التفكير في تفكيرنا وخارطتنا الجغرافية الفكرية والتكلم بصراحة عن دوائر التأثير الحقيقة والقراءة في منظوماتنا البنائية الفكرية هو الخطوة الأولى للخروج من الهوان المبصر..
فجذر المشكلة يكمن في مرجعيات المعنى وأنماط الرؤية أو في شبكات الفهم وسلم القيم أي في عالم الفكر بنظامه ومسبقاته أو بقوالبه أو أحكامه أو بإداراته أو سياسته..
مقتطفات من الكتاب
قبل أن نبدأ :
لا خوف من المستقبل مادمنا نؤمن و نفكر و نبدع
نقدم هذه الإسهامات الجادة التي ترمن العقل و تنشط الفهم و تفكر في المفقود بعيدا عن الاستثناء و الضرورة و حالات الطوارئ و شعارات التصدي و المواجهة و المجابهة فباسم هذه الكلمات مورس استغلال و جرائم بحق شعوب كاملة و القي بالإنسان في غياهب ضياع في ضياع .
إننا نكره فكر الضرورة التي أملتها جوقة بعض السلاطين و وعاظهم من المثقفين فهي كما يقول رئيس الوزراء السابق وليم بت ( 1759 م – 1806 م ) : (( ذريعة كل انتهاك للحرية الانسانية إنها حجة الطغاة إنها عقيدة العبيد )) .
بل نفهم أن الواجب علينا ازاء تحديات الراهن التي يمليها علينا القهر الداخلي و الظلم الخارجي التقدم – و بالحاح – إلى تطبيق المقولة : (( المشاريع الصغيرة الواقعية خير من الشعارات الكبيرة الخيالية )) .
و هذه ليست ضرورة بل واجب حقيقي و قد اشار هذا الخطيب الدمشقي فقال المهندس احمد معاذ : ليكن لكل منا مشروعه الخاص الصغير و دعونا لا ننتظر الامور الخارقة لان حركة التاريخ كما يقول مالك بن نبي ( رحمه الله ) : إنما تصنعها الاف الجهود الصغيرة التي لا نلقي لها بالا و ليكن مشروعنا الخاص الصغير في أي درب مباح فإن موعود الله تعالى حق : (( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره – و من يعمل مثقال ذرة شر يره )) .
إن التفكير في تفكيرنا و خارطتنا الجغرافية الفكرية و التكلم لصراحة عن دوائر التأثير الحقيقية و القراءة في منظوماتنا البنائية الفكرية هو الخطوة الأولى للخروج من الهوان المبصر فجذر المشكلة يكمن في مرجعيات المعنى و انماط الرؤية أو في شبكات الفهم و سلم القيم – أي في عالم الفكر بنظامه و مسبقاته أو بقوالبه و احكامه أو باراداته أو سياسته – و لا عجب فالتفكير الذي هو حيلة الإنسان سلاح ذو حدين قد نصنع به المعجزة و نخرق الشرط و نفك الطوق لكي ننتج المعرفة و الثروة و القوة بقدر ما نمارس علاقتنا بوجودنا بصورة حية و خصبة خلاقة و بناءة و فعالة و راهنة و قد يولد التفكير العجز و الخواء أو الجهل و العماء أو التسلط و الاستبداد و ذلك بقدر ما نتعامل مع افكارنا بصورة متحجرة و و مغلقة أو احادية و حتمية أو طوبارية و فردوسية و بقدر ما نتعامل مع الأحداث و الحقائق على سبيل التبسيط و التهوين أو التهويل و التضليل أو التلفيق و التزييف أو التهويم و التشبيح .
و هكذا فأزماتنا و كوراثنا ليس مصدرها الاخرين أو الاقدار فحسب بل افكارنا بشكل خاص كما تتجسد في العقليات و المرجعيات و النماذج و المقولات و التصنيفات و العقائد و الطقوس التي تهيمن على المشهد الثقافي العربي و تتحكم في الخطابات التي في غالبها تنتج العوائق و المآزق و تلغم المساعي الوجودية و المشاريع الحضارية .
المحتويات
قبل أن نبدأ
المعاصرة
تشييد الاطر
الثقافية الآنية
الحبل المجدول
ادارة الثقافة
الاكراد .. ضياع الاطار
المرأة .. نقطة مفصلية
الاستثماؤ في الابداع
نوعية الحياة
التاريخ و التجديد
السيرة الذاتية للمؤلف
بيانات الكتاب
تأليف : عبد الكربم بكار
الناشر : دار السلام
عدد الصفحات : 101 صفحة
الحجم : 2 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق