أثناء سفره المتعدد إلى أوروبا، واجه الكاتب عبدالله الجمعة العديد من المواقف والمغامرات التي وثقها في كتابه هذا. فمن ضياع في غابة في إنجلترا، مروراً برحلة بحرية في بحر البلطيق ومقابلة السلطان عبدالحميد في اليونان، إلى البحث عن صاحبة رسالة منسية في كتاب قديم، وغيرها من الحكايا المتخمة بالمعلومات والطرفة والمشاعر التي تنقل القارئ إلى عوالم أخرى.
مقتطفات من الكتاب
كنت احتار دائما عندما يقترح علي احدهم ان اوثق رحلاتي في اوروبا ليس لانني لا احار جوابا بل لان الفكرة نشأت لدي اساسا على نحو متدرج يطول شرحه . بداية لم اكن حرفيا على سطح هذه الارض عندما خطرت لي فكرة تدوين هذه الرحلات بل كنت في السماء ليس على متن طائرة ركاب بل معلقا على طائرة شراعية وسط سحب بيضاء تلامس قمم جبال الالب السويسرية فعندما اتخذت قرارا بالقفذ من اعلى القمة الجبلية راميا نفسي وسط تكتلات السحب التي لم اكن اعرف ما تخفيه لم اكن افكر سوى بقراءة اية الكرسي و المعوذات لكن ما ان انقشعت السحب فجأة حتى ظهر من خلفها اية من ايات الجمال ذهل عقلي لرؤيتها : قمم جليدية بيضاء تتربع فوق جبال شاهقة تخترقها الشلالات و الانهار التي شكلت بحيرتين وسط خضرة الطبيعة التي كسيت بالاشجار و تناثرت حولها المنازل الخشبية و الابقار . كان المنظر من الجمال بحيث لا يسع نفسا واحدة ان تتلقفه ! تشبثت بخاطرة قائد الطائرة الشراعية و رحت احدث نفسي بأن جمالا كهذا يستحق ان يروى !
بطبيعة الحال ما إن هبطت على الارض سالما ( و متجاوزا حالة (( ام الركب )) ) تناسيت توثيق ذلك الحدث بالكتابة مكتفيا ببعض المذكرات الخاصة المتناثرة و بعض الصور و مقاطع الفيديو . دخلت تلك الفكرة فترة في بيات طويل حتى وطأت قدماي امستردام لاول مرة . كانت المدينة – رغم اننا كنا حينها في منتصف النهار – هادئة لا ضوضاء فيها و لا صخب فلما استقصيت الخبر قيل لي بأن عمال المواصلات العامة مضربين لهذا تبدو المدينة اهدأ من المعتاد فتعجبت من الخبر و كتبت تغريدة قصيرة عنه في تويتر . و ما إن حل المساء بعد تجولي في المدينة حتى وجدت عشرات الردود على تغريدتي تلك فقررت على عجالة مشاركة متابعي ( و كان عددهم نحو الفي متابع ) كافة احداث يومي ذاك بالصور . في اليوم التالي تجاوزت التعليقات المأتي تعليق ! استمريت بكتابة يوميات رحلتي على شكل تغريدات مختصرة و مصورة و خلال الاسابيع التي تجولت فيها في رحلتي تلك في هولندا و الدنمرك و السويد و فنلندا و استوانيا و النرويج تضاعف عدد المتابعين اكثر من مرة و تضاعفت معه حماستي لتدوين تلك الاحداث و اليوميات لاشارك بها غيري من محبي السفر و قصص الرحلات .
و لعل اكثر ما يثير استغراب من احدثه عن رحلاتي هو انني اسافر في غالب الاحيان وحيدا ! في الواقع انني لم اخطط لهذا الطراز من السفر بل حمله القدر الي إذ لم يسع احد من اصحابي لمرافقتي في احدى سفراتي فعزمت على الانطلاق وحيدا متجها من بريطانيا نحو جمهورية التشيك و كانت المفاجأة ! فعوضا من ان تنتابني الرهبة و يتسلل الي الملل شعرت بسلام داخلي هائل و سعادة و حماسة كبيرين ما شعرت مثلهما قط من قبل و سيأتي تبيان ذلك بعد قليل .
و السفر وحيدا هو احد الاسباب التي تجعلني افضل السكن في الهوستلات و الهوستل عبارة عن نزل شبابي رخيص يسكنه المسافرون الشباب بحيث تؤجر اسرته عوضا عن غرفه فيكون في كل غرفة عدة اسرة يستأجرها مسافرون مختلفون و يتشاركون في المطبخ و غرف المعيشة و دورات المياه . و من ميزاتها انها توفر فرصا سانحة للتعرف على شباب من مختلف الدول خاصة من اوروبا و الامريكيتين فضلا عما توفره عادة من نشاطات شبابية متنوعة كالرحلات و الحفلات و الجولات السياحية المخفضة و غيرها فيكون نزلاء الهوستل الواحد اشبه بشباب في معسكر يتشاركون الحياة و البهجة .
المحتويات
اهداء
شكر
مقدمة
موعد مع السلطان عبد الحميد
ضياع في الغاية
الوكر
ساعة بين المحششين
يوم ارستقراطي
المتحولون
الرسالة المفقودة
العلم المقلوب
الحمى
تجربة تايتانيكية
دموع يتيمة
بيانات الكتاب
تأليف: عبدالله بن صالح الجمعة
الناشر: دار مدارك للنشر
عدد الصفحات: 286 صفحة
الحجم: 6 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق