات التركي يحدد أخفض العقوبات للاحتيال؟ لأن الاحتيال يتم بالتبادل بين طرفين – المحتال والمحتال عليه – كلٌ منهما يريد الاحتيال على الآخر. في الحقيقة إن المحتال عليه مذنبٌ بقدر المحتال، لأشرح لكم: محتال يحاول بيع قطعة أرضٍ بمائة ألف ليرة بالرغم من أن قيمتها مليون ليرة، المحتال عليه يريد شراء قطعة الأرض التي يعرف أن قيمتها مليون ليرة بمائة ألف ليرة، أي أنه يخدع البائع ويحتال عليه، إن كافة الاحتيالات تتم بالتبادل، لا يوجد أي احتيالٍ بدون طرفين يرتكبان ذنباً بآنٍ واحدٍ. في الحقيقة إن المحتال عليه هو شريك المحتال. وفهمت أن أخطر أنواع الاحتيال هو احتيال الشخص على نفسه، وبما أنه من أجل الاحتيال لا بد ممن وجود طرفين فأنا أصبح طرفين في شخصٍ واحدٍ. ولكن كيف أحتال على نفسي؟ بخديعة الطريق الوحيد، التي كنت مؤمناً بها. فالناس يحتالون على أنفسهم بكذبة الطريق الوحيد هذه: تجد العاهرة حجةً لاتجاهها هذا، فتقول: وماذا أفعل؟ ليس لدي حلٌ آخر. سقطت في الطريق السيئ، ولكن هل الحقيقة عدم وجود أي حلٍ آخر؟ أم أنها تقول: “ليس لدي حلٌ آخر” لتحتال على نفسها. من الممكن أن تجد امرأةً أخرى في وضعٍ مماثلٍ، أو أكثر سوءاً لكنها لا تقول: “ليس لدي حلٌ آخر”، وتجد حلاً، ولا تغدو عاهرة.. “ليس أمامي طريقٌ آخر اضطررت إلى السرقة”، “وماذا يمكنني أن أفعل؟ ابني جائع زوجتي مريضة.‏

إذا قال الإنسان لا يوجد أمامي طريقٌ آخر، أي إذا ربط كل الحلول بهذا الطريق الوحيد، هذا يعني أنه بدأ يحتال على نفسه.‏

ترى كم من الكتاب استطاعوا إيجاز فكرةٍ بهذه البساطة والعمق؟”


تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الخميس، 27 يونيو 2013

قواعد العشق الأربعون ... جلال الدين الرومي

قواعد العشق الاربعونعندما انعطفنا عند ناصية الشارع، واقتربنا من خان تجار السكر، لمحت ولياً تقياً جوالاً يشق طريقه عبر الحشد، يتهادى نحوي مباشرة ويرقعني بعينين ثاقبتين، كانت حركاته حاذقة ومركزة، وكانت تشع منه هالة من القدرة الذاتية.

كان حليقاً، لا لحية له، ولا حاجبين، ومع أن وجهه كان مكشوفاً كما ينبغي لوجه أي رجل أن يكون، فإن قسمات وجهه يكتنفها الغموض، لم يكن مظهره هو الذي فتني وجذب إنتباهي.

فخلال سنوات كثيرة، رأيت وراويش جوالين من جميع الأنواع يجتازون قونية سعياً وراء الله، ويعرف معظم هؤلاء الدراويش بسلوكهم المشاكس، بأوشامهم البارزة وأقراطهم العديدة، والحلقات في أنوفهم... لذلك عندما وقعت عيناي على هذا الدرويش، لم تكن قشرته الخارجية هي التي أثارت إنتباهي، بل يمكنني القول أن نظرته هي التي فتنتني، كانت عيناه السوداوان تحدّقان بي بنظرة أحدّ من الخنجر.

وقف في منتصف الشارع، ورفع ذراعيه عالياً، وفتحهما على وسعيهما، وكأنه لم يكن يريد أن يوقف الموكب فقط، بل يوقف تدفق الزمن كذلك، أحسست برعدة تسري في أوصالي، مثل حدس مفاجئ، وتوتر حصاني وبدأ يصهل بصوت مرتفع، وراح يهز رأسه إلى الأعلى وإلى الأسفل.

حاولت أن أهدئ من روعه، لكنه أجفل، وإعتراني شعور بالتوتر أنا أيضاً، أمام عينيّ اقترب الدرويش من حصاني، الذي أجفل، وهمس شيئاً في أذنه، بدأ الحصان يتنفس لكنه عندما لوّح بيده بإيماءة نهائية، هدأ الحصان على الفور، وسرت موجة من الحماسة في الحشد، وسمعت أحدهم يتمتم، ويقول: "هذه شعوذة".

نظر الدرويش إلي بفضول غير عابئ بما يحيط به، وقال: أيها العالم العظيم في الشرق والغرب، لقد سمعت عنك الكثير، لقد جئت إلى هنا اليوم لأسألك سؤالاً، لو سمحت: "تفضل"، قلت هامساً، "حسناً"، يجب عليك أولاً أن تترجل عن حصانك كي نكون على سوية واحدة"، ذهلت لسماع ذلك، فلم أتمكن من أن أنبسى بكلمة لوهلة، وأبدى الناس حولي وهشتهم، فلم يجرؤ أحد على مخاطبتي بهذه الطريقة.

أحسست بوجهي يلتهب، وبطني تؤلمني، لكني كبحت إنزعاجي وترجلت عن حصاني، كان الدرويش قد دار ظهره وسار مبتعداً، "يا صاح" انتظر"، صحت ولحقت به، "أريد أن أسمع سؤالك"، توقف وإستدار، وابتسم لي لأول مرة، وقال: "حسناً، قل لي أرجوك، من هو أعظم برأيك: النبي محمد صلى الله عليه وسلم أم الصوفي أبو يزيد البسطامي"، فقلت: "ما هذا السؤال؟ كيف يمكنك أن تقارن بين نبينا العظيم عليه الصلاة والسلام، خاتم الأنبياء والمرسلين، وبين صوفي سيء السمعة؟".

تجمع حولنا حشد من الناس الفضوليين، لكن الدرويش بدا غير مكترث بهم، وقال بإلحاح وهو لا يزال يحدّق في وجههي: "أرجو أن تفكر في الموضوع، أفلم يقل النبي: يا رب اغفر لي عجزي عن معرفتك حتى المعرفة، في حين قال البسطامي: طوبى لي، فأنا أنا أحمل الله داخل عباءتي؟ فإذا كان هناك رجل يشعر بأنه صغير بالنسبة لله، بينما يدّعي رجل آخر بأنه يحمل الله في داخله، فأيهما أعظم؟".

بدأ قلبي يخفق بقوة، فما عاد السؤال يبدو غريباً، في الواقع بدا كان حجاباً قد أزيل وكان تحته لغز مثير ينتظرني، ارتسمت على شفتي الدرويش إبتسامة ماكرة، مثل نسيم عابر، وعرفت الآن أنه ليس مجنوناً، بل مجرد رجل يطرح سؤالاً سؤال لم أفكر به من قبل، "أرى ما تحاول أن تقوله"، قلت له، ولم أرغب في أن يسمع الرعشة التي اعترت صوتي المتهدج، "سأقارن بين القولين، ومع أن قول البسطامي يبدو أعلى، فإني سأخبرك لماذا أن العكس هو الصحيح"، فقال الدرويش: "كل آذان صاغية".

كما ترى، فإن حب الله محيط لا نهاية له، ويحاول البشر أن ينهلوا منه أكبر قدر من الماء، لكن في نهاية المطاف، يعتمد مقدار الماء الذي يحصل عليه كل منّا على حجم الكون الذي يستخدمه، وفي حين يوجد لدى البعض براميل، ولدى البعض دلاء، فإن لدى البعض الآخر طاسات فقط".

بينما كنت أتحدث، رحت أراقب قسمات الدرويش وهي تتحول من إزدراء خفيف إلى شكر واضح، ومنها إلى إبتسامة رقيقة لشخص يرى أفكاره في كلمات شخص آخر، "كان وعاء البسطامي صغيراً بعض الشيء، وقد روى عطشه بعد أن نهل جرعة، وكان سعيداً بالمرحلة التي بلغها، كان شيئاً عظيماً أن يدرك الله في نفسه، لكن بالرغم من ذلك لم يتمكن من التمييز بين الله وبين وحدة الناس.

أما النبي، فقد اختاره الله ولديه كوب أكبر بكثير لكي يملأه، لذلك سأله الله في القرآن الكريم: (ألم نشرح لك صدرك) وهكذا شرح صدره وكان كوبه ضخماً، كان عطشاً على عطش بالنسبة له، ولا عجب أنه قال: "أننا لا نعرفك كما ينبغي لنا أن نعرفك، مع أنه من المؤكد أنه يعرفه كما لا يعرفه شخص آخر".

ابتسم الدرويش ابتسامة عريضة ودودة، وأومأ وشكرني، ثم وضع يده على قلبه ببادرة امتنان، ولبث هكذا لبضع ثوان، وعندما التفت عيوننا ثانيةً، لاحظت مسحةً من اللطف قد تسللت إلى نظرته، رحت أحدّق وراء الدرويش ورأيت المشهد الطبيعي الرمادي الذي يميز مدينتنا في هذا الوقت من السنة.

وانسلت بضع أوراق أشجار جافة حول أقدامنا: وراح الدرويش ينظر إلي بإهتمام متجدد، وفي ضوء الشمس الأفلة للغروب، أقسم بأنني لوهلة رأيت هالة عنبرية اللون... "من الأفضل لي أن أذهب الأن وأتركك مع مريديك" قال، وانخفض صوته ليصبح مثل جرس مخملي، يكاد يكون همساً، فقلت معترضاً: "انتظر، لا تذهب، أرجوك، ابق"، لمحت مسحة من الإهتمام على وجهه، وزم شعبيته بحزن، كما لو كان يريد أن يقول شيئاً لكن أما أنه لم يستطع، أو أنه لم يشأ أن يقوله، وفي تلك اللحظة، في فترة الصمت القصيرة تلك، سمعت السؤال الذي لم يسألني إياه، وماذا عنك أنت، أيها الخطيب العظيم؟ قل لي، ما هو حجم كوبك؟ لم يكن لدي شيء أقول، فقد نصبت الكلمات مني، اقتربت من الدرويش حتى أني رأيت الخطوط الذهبية في عينيه السوداوين.

وفجأة غمرني إحساس غريب، كما لو أنني كنت قد عشت هذه اللحظة من قبل، لا مرة واحد، بل أكثر من عشر مرات، وبدأت أتذكر شذرات، رجل طويل مخيف يستر وجهه بحجاب، وأصابعه ملتهبة، ثم أدركت، فلم يكن الدرويش الواقف أمامي، إلا ذاك الرجل الذي كنت أراه في أحلامي دائماً، عرفت أنني وجدت رفيقي، لكن بدلاً من أن ابتهج نشوة، كما خبل إليّ، غمرني شعور بالرهبة".

وأنت وكقارئ، سيعتريك هذا الشعور عندما تجول أفكارك مع نظرك مع إتهامه لسطور وصفحات هذه الرواية، تقف في بادئ الأمر على أعتاب هذا العالم الذي نسجته الروائية بدقة وبخيوط التصوف حيناً، والواقعية حيناً آخر، وبخيوط الواقع تارة، وبخيوط الخيال تارة أخرى... وثم ليس آخراً بخيوط الإبداع في كل الأحايين.

تتكلم عن الحب الإلهي... وليس من الغريب حديثها عن الحب البشري أيضاً... فالحب الإلهي يسع العالم كله... أفلا يسع معانيه؟!... تتشابك خطوط الرواية في بعض الأحيان... لتزرع الكاتبة من خلالها بذور التشويق والإثارة... وتسير الأحداث على وقع أحلام وآمال وأفكار شخصيات أبدعت الكاتبة في إنتقائها، ولكن ورغم معرفتك أو عدمها وكقارئ بأبو يزيد البسطامي... شمس التبريزي أو بجلال الدين الدومي أو حتى بالمريدين وأصحاب الطرق.

وسواء أكنت واقعياً أم خيالياً... أم لديك ثقافتك الغربية أم الشرقية... فإنك سترحل مع هذه الرواية برحلة تمتعك مهما كانت مشاربك وتوجهاتك... رحلة روحية تطلع من خلالها على "مدوّنة" القواعد الأربعون لدين العشق" الذي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال العشق، والعشق ذاك العشق الذي ا يعرف هوية ولا عرقاً والمتواجد في كل زمان ومكان وحده... تقول إحدى هذه القواعد: "إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب، لأن الرأس، فاجعل قلبك، لا عقلك دليلك الرئيسي، واجه، تحدّ، وتغلب في نهاية المطاف على "النفس" بقلبك، إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله تعالى".

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

نادجا ... أندرى بريتون

نادجاالمعروف عن السرياليين أنهم يكرهون الرواية ويحبون الشعر لأن عالم الرواية يحتاج إلى صبر بينما هم يريدون من خلال الإيماءة والإشارة أن يعبروا عن سريالية هذا العالم. لكن لماذا أقدم أب السريالية وصاحب «البيان السريالي» إلى كتابة تجربة الحب هذه على شكل رواية. إن هذا المنجز السريالي تم بناؤه على موضوعة «الحب» كمبدأ أساسي من مبادئ هذه الحركة لتغيير العالم وتغيير الحياة.
ونادجا، عمل خارق وساحر في آن، لا يمكن إنجازه إلا من خلال الحب بشكل طبيعي. وبصفتها بطلة أثارت أندريه بريتون لأنها تتمتع بكل المزايا والأعاجيب، ومع ذلك فإن الإغراءات التي استخدمتها بقي في ظل الإطار الثقافي ولولا ذلك لكانت قصة حب عابرة تملئ ملايين من روايات الحب التقليدية. إنه الحب البسيط والصافي الذي لا تصنع فيه.
ولطالما أكد أندريه بريتون بأن المصدر الإلهام السريالي هو الحب كما شهدنا ذلك في قصائد بول ايلوار. تزوج أندريه بريتون في عام 1922 من فتاة أسمها سيمون التقى بها صدفة في حديقة اللوكسمبورغ وعاشت معه مدة سبع سنوات وساهمت بشكل فعال في أول حلقة سريالية شكلها. وكانت الاجتماعات تتم في البيت تحت إشرافها وفي ضيافتها. ولكن قلب بريتون كان متقلباً جداً فأحب غيرها وأقنعها بالطلاق عام 1929. وانزعجت الجماعة السريالية كثيراً لأن سيمون كانت أحد الأعضاء المحبوبين في الحلقة، ولم يفهم السرياليون سبب هذا الطلاق الذي صدمهم وجرحهم.
وثاروا على الزعيم بسبب هذا التصرف غير الأخلاقي. وعندئذ انشقت الحركة السريالية إلى قسمين، قسم مع بريتون وقسم ضده. ثم تزوج بريتون مرتين بعدئذ، فقد كان مزواجاً مطلاقاً يبحث عن المتعة في الحياة قبل كل شيء. لقد كان سورياليا حقا.. ولكن لقاءه بـ «نادجا» لم يكن عادياً ولم يفضي على الزواج بطبيعة الحال.
ما هي هذه المرأة الشابة التي ألهمت بريتون واحدة من أروع الشخصيات النسائية في القرن العشرين عبر روايته «نادجا». ففي عصر يوم من أكتوبر من عام 1926، كان بريتون يتسكع بالقرب من نوتردام دي ليرت عندما قابل امرأة شابة يكتنفها الغموض.. وخلال عشرة أيام، ارتبط معها بعلاقة وثيقة وقضى معها أوقاتا سعيدة سحرت فيها الشابة الغامضة احد أهم أقطاب السريالية وكان يتأملها بشغف وكأنها «روح هائمة» لدرجة انه سجل في دفتر ملاحظاته كلماتها وتصرفاتها وهواجسها وكانت تفتنه كل خلجة من خلجاتها وتثير اضطرابه أفعالها الجنونية وانغماسها في الحب لدرجة الموت..
في تلك الأيام، ولدت شخصية نادجا التي ستتيح الفرصة لظهور واحدة من أعظم القصص في القرن العشرين وستصبح بطلتها شبيهة بآلهات الفن والجمال وربات الشعر الأسطوريات.. فمنذ صدور كتاب اندريه بريتون في عام 1928، أثارت نادجا أسئلة كثيرة أهمها: من هي نادجا؟ وهل هي شخصية حقيقية، بعد أن ترك الكاتب بضعة آثار تدل على وجودها والتي حاول النقاد البحث عنها. لم يلتق بها بريتون في باريس بل في مدينة «ليل» وكانت تدعى «ليونا ديلكور»، وان حياتها القصيرة انتهت في مستشفى للمجانين!
بعد انفصالهما، لم يلتق بريتون بليونا أو «نادجا» مجددا أبدا إذ لم يعد بحاجة إليها لذا بقي لغزها قائما. وقد كتبت الروائية الأيرلندية هيستر الباخ قصة حول بطلة السريالية، وأماطت فيها اللثام عن شخصية نادجا او ليونا الحقيقية التي ولدت في الشمال، في منطقة سان اندريه في إحدى ضواحي مدينة ليل في أيار من عام ,1902. ولدى بلوغها السادسة عشرة من عمرها، أنجبت طفلة صغيرة من أب غير شرعي فقررت الاستقرار في باريس وعاشت وحيدة واضطرت إلى ممارسة مهن مختلفة ومهينة مثل بيع الكوكائين وبيع جسدها.
وبعد تعرفها على بريتون وعلاقتهما القصيرة ثم انفصالهما المفاجئ، كتبت ليونا له أكثر من ثلاثين رسالة قصيرة ما بين نوفمبر 1926 ومارس 1927، تحمل تواريخ احتجازها في مصح للمجانين، وتضمنت تلك الرسائل هذيانات وتوسلات إلى الرجل الذي فتنها ثم هجرها فجأة فشعرت بعده بأنها فقدت حياتها.
كان بريتون قد كتب الى زوجته سيمون رسالة يحدثها فيها عن ليونا قائلاً: «لم أحبها قط، لقد كانت قادرة فقط على فعل كل ما أحبه وبطريقة رائعة».. وكان بريتون يعرف بأنها محتجزة في المصح دون أن يفكر في زيارتها حتى توفيت في يوم كئيب من عام 1941، وكانت آنذاك في التاسعة والثلاثين من عمرها.. وفي الوقت الذي احتجزت فيه، تفرغ بريتون لكتابة روايته «نادجا» المستوحاة من حكاية ليونا منعزلا عن الناس.. وكان الأطباء قد شخصوا في حالتها مرضا نفسيا قادها أخيراً إلى الموت.
قال عنها بريتون في روايته «نادجا»: «أما أن يكون الجمال ضربا من الجنون، أو لا يكون».


 

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الأربعاء، 26 يونيو 2013

الفلاحون .... أنطوان تشيخوف

الفلاحونكتاب واحد يحتوى على روايتين من اشهر ما كتب القصصى الروسى العظيم انطوان تشيكوف ، الاولى ( العنبر رقم 6 ) والثانية ( الفلاحون )، ظهرت هذة الروايات لاول مرة فى مجلة الفكر الروسى الاولى سنة 1892 والثانية سنة 1897 ترجمت للعربية عام 1968
أنطون تشيخوف 1904-1860 بالنسبة للكثيرين من المهتمين بالأدب في كل أنحاء العالم هو أعظم كُتاب القصة القصيرة ورائدها الأهم. كما لا يقل أهمية عن ذلك ككاتب مسرحي وروائي استطاع عبر أعماله العديدة أن يحفر اسمه في ذاكرة الإنسانية، وأن يرسخ قيمًا فنية تحولت إلى مدارس ومذاهب في الكتابة، مازالت فاعلة ومؤثرة حتى الآن.. هنا نقرأ أعمال تشيخوف بترجمة "أبو بكر يوسف" والتي تصدر في 4 مجلدات الاعمال القصصية - الروايات القصيرة - الروايات - المسرح وهي الترجمة التي يحرص الكثيرون على اقتنائها كترجمة متكاملة نقلت النص بحب فخرج على درجة عالية من الحساسية اللغوية الأخاذة. هذا هو المجلد الأول.. يضم القصص القصيرة لتشيخوف والتي وضعته على قائمة الكتب الأكثر مبيعا منذ بداية القرن العشرين وحتى الآن.
أنطون تشيخوف 1860 - 1904 بالنسبة للكثيرين من المهتمين بالأدب فى كل أنحاء العالم هو أعظم كُتَّاب القصة القصيرة ورائدها الأهم. كما لا يقل أهمية عن ذلك ككاتب مسرحى وروائى استطاع عبر أعماله العديدة أن يحفر اسمه في ذاكرة الإنسانية، وأن يرسخ قيماً فنية تحولت إلى مدارس ومذاهب فى الكتابة، مازالت فاعلة ومؤثرة حتى الآن..
هنا نقرأ أعمال تشيخوف بترجمة «أبو بكر يوسف» والتى تصدر في 4 أجزاء الأعمال القصصية - الروايات القصيرة - الروايات - المسرحيات، وهى الترجمة التي يحرص الكثيرون على اقتنائها كترجمة متكاملة نقلت النص بحب فخرج على درجة عالية من الحساسية اللغوية الأخاذة.
هذا هـو المـجـلد الثــاني.. يضـم الـروايـــات القــصــيرة لتشيخوف ومنها الراهب الأسود، الفلاحون، القبلة، الرجل المعلب، السيدة صاحبة الكلب

تسوق اونلاين وتخفيضات هائلة


 أشترى كتابك وادفع عند الاستلام

الاثنين، 24 يونيو 2013

الثعلب الأزرق ... شون

الثعلب الأزرقتقدم رواية الشاعر والكاتب الآيسلندي شون “الثعلب الأزرق” الصادرة عن منشورات تلغرام التابعة لدار الساقي، مفهوما مختلفا في المعالجة الدرامية، سواء من خلال الأسلوب أو ضغط الزمن أو توزيع الحدث على شخوص عدة بدلا من اقتصارها على بطل أساسي، ومحيط ثانوي. والواقع أن الكاتب الذي نال أرفع الجوائز الأدبية للشمال، يقدم للقارئ عموما جملة مقتضبة، تنفلت من أية ضرورات سردية، ولا تتنازل عن كيانها الفني لصالح الثرثرة السردية. ينعزل الفصل الأول من العمل، في أسلوب نثري، مقتضب/ مختزل، وغير بعيد في الوقت نفسه عن سلطة الجملة الشعرية. غير أن ما يعزز من الجمالية ههنا، هو التماثل الدقيق بين الموضوع وتقنية استعراضه. إذ نشهد أولا، مطاردة بين صياد وأنثى ثعلب

وبغض النظر عن احتمالات المعنى والرمزيات الاجتماعية والفلسفية التي تقيم تحت قشرة هذه المطاردة، فإننا نلتفت إلى بعدين. الأول سينوغرافيا المشهد: أرض أفقية نسبيا، عارية تقريبا، تتدخل فيها تقلبات مناخية (النورديك)، وتخترق البعد الثاني مباشرة. وهو البعد العمودي، المرتبط بالقرارات والتفاعلات النفسية لدى كل من الصياد والطريدة، دون إعطاء الأفضلية لواحد منهما على الآخر. هذا التوتر بين الجينة الجغرافية الفجائية، التي تفرض شرطها الطارئ على طرفي المطاردة، وبين المكوّن البسيكولوجي الذي ينعزل كمادة نشطة لا يفاضل فيها الكاتب بين إنسان وحيوان، يتم في لغة حيادية تقريبا، وغير متكلّفة. بمعنى أنها لغة تترك أمر تفسيرها لاحقا كمهمة من حق القارئ. وهي كذلك لغة شديدة التأني، متقطعة، نثرية، تشبه الوطء الحذر على الثلج، ويبدو الكاتب فيها وكأنه استخدم الممحاة أكثر مما استخدم القلم. في علم الرياضيات، يشبه الأمر تحديد مجموعة من النقاط تكوِّن مساراً بين محوريِّ إحداثيات. والواقع، أن المنهج الذي يسلكه الكاتب الآيسلندي، يقدم، احتمالات جديدة للتعاطي مع المفهوم القصصي والسردي

غير أن هذا التقشف في اللغة، يأتي ملغوما بإيقاع بطيء. فالتقشف لا يفضي بالضرورة إلى السهولة، والبطء لا ينتج الاستياء، والاقتضاب في العبارة لا يؤدي إلى فرض المتلقي حساباته على العمل.  تقطيع الجملة، وفصلها كخلية بصرية على حدة، ومن ثم تضمينها تشبيهات شعرية جديدة، ونبرة متهكمة، يجعل من هذه الجملة، مستوعبا صغيرا لإحدى مفارقات الحياة. ومن هنا، تتحول الحياة، إلى عينة منفصلة عن العالم، معزولة عن النظم البشرية الهائلة الحراك، منكفئة في تقاليدها الخاصة، بمعنى أصح، حياة مصونة تماما. وفي هذه العينة من الحياة، تتوالد حيوات أقل خفوتا، لكن أبلغ في حدتها، إضافة إلى عبثيتها في بعض أوجهها. قد يدل هذا على أن الجملة حكما كثيفة، وقد يكون هذا الاعتبار صحيحا إلى حد ما، غير أن ما يبعث على الارتباك، هو مرونة هذه الجملة الروائية في الوقت نفسه. وهذه التقنية في رفع الوجه الجمالي، تشكل معوّضاً عن النشرات الفاحصة للحياة والتي تكثر في العديد من الأعمال الروائية. ليبدو النتاج الشمالي الجديد، نسيجا مشدودا قوامه السرد والتأمل، كضفيرتيّ “دي أن إيه” معقودتين ببعضهما

الثعلب الأزرق” رواية لا تتوخى المينيمالية حصراً على المستوى التقني، ذلك أن المينميالية تنسحب حتى في مكوِّنيْها الزمني والإنساني. سقف العمل، لا يشترط بناؤه تطوّرا سياسيا عاما، ولا يستقدم تعقيدات مجتمعية أو دينية بالغة أو تضاربات فكرية عميقة أو جدالات وجودية مثلا. وبالتالي فإنها رواية لا تجاهر بإيديولوجية ما، كأن تقول مثلا أن هذه الإيديولوجية شأن سام مطلق يُستحَق الدفاع عنه ونقاشه، وتأليف دراما حواليه. إنها رواية الفردية، الأنا الملتصقة بحاجاتها، والمعرّضة للتشرذم والهذيان والصدمات غير المدعوة. أما قضية هذه الأنا، أو مسألتها، فتمس جذورها تاريخ الشخص ومؤلّفه البيولوجي والعاطفي، وتنطوي على انشغالات تصيب الكيان الفردي، أي أنها لا تنوي تأجيج إشكاليات “القضية الكبرى” في الحب والحرب والعبودية ونمط الحياة، أو استهلاكها. وكل ذلك يأتي موزعا كفتات بين ثنايا العمل. وما يثير الفضول، أن الكاتب تعمّد (كما يبدو لنا على الأقل)، تخليص الرواية من أية شخصية رئيسة مهيمنة، وتوزيع “الحياة”، وإن بشكل غير متكافئ، على الشخصيات. وهو توزيع أنيق، بحيث لو أخذنا أية شخصية من العمل، فإنه يمكن الانطلاق منها إلى كتابة الرواية بصيغة أخرى. بهذا نحن أمام عمل روائي متمهل حتى في بناء الادوار (بغض النظر عن مدى تطابقه مع الأرشيف). يتم فيه تسيير الظرف اليومي، بحيث تتقاطع تفاعلاته بخبث مع الطموح الفردي غير المنتبه

الرواية تستند إلى الفترة بين التاسع والسابع عشر من يناير 1883. بذلك، فإن أحداثها تنحصر في ما يتجاوز الأسبوع بقليل. قسّمها شون على ثلاثة فصول/ ثلاثة فترات. وعزلها عن بعضها ظاهريا. أي أن الأمر متاح أن نعيد قراءتها بترتيب آخر، بالتالي، التلاعب بالزمن وتنظيمه، من خلال سلطة الحدث نفسه، بما يخدم روزنامة المخيلة، وما يصب في خانة الأدب أولا، والإختبارات الجديدة التي باستطاعة هذا الفن أن يقدمها للقارئ