لم يكن من قبيل المصادفة أن يختار ناشر الطبعة العربية من هذا الكتاب عنوان "الاغتيال الاقتصادي للأمم" تعبيرا عما يعانيه عدد كبير من شعوب العالم النامي من تعرض أنظمته الاقتصادية للنهب والتدمير، وبصفة خاصة في تلك الحقبة المقبلة من حياتنا، حيث تتربص باقتصادنا أشباح الركود والتأخر.
ورغم التزام كثير من الناشرين الذين ترجموا الكتاب من الإنجليزية إلى عدد من لغات العالم بالعنوان الأصلي للكتاب، إلا أننا نجد توافقا في الخواطر بين الناشر العربي ونظيره الروسي الذي اختار عنوان "اغتيال اقتصاد الشعوب".
يحمل الكتاب الذي بين أيدينا في نسخته الأصلية عنوان "اعترافات قرصان اقتصاد" وهي شهادة لأحد أولئك الرجال المحترفين الذين يرتدون ملابس فاخرة ويتنقلون عبر العالم في رحلات فارهة ويتقاضون أجورا فلكية من أجل نهب بلايين الدولارات من دول عديدة في سائر أنحاء العالم.
يأخذ أولئك الرجال المال من البنك الدولي، وهيئة المعونة الأمريكية وغيرها من مؤسسات «المساعدة» الأجنبية،ويحولونها بطرق مراوغة إلى الشركات الكبرى، لتجنيها حفنة من العائلات الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية للكرة الأرضية. وتتباين وسائل هؤلاء الرجال بين تلفيق التقارير المالية، وتزوير الانتخابات، والرشوة، والابتزاز، والجنس، والقتل.
يتألف الكتاب الذي بين أيدينا من أربعة أجزاء مقسمة حسب المراحل الزمنية التى قضاها مؤلف الكتاب "جون بيركينز" في خدمة نظام الاغتيال الاقتصادي للشعوب. وتضم هذه الأجزاء الأربعة 35 فصلا رشيقا لا يتجاوز حجم الواحد منها عشر صفحات.
أما الفضاء الجغرافي الذي يشمله الكتاب فيغطى العالم بأسره، وإن أولى المؤلف عناية خاصة بدول أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا والمملكة العربية السعودية ودول شبه الجزيرة العربية، وإيران وعراق صدام حسين.
يبرر المؤلف اعترافاته بما حل بكثير من شعوب العالم من كوارث بسبب عمليات الاغتيال والقرصنة الاقتصادية التي مارسها هو وحفنة من زملائه وأدت إلى جلب المآسي الاقتصادية على الشعوب إضافة إلى التخلص من زعماء وقادة وطنيين لقوا حتفهم بسبب معارضتهم تلك المنظومة من الشركات العملاقة والحكومات والبنوك التي تسعى لبناء إمبراطورية عالمية. ويقر المؤلف أنه عندما فشل قراصنة الاقتصاد في استمالة أولئك الرؤساء الوطنيين السابقين، يتدخل فريق آخر من القراصنة، وهم ثعالب المخابرات المركزية الأمريكية، لينفذوا مهامهم.
حاول المؤلف على مدى ربع قرن الخروج بهذا الكتاب إلى النور وفشل في كل مرة إما بسبب رفض دور النشر الكبرى، أو ما لقيه من تهديد، أو ما خضع له من رشوة.
الاثنين، 4 مارس 2013
الأغتيال الاقتصادى للأمم–اعترافات قرصان اقتصاد- … جون بركنز
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق