رواية "ربع جرام" من الأدب الاجتماعى الذى يتخلل –بعمق- ذلك النسيج المجتمعى للفترة التى تمثلها الرواية , وتتبنى مشكلة إدمان المخدرات باعتبارها ظاهرة حياتية من أهم المشكلات التى تعانى منها كافة المجتمعات الإنسانية وترسم طريق الحل والخلاص ولا يأتى ذلك فى سياق موعظة وحكمة مباشرة, وإنما من خلال لغة أدبية رشيقة ,ترسم أدق المشاعر وأكثرها خصوصية وتحس بأن شخوصها أناس يحيون بيننا, نتعاطف معهم ونحاسبهم ونحاول أن نصل بهم إلى بر الأمان
هذا الكتاب هو قصة كل مدمن في هذه الدنيا.
تبدأ باجتماع أصدقاء حول الطاولة ليقترح عليهم واحد منهم أن يغيروا من التسلية المعتادة و يجربوا شيئاً جديداً
تجربة الجديد بين الأصدقاء, كما في الكتاب و كما في الحياة الواقعية, دائماً يتجه نحو الأسوأ. و فساد ثمرة واحدة في الصندوق يعدي الكل
صلاح استطاع انتشال نفسه, و كانت عنده الإرادة و القدرة و الدعم للتوقف عن التعاطي. التوقف عن التعاطي ليس مستحيلاً, لكنه يحتاج للعزيمة و الدعم الكثير. الواجب علينا هو أن نوفر هذه الفرصة لكل مدمن في الدنيا.
المدمن مريض, أنا آمنت بهذه المقولة منذ وقت طويل. المدمن هو شخص وقع تحت براثن مادة خبيثة تجره دائماً نحو الأسفل, ليس بمزاجه و لكن طبيعتها هكذا, فالمدمن غريق ولا يجوز أن نمر بجانب البحر و نسخر منه أو لا نقدم له المساعدة.
صحيح أن هذا الكتاب طويل, حوالي الـ 640 صفحة, إلا أنه يروي حياة المدمن بتفصيل. الكتاب خفيف و يمر سريعاً و لن تشعر بالوقت يمضي حتى تنهيه. و بما أن الكتاب من منتصفه تقريباً حتى النهاية كله عبارة عن اجتماعات و اعترافات فقد مرت في بالي عشرات الخواطر و الأفكار. اجتماعات "زمالة المدمنين المجهولين" يجب أن نوسعها على كل مشكلة في حياتنا تحتاج إلى الحل. مرت صفحات في الكتاب دمعت عيني فيها لأنني تذكرت مواقف مشابهة حصلت معي (و أنا لست مدمناً الحمد لله) أيام "الشقاوة" و اللف و الدوران!
نهاية الكلام هي أن عدم البدء هو أفضل علاج, و نصيحتي للأهل بمراقبة أبناءهم. الحب لا يتعارض مع الحرية, بل من حبك و منحك الحرية لأولادك أن تحرمهم أحياناً من أشياء لتتيح لهم فرصاً أكبر فيما بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق