الكتاب كما هو واضح من عنوانه يحتوي مجموعة ضخمة من المعارك و الأحداث التاريخية و يتناولها من وجهة نظر مختلفة عن باقي الكتب التاريخية ، إذ يخبرنا الكاتب أن الصدفة (و أحياناً الغباء) كانت محركاً أساسياً في رسم تفاصيل التاريخ، و تنوعت تلك الصدف من عوامل الطقس القاسية إلى مشورة سيئة من مستشار لأحد القادة
مقتطفات من الكتاب
العامل الحاسم : ساطع و جلي
(( الصدفة و الشك إثنان من اهم و اكثر عناصر الحرب شيوعا ))
كارل فون كلوز وينر في الحرب 1832
هبطت الطائرة السوبر فورترس بلونها الفضي الغامق إحدى طائرات التشكيل 509 في اسطول الجو الامريكي العشرين لم يكن على متنها قنابل و لا وسائل دمار أخرى . فقط دزينة اعين رغم ذلك كانت هي المسؤولة عن مفاجئ لاكثر من مئة الف مدني . اقلعت بعد ثلاثين دقيقة عن المدرج نفسه طائرة تحمل الرقم 82 و على ذيلها حرف R داخل طا{ة صغيرة تحت ركن الطيار و فوق علامة مسجلة كتب اينولا غاي الاسم الأول لوالدة الطيار الكولونيل بول . و . تيبيت في سلاح الجو الامريكي . كانت طائرته هذه تحمل قنبلة كبيرة .
عندما حلق تيبيت و طاقمه الاثنا عشر كان مزودا بأربعة اهداف محتملة و تعليمات الجنرال توماس . ت . هاندي محددة جدا : (( ... إن القاء القنبلة الخاصة على هدف يتوقف على جودة الاحوال الجوية و يجب اسقاطها على احد الاهداف التالية : كوكورا ، نيجاتا ، هيروشيما ، ناغازاجي .. )) .
في الدقيقة السابعة و اربعين ثانية من فجر السادس من من آب العام 1945 كان تيبيت يحلق على ارتفاع 2600 قدم فوق الباسيفيكي عندما تلقى رسالة مشفرة من الراصد الجوي في طائرة الاستطلاع التي سبقت طائرته بثلاثين دقيقة . احد الاهداف تحجبه الغيوم ، الثاني لا يكاد يرى . لكن هناك هدفا واضحا جدا . فاستدارت القاذفة إلى الهدف الاخير بعد تلقيها رسالة : (( الغيوم تغطي ثلاثة اعشاره . أنصحك أن تنطبق عليه اولا )) .
بنزوة من الطبيعة اختيرت مدينة لقدرها . فكانت هيروشيما اول مدينة تقصف .
كنت في الثامنة من عمري عندما عاد ابي ذات يوم ايلولي مشمس و قال لي : (( لقد اعلن هتلر الحرب )) أنا اعرف هتلر رأيته في رينسجتر عندما دخل منصر إلى فيينا بلدي الاصلي – لكن لا اعرف الحرب . فسألت والدي : (( ابي ما هي الحرب ؟ )) .
عرفت الحرب منذ ذلك اليوم الخريفي العام 1939 بدءا كنت ارتجف خوفا من مخزن الفحم بينما الطائرات تقصف مدينتي ، منزلس و عائلتي . ثم بعد ذلك ، عندما ارتبطت حياتي كلها بالحرب على نحو يتعذر تفسيره ما فتئت ارسل من حرب إلى أخرى على مدى ثلاثين عاما . فأتيح لي رؤية رجال حمقى مثل هتلر عن قرب . قد توجد حروب عادلة غير اني لم اشهد واحدة لم تنته بآلام مهولة .
الحرب هي القتال و تبادل النيران . لا يهم كيف تبدو بلا جدوي فالقتال هو صلب الحرب . انها الهاجي الذي يستطيعه و ينفذه الجميع . بعضهم يموت . و البعض الاخر يبكي . آخرون يتذكرون و يحتفلون . ثم يليهم الذين يخططون فقد التقيت رجالا استحوذت على عقولهم رغبة جامحة في مجد عسكري ، رجالا ينقلون دمى جنود صغيرة حول صناديق رملية و مدن كرتونية محتلة .
بيانات الكتاب
تأليف: إريك دورتشميد
ترجمة: محمد حبيب
الناشر: دار المدى
عدد الصفحات: 418 صفحة
الحجم: 6 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق