الثلاثاء، 5 يونيو 2012

د . عزي يحفر باحثاً عن علاقة الأخلاق بالفكر ...الخليج

د . عزي يحفر باحثاً عن علاقة الأخلاق بالفكر آخر تحديث:الثلاثاء ,05/06/2012
                الشارقة: محمد ولد محمد سالم


استضاف الأحد الثقافي الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في معهد الشارقة للفنون المسرحية مساء أمس الأول الدكتور عبد الرحمن عزي عميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة في مقاربة لفلاسفة من مختلف العصور بعنوان: (حفريات في الفكر)، وأدار الجلسة الدكتور عمر عبد العزيز رئيس قسم الدراسات بالدائرة، فتحدث عن جهود الدكتور عبد الرحمن عزي التأليفية خاصة في مجال الإعلام الذي تخصص فيه، وحصل فيه على الدكتوراه من أمريكا، وترتكز نظرة عزي كما قال عبد العزيز على بناء نظري فكري يضع القيمة الأخلاقية في الحد الأول من الفكر الإعلامي والتواصلي .


الدكتور عبد الرحمن عزي انطلق من أن منطلقة بحوثه تقديم رؤية فكرية تسهم في وضع استراتيجية للتنمية الحضارية للأمة وبالاعتماد على أدوات منهجية حديثة تنطلق من أهم ما توصلت إليه الدراسات البنيوية في قراءة النص، وقد استهدفت قراءته الجديدة محاولة لإيجاد تقاطع فكري بين أربعة من المفكرين المسلمين والإنسانيين هم العلامة الحسين بن محمد الوريثلاني الجزائري ومالك بن نبي وبديع الزمان النورسي وسان سو، وانطلق في نظرته من كونهم جميعاً يعطون أهمية مركزية للحكمة التي فيها تتلاقى العقول الإنسانية، وتتحد النظرات بغض النظر عن الاختلافات الدينية والتاريخية للأفراد .


مقاربة المفكرين الأربعة انطلقت من اشتراكهم في القناعة بفاعلية “القيم الأخلاقية” في حياة الناس وفي صناعة الحضارة، واشتراكهم في فاعلية “الإعلام” بمفهومه الشامل الذي هو الاتصال البشري أي وجود مرسل ومستقبل ورسالة وأداة، إذا ارتبط هذا الإعلام بالقيمة الأخلاقية، وهي كما صرح الدكتور عزي استنتاجات من فحوى ما كتبه أولئك المفكرون، لأنهم لم يستخدموا المصطلح “إعلام”، لكنّ كلا منهم مارسه بطريقته الخاصة، وبناء على الصدق الأخلاقي، والوعي بالقيم الذي هو الجامع بينهم، فالوثلاني في كتابه “نزهة النظار في فضل علم التاريخ والأخبار” يرصد بطريقة صحفية كل مشاهداته ويقدم تقارير وتحقيقات تفصيلية عن كل شيء، وهو مسكون بقيم الدين والأخلاق يقيم الأشياء عليها ويلزم نفسه بها في كل خطوة يخطوها .


أما ابن نبي فوجهة نظره مبنية على أن الحضارة الإنسانية تتألف من عناصر الإنسان والأرض والزمن، وهذه العناصر تبقى معطلة ما لم تجد القوة الروحية التي تبعث فيها الحياة وتحفزها لإقامة حضارة حية، وتلك الروحية هي القيم العليا لأي مجتمع، ومن هنا يلتقي مع الوثلاني في الاعتداد بالقيم كرسالة لصناعة الحياة . كذلك يتواشج مفهوم النورسي التصوفي للتسامح والأخلاق الإنسانية كرسالة إنسانية موجهة للآخر، وكواقع كوني نعيشه في كل صغيرة وكبيرة من حياتنا، مع مفهوم القيمة الأخلاقية للمفكرين السابقين، ولا يبعد سان سو الصيني في كتابه “اكتساب الحرب دون خوضها” عن هذه النظرة الأخلاقية، فهو يؤسس لمفهوم سلمية الحرب، وسلمية التواصل البشري ويضع الاستراتيجيات اللازمة لذلك، والتي تنطلق من مفهوم أخلاقي حقيقي.

المصدر : 
موتمر الخليج على الرابط التالي : http://www.alkhaleej.ae/portal/07e161e4-0eef-444c-a8af-06785a6a954f.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق