الرصاصة هي كتلة من الموت تنطلق من فوهة بركان ثائر تخترق في طريقها أفراحنا , ضحكاتنا وكل الأمنيات , مرثية الجمعة الحزين الذي سرق بكف خفية سيدة المقام من حضن الحياة الرحب , ذكريات وطن خذل كل شيء حتى نفسه و حبس واقع تحت رحمةِ رصاصة ,على لسان حبيبين يتقاطع حديثهم في الرواية وكأنهم الشخص ذاته لهم نفس العين والشفتان وذات القلب أيضاً .
ماذا يحدث حينما يكون جرحنا هو الوطن ؟ حينما نسير في طرقات كانت لنا يوماً ما لكن كل حجرها وأزقتها و شجراها الآن يريد أن يفرضَ نفسه كــقيد يلف كل أجزائنا النابضة بل وحبل المشنقة التي ستقتلنا يوماً ما , مامعنى أن يقفل الوطن أبوابه بعد أن يلفظنا خارج الزمن ؟
كان واسيني يبكي الوطن الجزائر جرح الجزائرين النازف, وطنٌ يلعنون دقائقهم بين أركانه لكنهم يتعلقون بأطرافه من فوقهم وطن يركلهم ومن أسفلهم مساحه شاسعة من اللاشيء .
يحكي البطل والبطلة بطريقة ثائرة على الوطن وعلى من كان يمسك بزمام الأمن في تلك الحقبة ربما لأنهم أحبوا الجزائر وشاهدوا انكساراته على أيدي الكبار , كيف أن كل جهود الثوار والشهداء تذهب هباءً منثورا على أيدٍ جديدة تقتل البلاد بدل أن تعمّر , الحكاية هي عتاب قوي اللهجة بعد صدمة الخذلان , و مريم المأخوذة بالرقص ,بالرغم من وجود تلكَ الجمعة الحزينة بينها وبين الحلم , ترقص على أطراف أصابعها ـ شهرزاد لـ رامسكي كورساكوف تمثل تلك الشرقية التي انتصرت على سكين القاتل وانتفضت على سوط الجلاد , برصاصة عاقلة هناك, بحركات اليدين ,بالدوران والقفز حينما تلمس بأطراف يديها تلك الأقدام المرتفعة , المليئة بنشوة الباليه تهبط وتصنع مروحة كبيرة الظل لخصلات شعرها الأسود تلك كانت الأسلحة التي تتشبث بها مريم في هذه الحياة وتواجه الموت الذي كثر نموه على أطراف مديتنها
الأربعاء، 6 مارس 2013
سيدة المقام .... واسينى الاعرج
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق