الكتاب الذى تم منعه فى عهد الرئيس السابق، وأثار جدلا شديدا فى الأعوام الأخيرة …
مقدمة الطبعة العربية
عندما اندلعت الثورة المصرية في يناير / كانون الثاني عام 2011 – بعد عامين من ظهور هذا الكتاب لاول مرة بالانجليزية و بالعنوان الفرعي (( الطريق إلى الثورة )) – ربما كانت الاقل اندهاشا بين المراقبين الغربيين لدولة اعتبرتها وطنا لي ما يقرب من عقد كامل . و بالطبع لم يندهش المفكرون و النشطاء الحقوقيون و السياسيون و عامة المصريين الذين تحدثت معهم في السنوات التي سبقت الثورة و الذين عبرت عن مشاعر الضيم و الاحباط و الامل ( ربما بقدر اقل ) لديهم في هذه الصفحات . ادركت جموع المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع منذ وقت طويل – مثلي – أن أكثر دول العالم العربي تعدادا للسكان و الحليق الاهم لواشنطن في المنطقة على وشك الانفجار .
و السبب في ذلك أن الشعب المصري لم يكن لديه ما يخسره بعدما لم يكتف النظام – مثلما قيل لي مرارا و تكرارا – بسلب ثروات بلاده الطائلة فحسب و إنما سلب كرامته أيضا . قضى نظام مبارك على نفسه تماما حتى صار عاجزا عن تنفيذ اصلاحات و لو بسطية تتعلق بمطالب الشعب بتحقيق تغيير جذري عاجل ذي جدوى . بعبارة أخرى لم يكن وجود النظام إلا للبقاء على حكمه الفاسد الغاشم و لم يكن الاصلاح يعني شيئا سوى اتاحة الفرصة امام القطط السمان لتكديس ثروات هائلة باسم الخصخصة و الاستثمار الاجنبي و اقتصاديات السوق الحرة و هو ما اتضح انه بمنزلة انتحار سياسي لان جميع المصريين العاديين شهدوا مزيدا من الفقر و عنف الدولة العشوائي نتيجة ذلك .
أثناء السنوات التي سبقت الثورة كان ثمة انفصال لافت للنظر بين كل ما يردده خبراء الغرب عن مصر و بين الحالة السوداوية التي كانت تسود الشارع المصري مثلما اوضحت في هذا الكتاب . ففي نظر الخبراء الغربيين كانت مصر دولة مستقرة حقيقية فلديها جهاز امني قوامه مليون فرد مستعد دائما لان يسحق دون رحمة ادنى تهديد من جانب المعارضة الشعبية . سمعنا تكرار و مرارا أن حالة من اللامبالاة تسيطر على الشعب المصري . كان البديل الوحيد لحكم مبارك جماعة الاخوان المسلمين المحظورة رسميا مع إنها الكتلة المعارضة الرئيسية و لم يكن الاخوان المسلمون بحال يتمتعون بشعبية كبيرة و لذا لم يكن احد يعول عليهم في اثارة الجماهير و لما لم تكن هناك قيادة أخرى تحض المصريين على النزول إلى الشارع أو قائد كاريزمي يلهب حماسهم للقيام بعمل جماعي خلصت هذه القراءة للسيناريو المصري إلى أن الواقع سيظل على ما هو فيه من تخبط إلى أن يقضي حسني مبارك اجله و يرث ابنه الحكم .
لكم انتشرت هذه القراءة المغلوطة لمصر المعاصرة على نطاق واسع حتى انه في فبراير / شباط 2011 – بعد بضعة ايام من تنحية مبارك في اعقاب واحدة من أكثر الثورات شعبية في التاريخ – عبر جون ماكين المرشح السابق للرئاسة الأمريكية عن استيائه من أن واشنطن (( كان ينبغي لها التنبؤ بذلك عندما اخفقت الحكومة المصرية في المضي قدما في ارساء قواعد الديمقراطية )) و الواقع انه لم يكن ينبغي لاحد أن يندهش من قيام الثورة مثلما كان الحال مع الفوضى التي اعقبت غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة فالبمثل لم يتنبأ الخبراء بالوضع المتأزم في العراق قطعا لو كان ماكين قد قرأ هذا الكتاب لما بدا مندهشا هكذا على الرغم من اضطرابات الشيخوخة .
اهداء
مقدمة الطبعة العربية
ثورة باءت بالفشل
الاخوان
الصوفيون و المسيحيون
البدو
التعذيب
الفساد
الكرامة المهدرة
مصر بعد مبارك
خاتمة
ملحوظة عن مراجع الكتاب
الاسم : فى قلب مصر
تأليف :جون آر بردالى
الترجمة : شيماء عبد الحكيم طه
الناشر : كبمات عربية للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 224 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
مقتطفات من الكتاب
مقدمة الطبعة العربية
عندما اندلعت الثورة المصرية في يناير / كانون الثاني عام 2011 – بعد عامين من ظهور هذا الكتاب لاول مرة بالانجليزية و بالعنوان الفرعي (( الطريق إلى الثورة )) – ربما كانت الاقل اندهاشا بين المراقبين الغربيين لدولة اعتبرتها وطنا لي ما يقرب من عقد كامل . و بالطبع لم يندهش المفكرون و النشطاء الحقوقيون و السياسيون و عامة المصريين الذين تحدثت معهم في السنوات التي سبقت الثورة و الذين عبرت عن مشاعر الضيم و الاحباط و الامل ( ربما بقدر اقل ) لديهم في هذه الصفحات . ادركت جموع المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع منذ وقت طويل – مثلي – أن أكثر دول العالم العربي تعدادا للسكان و الحليق الاهم لواشنطن في المنطقة على وشك الانفجار .
و السبب في ذلك أن الشعب المصري لم يكن لديه ما يخسره بعدما لم يكتف النظام – مثلما قيل لي مرارا و تكرارا – بسلب ثروات بلاده الطائلة فحسب و إنما سلب كرامته أيضا . قضى نظام مبارك على نفسه تماما حتى صار عاجزا عن تنفيذ اصلاحات و لو بسطية تتعلق بمطالب الشعب بتحقيق تغيير جذري عاجل ذي جدوى . بعبارة أخرى لم يكن وجود النظام إلا للبقاء على حكمه الفاسد الغاشم و لم يكن الاصلاح يعني شيئا سوى اتاحة الفرصة امام القطط السمان لتكديس ثروات هائلة باسم الخصخصة و الاستثمار الاجنبي و اقتصاديات السوق الحرة و هو ما اتضح انه بمنزلة انتحار سياسي لان جميع المصريين العاديين شهدوا مزيدا من الفقر و عنف الدولة العشوائي نتيجة ذلك .
أثناء السنوات التي سبقت الثورة كان ثمة انفصال لافت للنظر بين كل ما يردده خبراء الغرب عن مصر و بين الحالة السوداوية التي كانت تسود الشارع المصري مثلما اوضحت في هذا الكتاب . ففي نظر الخبراء الغربيين كانت مصر دولة مستقرة حقيقية فلديها جهاز امني قوامه مليون فرد مستعد دائما لان يسحق دون رحمة ادنى تهديد من جانب المعارضة الشعبية . سمعنا تكرار و مرارا أن حالة من اللامبالاة تسيطر على الشعب المصري . كان البديل الوحيد لحكم مبارك جماعة الاخوان المسلمين المحظورة رسميا مع إنها الكتلة المعارضة الرئيسية و لم يكن الاخوان المسلمون بحال يتمتعون بشعبية كبيرة و لذا لم يكن احد يعول عليهم في اثارة الجماهير و لما لم تكن هناك قيادة أخرى تحض المصريين على النزول إلى الشارع أو قائد كاريزمي يلهب حماسهم للقيام بعمل جماعي خلصت هذه القراءة للسيناريو المصري إلى أن الواقع سيظل على ما هو فيه من تخبط إلى أن يقضي حسني مبارك اجله و يرث ابنه الحكم .
لكم انتشرت هذه القراءة المغلوطة لمصر المعاصرة على نطاق واسع حتى انه في فبراير / شباط 2011 – بعد بضعة ايام من تنحية مبارك في اعقاب واحدة من أكثر الثورات شعبية في التاريخ – عبر جون ماكين المرشح السابق للرئاسة الأمريكية عن استيائه من أن واشنطن (( كان ينبغي لها التنبؤ بذلك عندما اخفقت الحكومة المصرية في المضي قدما في ارساء قواعد الديمقراطية )) و الواقع انه لم يكن ينبغي لاحد أن يندهش من قيام الثورة مثلما كان الحال مع الفوضى التي اعقبت غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة فالبمثل لم يتنبأ الخبراء بالوضع المتأزم في العراق قطعا لو كان ماكين قد قرأ هذا الكتاب لما بدا مندهشا هكذا على الرغم من اضطرابات الشيخوخة .
المحتويات
اهداء
مقدمة الطبعة العربية
ثورة باءت بالفشل
الاخوان
الصوفيون و المسيحيون
البدو
التعذيب
الفساد
الكرامة المهدرة
مصر بعد مبارك
خاتمة
ملحوظة عن مراجع الكتاب
بيانات الكتاب
تأليف :جون آر بردالى
الترجمة : شيماء عبد الحكيم طه
الناشر : كبمات عربية للطباعة والنشر
عدد الصفحات : 224 صفحة
الحجم : 1 ميجا بايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق