قام الصينيون فى الحرب الكوريه بمحاولة محو اثار التنشئة الاجتماعيه السابقه للاسرى الامركيين و ومحاولة اعادة تشكيلهم اجتماعيا،اى ان يجعلوا الامريكيين يؤمنون بالمعتقدات والقيم السياسية للشيوعيه الصينية وهذا بنزع الطابع الاجتماعى للجنود ، ادرك الصينيون ان نزع الطابع الاجتماعى عن انسان الى الدرجة التى يتغيير بها تغييرا جذريا يتطلب التلاعب بالابنية الاجتماعية الكبرى التى تتحكم فى احساسه بهوبته.
بدأ الصنيون يابعاد الضباط عن رجالهم ، وبذالك غابت الممارسة المستمرة
للادوار المكتسبه التى تعين فى المحافظة على الهيكل العسكرى ، ثم قاموا بفصل ضباط الصف وهذا حتى لا يتمكنوا من اعادة بناء النظام عند المستويات الدنيا، ثم قاموا بتفكيك الفصائل والمجموعات لتزداد وحدة كل جندى، كما جمعوا افراد الاقليات معا ليمكن استغلال مشاعر الاحساس بالظلم الكامنه تحت السطح.
ولم تترك سياسة الفصل هذه الا الابنية الاقل بروزا للتنظيمات الاجتماعية غير الرسميه مثل الصدقات وادنى الابنية الاجتماعية المطلوبه للسلوك اليومى، وحتى عند هذا المستوى كان الصينيون على درجة ابتكارية عالية فى فصل الاصدقاء بعضهم عن بعض ومنع اشكال التعارف من الحدوث حتى لا يجد الجنود الطمانينة فى الصحبه واغرى الضعفاء بمعاملة خاصة كى يبلغوا عن رفاقهم،وقد كانت هذه المعاملة واضحة للسجناء الاخرين حتى تؤثر فى روحهم المعنوية ،وبقى كل سجين فى حالة من الحيرة حول ما اذا كان هناك مخبرون سريون من بين السجناء الاخرين، والهدف من كل ذالك تدمير الثقة التى بدونها تختفى الضوابط الاجتماعية الرئيسية ، حيث ان معرفة شخص اخر والاعجاب به تتطلب الثقة .
وبعد ان اصبح الرجال معزولين وحيدين اجبروا على الاستماع الى دعاية مستمرة تهدف الى تلقينهم الجوانب السلبية لحياتهم السابقة والنواحى الايجابية لمستقلهم اذا اعتنقوا معتقدات معتقليهم، وبالموازات مع التلقين المستمر كان على السجناء القيام بنشاط فقد كان عليهم الاعتراف بالاخطاء التافهة مثل الخرق البسيط للوائح السجن ، والاعتراف مدعم بمكافات وهكذا نشأت عادة الاعتراف العلنى التى قد تمتد الى افعال اخرى ومعتقدات اعمق، و لكى يصبح السجناء مثل الاشخاص ذوى السلطه، فذالك يتوقف على شعور السجناء بالحسد لسلطاتهم وامتياواتهم وفى المقابل كان الصينيون مثالا للطيبة والصبر والسخاء اى بجانب التهديدات كانت هناك اغراءات.
والعبرة من كل سبق هو ان نزع الطابع الاجتماعى عن اى شحص يؤدى الى تدمير شخصيته وعدم الاحساس بهويته كما يبين لنا انه باالامكان محو اثار التننشئة الاجتماعية السابقة و اعادة التنشئة الاجتماعية للافراد وبالتالى انتاج مجتمع اخر .
القصة من تقرير Edgar Schein عن كتاب "علم النفس الاجتماعى "تاليف وليم و.لامبرت و ولاس ا.لامبرت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق