الكتاب يلقة الضوء على الأدوار التى نهض بها عدد من المثقفون الكبار , ويتميز إلى جانب عدته المعرفية النظرية ببعد التجربة الميدانية والشخصية .
فالكاتبة قد عايشت عن كثب وقرب المؤسسات الثقافية اللبنانية ونشطت فى اطارها وكانت شاهدة على عدة تجارب ثقافية متنوعة
خالدة سعيد كاتبة وناقدة لبنانية من أصل سورى .
المقدمة :
بين الاستقلال والحرب الاهلية نهضت في لبنان مؤسسات ثقافية فنية ذات طموحات خاصة متميزة . تبدو لنا اليوم أقرب إلى أحلام مثالبة . هذة المؤسسات رسمت فى تطلعاتها ومساراتها ما يمكن اعتباره مشروع المدينة المثقفة , المدينة التي تنهض على الفكر والقانون والمعرفة والحياة فى الإبداع .
يتناول هذا الكتاب خمس مؤسسات غامرت في طلب ذلك المثال , وهي الندوة اللبنانية , اللقاء الفيروزي الرحباني , مجلة “ شعر “ , مجلة مواقف , دار الفن والأدب . وبذلك يتواصل هنا ما بدأته فى “ الحركة المسرحية في لبنان “ من توثيق لمؤسسات الثقافة ومن سعي ضد النسيان .
هذه المؤسسات الخمس آمن منشئوها بأن الثقافة والإبداع هما شأن كل مواطن واع ومسؤول , وأنهما بين أهم الأركان لبناء الإنسان والوطن واللحمة الاجتماعية وتجديد حيوية المجتمع . وإقامة الألفة بين أفراده . المؤسسات المدروسة هنا , كانت مبادرات فردية , نهض بها أفراد بلا دعائم , لا اقتصادية ولا طوائفية او سياسية أو فئوية من أى نوع . كانوا أفراداً ينتمون إلى الثقافة وإلى لبنان . أسسوا هامشاً ثقافياً واسعاً للجميع , ضد منطق النزاع وخارج ساحاته .
هذه المؤسسات تستحضر فى مبادراتها , مسيرة “ النهضة العربية “ فى شطرها اللبنانى , ولاسيما في بعدها الفكرى السياسي ووجهها اللغوي الأدبي . فالنهضة أطلقها فى لبنان أفراد أصحاب معرفة ورؤيا , بمبادراتها الخاصة وعلى مسؤولياتهم الخاصة , فيما النهضة , المهد الآخر للنهضة العربية , تحققت بفضل جهود مبرمجة وخطط مدروسة قامت بها الدولة فى مختلف الحقول , عن طريق إرسال البعثات واستدعاء الخبراء والأساتذة وإنشاء المؤسسات ورعاية المشروعات وسن التشريعات , وإن لم يكن يغب عن الإنجاز الأفراد الرواد , أمصريين كانوا أم مهاجريين لبنانيين وسوريين .
والمثقف اللبناني المعاصر وريث النهضوى اللبناي وامتداد له . فما كان النهضوي اللبنانى لينتظر حسم الصراعات والانقسامات الأهلية ليطلق مبادراته . بل كانت أولى مميزات النهضويين , فى لبنان القرن التاسع عشر , تجاوز المشاحنات الطائفية , والعمل فى عكس اتجاهها . ولنقرأ سجالات مؤسس المسرح العربى . لنقرأ عن مدرسة بطرس البستانى ومناهجها واحترمها المتمادى لتنوع طلابها . لنقرأ جرجي زيدان ورؤيته الشاعرية لتاريخ الفتح الإسلامى . لنقرأ عن جبران , عن الريحاني , وعن العلايلي الوريث المضىء للنهضة الاولى , ولدت المؤسسات اللبنانية التي يتناولها هذا الكتاب , ولدت على ايدى أفراد , متجاوزة الشروخ الموروثه .
فصول الكتاب :
- الندوة اللبنانية : بيت الفكر ومرصد التحولات
- القرية الفاضلة : المشروع الرحباني الفيروزي
- مجلة شعر : تحرير الشعر وتحرير الإنسان
- مجلة مواقف : يوتوبيا نقدية
- دار الفن والأدب : الثقافة كنسيج حياة
- اضواء
معلومات الكتاب
الأسم : يوتوبيا المدينة المثقفة
تأليف : خالدة سعيد
التصنيف : كتب أجتماع
الناشر : دار الساقي
الحجم : 4 ميجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق