تتحدث فاطمة المرنيسي عن كتابها قائلة بأن " ما وراء الحجاب" كتاب يتحدث عن حدود الفضاء الجنسي، فهو كتاب يحاول أن يفهم الجنس كما يتجسد واقعا، كما يذوب في الفضاء ومعه. " ما وراء الحجاب" كتاب يوضح بعدا مهما من أبعاد الدين، بعداً طالما كان متجاهلاً. ذلك لأن الناس عادة يخلطون بين الدين والروحانية، وكثيرا ما يختزلون الدين إلى مجرد روحانيات. غير أن الإسلام يشكل، إضافة إلى أمور أخرى، رؤية مادية غامرة للعالم، ومكانه ليس السماوات بمقدار ما هو الفضاء الأرضي، والسلطة على الأرض، والوصول إلى كافة الملذات الدنيوية الصرفة بما في ذلك الصحة والجنس والسلطة. وهذا هو السبب في أن " ما وراء الحجاب" لا يزال يكتسب أهمية ومعنى بالنسبة للطلاب والقراء الآخرين، بالرغم من وجود كتب عديدة تتناول الموضوع ذاته: أي النساء والإسلام. وهو لا يتناول الإسلام والنساء من وجهة نظر وقائعية،بل يحدد واحداً من المكونات الأساسية للنظام وهو الطريقة التي يستخدم الإسلام وفقهاء الفضاء (المكان) كأداة للسيطرة على الجنس وقيادته. ما وراء الحجاب كتاب لا يزال يتمتع بحيوية لأنه لا يتحدث عن وقائع وتواريخ بمقدار ما يتحدث عن مشاكل سرمدية: كيف تعالج المجتمعات الفضاء لتبني نظام الدرجات ولتخصيص الامتيازات. من السهل على المرء أن يتعقب، من خلال مفهوم العتبة، من خلال مفهوم الخطوط الفاصلة، من خلال مفهوم الحدود، النظام التراتبي الذي يحدد استخدام المكان وكذلك قوانين وآليات التحكم والضبط التي تشكل أساس الإسلام كفلسفة جنسية كرؤية للذكورة والأنوثة باعتبارهما بناءً فنيا ص مقدساً. والكاتبة إلى هذا تفهم لماذا كان " ما وراء الحجاب" أكثر كتبها طلبا للترجمة وإعادة الطبع (أعيد طبعه بالفرنسية عام 1983 وبالإنكليزية والهولندية عام 1985، وبالألمانية وبالأوردو عام 1987). والسبب في ذلك هو أن الكتاب يشكل عدسة مكبرة تري كيف يعمل النظام، مبرزاً ديناميكا المذكر-المؤنث في المجتمع الإسلامي الحديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق