الأحد، 3 يونيو 2012

عرض حول : مفهوم المجال المعاش، مادة المجال و المجتمع



 

 اعداد الطلبة:
                                                                        
عبدالعالي الصغيري                                                                      Abdelaali sghiri
فدوى الكحشة     Fadoua elkahcha                                                                            
عبدالرحمن السيدAbderrahman essaied                                                                  
إيمان الخطري                                        Elkhoutri imane            
l

المحاور :
                      تقديم:
                      1- أعمال الجغرافيين
                      أ-التيار الفكري
                      ب-ابحاث في طور الانجاز
                      2-مساهمات العلوم الإنسانية
                      أ-العشائر و المدارات
                      ب-القرية
                      ج-المدينة
                      3-خاتمة



تقديم :
ان مفهوم المجال المعاش قد عمل على زعزعة مختلف النظريات المعتادة لعلماء الجغرافيا حول المجال، على اعتبار ان المجال ، الجهة أو الأماكن لا يمكن اعتبارها كحقائق موضوعية كنتاج للافتحاص و النظرة الباردة للعلم كما قدمها الجغرافيون حول المجال . فالجهة  يمكن اعتبارها او هي في الأساس حقيقة معاشة ، اي انها محسوسة و ملاحظة و هي عبارة عن منتوج مملوء بالقيم من طرف الانسان ، من هنا نستنتج ان الزاوية التي ينظر من خلالها الجغرافيون للتركيبات الجهوية ينبغي اعادة تقييمها .
هكذا اذن برزت ابحاث جديدة اهتمت بكل ما هو ملاحظ او معاش و اهتمت كذلك بالعلاقات النفسية و العاطفية بين الانسان و مجال عيشه، وهي مؤشرات معقدة ، الا انها اكثر مصداقية لحقيقة شاملة ، مقارنة مع ما هو في صلب اهتمام الجغرافيين الذين يدعون الموضوعية.
هذا المقال له اهداف محددة ، ويقدم لنا نظرة سريعة حول بعض الابحاث المعاصرة المعدة من طرف جغرافيين فرنسيين حول هذه التساءلات فيما لايخص المجال ، والمقال لم يأخد بعين الاعتبار أعمال الباحثين السابقين و لا تجارب الكتاب الانجلوساكسونيين ، لكن و بعيدا عن كل ما هو جغرافي فانه لا يمن ان يغفل الأهمية الأساسية للعلوم الإنسانية في ميدان الجغرافيا.
1-أعمال الجغرافيين:
لقد اهتم علماء الجغرافيا الفرنسيين و منذ امد بعيد بعلم نفس الشعوب او الامم ، ) les valaques ou les slovaques de martonne,les couchois de sions,les britanique de demangeon ( كل هذه الشعوب تميزت بالشخصية الجماعية ، لاكن هذا الاهتمام اعتبر نوعا من التطفل اذ حب المعرفة فقط و المعرفة الممنهجة لاي جزء من هذه المكونات الجغرافية ، فالعلاقة السيكولوجية التي تربط الانسان بالمجال عولجت في الكثير من الحالات بطريقة بسيطة تسمح بتمييز و تحديد الجهات، لكن هذا التفسير يبقى فقيرا من الناحية التصورية ، لانه يصب كل الاهتمامات بالاساس على الجهة و ليس على الانسان ، وبالتالي يفقد كل تفكير معمق في هذا المعنى .
لذلك اصبحنا نرى وحسب « ارموند فريمون   » و منذ وقت قصير نظريات جديدة تهتم بالمجال المعاش و ما يقلبله من مصطلحات و مفاهيم . 
أ-التيار الفكري:
يرجع الفضل في فتح افاق جدبدة للابحاث الجغرافية الفرنسية للباحث j.gallais -1968- حيث قام بدراسة بعيدة كل البعد عما هو كلاسيكي و ذلك بالنيجر وخلال هذه الدراسة و من اجل شرح التكوين الجغرافي للمنطقة ، ارتكز على العلاقات التي تربط كل قبيلة اثنيا بمكونات المجال ، فكل قبيلة لها خصوصيتها من حيث السلوكيات و العلاقات مع المجال ، من خلال نظرتها الخاصة للاشياء . فهاته الدراسة مكنت من التحول من دراسة تعتمد على البعد الجغرافي الى دراسة اكثر شمولية ترتكز على البعد التكويني للمجال ) دراسات تطبيقية لفهم الفوارق الاجتماعية في القبيلة الواحدة( و البعد الشعوري او العاطفي للمجال ) الاهتمام بالقيم الموجودة و السائدة( ثم البعد الايكولوجي ) وهنا نتحدث عن كل ما يهدد هذا المجال ويحول دون سيرورته الاعتيادية ( .
في الوقت نفسه كانت هناك ابحاث و اعمال اخرى اهتمت بدراسة نظريات جديدة للمجال نذكر من اهمها:
دراسة R.rochefort -1961-1978- إذ لوحظ الاهتمام بالجغرافيا الاجتماعية ، ويحضر ايضا في هذا السياق P. claval  و الذي قدم العديد من الدراسات حول مجال العيش القروي دائما في إطار الجغرافيا الاجتماعية .
هناك ايضا دراسة كل من A.metton &M.J.bertrand  اذ قاما بدراسة جغرافية و بسيكوسوسيولوجية ساهمت في تعميق مجال البحث في المجال الحضري ، وهذه الابحاث كان لها الفضل في اعطاء نتائج اولية حول المقاييس و المعايير التي نحدد من خلالها مكونات المجال وكيف يتكون و يتشكل هذا المجال في النهاية ، ثم مكنتنا من معرفة الخصائص النفسية و الابداعية للمجال المعاش .
Armand prément وبعد بحثه حول تربية الدواجن في normandie  ،اذ قام بتعريف الجهة مع المجال المعاش ولكن دون ان يضع منهجية واضحة ، وقام كذلك بتفسير مجموعة من السيرات الذاتية و قام بتحليلها انطلاقا من الناحية المجالية او من منطلق المجال و ساكنوه ، وذلك من اجل تعميق التفكير في هذا المفهوم.
ونجد في النهاية S.rimbert اذ يقدم لنا دراسته حول الرؤية الطبيعية و المجالية للمدينة ، اذ استطاع المرور من علم نفس المدينة الى الانسان ومن الانسان الى المدينة انطلاقا من رسم اولي للتحليل النفسي في انتاج المدينة.
هنا نتحدث خط تفكير تميز بمنظور ظهر بفرنسا في نهاية الستينيات و بداية السبعينيات ، اذ العديد من الباحثين تأثروا بشكل او باخر بالجغرافية الانجلوسكسونية الجديدة امثال )  Metton;claval;rimbert (  لكن وفق تصور جديد اطلق عليه « الجغرافيا الجديدة الجديدة »و التي لا تعطي الاهمية لما هو نوعي بل لما هو كيفي .
وفي هذا الإطار ظهرت عدة مفاهيم تتداخل فيما بينها ، لكن دون ان تضع صورة واضحة، يمكن من خلالها التمييز بين مختلف تركيبات المجال من قبيل مجال معاش ، مجال اجتماعي ، مجال عقلي ، مجال الحياة أ صورة جهوية ...
ان المفاهيم الجديدة ، المعمق فيها والتي اتت بها العلوم الانسانية كان لها تأثير كبير خصوصا على الجغرافيين الذين اعتادوا كل ما هو مرئي و ملموس ، لذلك كان هذا التوجه لدى العلوم الانسانية يعد اغناء ذو قيمة مضافة لدراسة المجال و تصحيح بعض النظريات ، ففي كل عمق و اتساع للمجال المعاش و الذي تتخلله و تعتريه الكثير من التحولات ، يجب البحث عن الانسان و تموقعه في الجهوي و المجال الذي ينتمي اليه.
ب-ابحاث في طور الانجاز:
في هذا الاطار نجد ان مجموعة من الباحثين انتقلوا من مرحلة التنظير الى مرحلة التطبيق ،ف R.schwab وE.juillard  اهتموا بالمجال المعاش من خلال ابحاث حول الهجرة في منطقة alsace .وكذلك ابحاث كل من chevalier J. و  P.coulmin  وFixot في المدن الصغيرة في وسط غرب فرنسا ، ونجد a.metton  قد درس المجال الحضري و الجهة الباريسية ، ثم  p.claval و p.gallais قامو بدراساتهم في الدول التي في طور التقدم كالبرازيل ، الهند ... كما ان المشاركين في RCP فكروا في مواجهة منهجيتهم ونتائجهم من اجل تقديم مساهمة في تعميق مفهوم الجهة بتحاليل و افاق جديدة. كما ان مجموعة من اطروحات الدولة تطرقت بشكل هامشي لمفهوم المجال المعاش .

   J.chevalier  درس المجال المعاش بنواحي فرنسا الغربية حيث ساهم في تطوير تحليله للمفهوم بعيدا كل البعد عن كل ما هو كلاسيكي و تعويضه بمفهوم رالمنتوج )اجتماعي ،ثقافي ،اقتصادي ، اديولوجي...( بحيث القيم هي معارف مكتسبة او تمثيلية لايديولوجيا مهيمنة.
   P.coulmin  قام بمقارنة بين مبتكري التطور الفلاحي و بين الفلاحة التقليدية.
   A.M.fixd  احتفظت بنفس المفهوم كمؤشر للعلاقات الانسانية بين العمال الصناعين في جهةnormandie .
   P.low اشتغل في ابحاث حول المجال المعاش من اجل تحديد تكوين ازقة مدينة تونس.
   كذلك تبين دراسة  p.lowy التباين الحاصل بين كل من المجال الحضري للرجل و المراة حيث انتقل من مجال مغلق اي اللا تواصل الشخصي و بالتالي تطغى عليه الفردانية .
كل هذه الدراسات تبقى بعيدة عن المفهوم و لا تتعدى بعض الاشتغالات الاساسية،فدراسة المجال اكتفت بتحليل الاماكن المقصودة من طرف شخص او من مجموعة لمجال العيش. ولكن حسب chevalier  يجب ان تهتم كذلك بشحنة القيم التي يتبادلها الانسان مع المكان و مع الانسان، فمجال العيش هو مجال للتفكير و التمعن و منه يجب الاخد بعين الاعتبار كل تعبيرات الحياة و المجتمع البشري ، وحسب low و chevalier فالاسرة تلعب دورا رئيسيا في تكوين المجال الشخصي ، نظرته و كذا السلوكات التي تطبع كل من المراة و الرجل .
و في تعريق اخر لكل من chevalier و coulmin فالمجال لا يمكن فهمه دون الرجوع الى مختلف الطبقات الاجتماعية و صراعها الذي يغتبر احدى اهم انتاجاتها .
فالعديد من الدراسات اهتمت بتحديد بعض المشاكل المنهجية حيث من الصعب دراسة المكان انطلاقا من نظرة الناس له ، او حسب نظرتك الخاصة، من ذا السياق جاءت نظرية frémont  بعد دراسته للسيرة الذاتية، لكن تم تجاوز دراسته هاته لانها بقيت غير مؤكدة ولانها ايضا تحلل فقط مجال الشخص ، وفي نفس السياق تم انجاز استمارة ولقاءات بصيغة شبه موجهة من طرف طلبة normandie اذ درسوا مجموعة من الساكنة حسب مكان الاقامة ) سكان الجماعات القروية و سكان الاحياء الحضرية حسب انتماءهم السوسيومهني(.
من خلال كل هذا يتبدى لنا انه قد انجزت عدة ابحاث حول المجال المعاش و التي عرفت تقنيات عدة للبحث العلمي كالاستمارات و المقابلات ، الا ان فهم المجال المعاش لا يقتصر على هاته التقنيات بل هناك وسائط تحدد القيم التي تربط الانسان بالمجال الجهوي .) الاشهار ، الادب ، الصحافة الجهوية...(ان الابحاث التي اجريت في هذا الموضوع تتطلب منم الجغرافيين اساليب منهجية و نظريات جديدة حيث ان بعض الجغرافيين يتساءلون عن هذه الانماط . حيث لا زلنا نتكلم ونتحدث عن الجغرافية خصوصا فيما يتعلق بالمفاهيم ، و الاهتمامات و انواع التحليل التي تحدد نفسها اكثر في العلوم الانسانية الاخرى.
في الحقيقة مساهمة هذه العلوم في مجال البحث تبقى اولوية ، وهذا ما يرغب فيه صاحب المقالة.
2-مساهمات العلوم الانسانية:
ان الجغرافيين لم يعودو مسيطرين على مجال الجغرافيا بحيث اصبح هذا المجال و منذ عشرون سنة او اكثر مدروس من طرف مجموعة من المقالات السوسيولوجية و الاثنولوجية و الانتروبولوجية و التاريخ ، اذن فدراسة هذا المفهوم و تحديده في مقالة يعتبر ضربا من الجنون ، حيث يعتبر مجال خصب للتفكير .
أ – العشائر:
ان الجغرافيين اعتبروا دراسة  العشائر من خلال عملهم العلمي دراسة لا يمكن ان نتجاوزها دون اعمال الاثنولوجيين التي كانت من قبل حول هاته العشائر لانه كان لديهم نفس الهدف ، armand frémant  اعتبر انه لا يمكن ان يخاطر باشتغاله العلمي لولا اعمال ليفي ستراوس خصوصا كتابه المدارات الحزينة بحيث تكمن اهميته في دراسة الانسان كما هو بدون تاثيرات خارجية ، فعندما يحاول الجغرافي دراسة هذا الانسان و سيرورته يقع له نوع من الانفصام المعرفي و المنهجي .
فالمجال هو دائما حاضر كمسار ضخم لكن يتبين انه يتضمن تسلسل لا عقلاني حيث يطغى عليه طابع فلسفي ، مثلا اذا استحضرنا الوصف المحلي للمجال – غابة الامازون- فيتكم هذا الوصف انطلاقا من معطيات دقيقة و القدرة على جلب معطيات اخرى ، لكن و في الان نفسه تكون هناك معيقات تحيط بهذه المنطقة و تخلق علينا تشويشا .
من خلال كل هذا يتبين ان الجغرافي يبقى عاجزا لاخد تموقعه داخل المجال وفهم ما يجري حوله.
فهناك دروس يجب ان يتعلمها الجغرافي سواء في دراسة الامازون،او مناطق في اسيا ، وكلها ستجعل الجغرافيين يفكرون في اليات لدراس المجال المعاش .
فالرحلة كتنقل من مكان الى اخر لها ابعاد متعددة للمجال ، حيث يعتبر التنقل مسالة غير كافية، فهي تتبدل في المكانو و الزمان و في التراتب الاجتماعي ، حيث لا يمكن فهم هذه المسألة دون الرجوع الى هذه المحدد.
فالتفكير في المدينة هو بمثابتة اعداة تعريف قوية لاهداف البحث الجغرافي بحيث يجب تقديم تعريف جديد له ، وربما لا يمكن ان نقاربها اي المدينة ك قصيدة او ابداع ، لكن المدينة هي ايضا ابداع انساني ، فالمدينة تأتي بين ما هو طبيعي و بين ما هو مصطنع و بالتالي فهي اكثر قيمة و نوعية ، بخلاف الاقتصار على الجانب الادبي او الطبيعي فقط.
فالمدينة هي في نفس الوقت مولود بيولوجي و ابداع فني و موضوع ثقافي ، فهي معاشة و محلوم بها من طرف الفرد و الجماعة و مجال مفتوح لا متناهي للخيال و الابداع لذلك لا يمكن ان يدرسها الجغرافي برؤية باردة .
وهنا يقدم صاحب المقال مثالا على قرية bororot حيث ان هاته القرية و شاكلة تقسيمها يشكلان مفارقة بين الشكل و المضمون الذي يتبين في هوية ساكنيها .
القرية :
يعرض armand frémont  في محوره هذا مساهمة علماء الاجتماع و خصوصا المهتمين بالمجال القروي في هذا الموضوع .
فيرى صاحب المقال ان المجال لا يوجد بصفة ملموسة في تفكيرهم او في تحليلاتهم بل هو مجسد دائما . حيث الهوس \الذي يطبعهم وهو التطلع نحو دراسة العلاقة بين الجماعات القروية و مجالها ، وذلك بكشف التغيرات التي تطرأ على الاداراكات الداخلية لهاته الجماعات تحت تاثير ما يسمى بالمثاقفة acculturation ، فهذا يتجلى في مجموعة من الكتابات عرضها frémont  مثل دراسة «  بيرنو » و « بلون كارت » حول قرية nouvill ) هي قرية فرنسية ( ثم دراسة موران حول مورفولوجية مدينة بلوديمي سنة 1967 .
ولكن ركز بالخصوص على اعمال رومبود الذي قام بوصف المجال المنزلي للعائلة القروية في المجتمعات القروية بالاضافة الى دراسته لظاهرة التحضر ، حيث استنتج ان هناك امكنة او مجالات جديدة تولد بفعل سيرورة التحضر و بالتالي فالمجال المعاش منا هو الا انعكاس للاسرة ن بحيث يبقى دورها هو ترسيخ القيم الملائمة بشكل دائم .
اذن قسيرورة المثاقفة تتجلى في البوادي الاكثر عزلة بالمقارنة مع المدينة حيث الصور و الاحداث الجذابة و المستصاغة تلعب دورا في حياة الافراد اليومية ، كما تسهل اتخاذهم للقرارات وبالتالي فهي توفر اطر مرجعية للعالم القروي .
فالمجتمع القروي يعرف تغييرا جد عميق ذلك انه لم يعد مرتبط بالطبيعة وانما  بالافراد و بالعلاقات الاجتماعية، اذن فالمجال الجغرافي سار مبتذل ، حيث يعتبره ارموند عنصرا من مجموع المجال المعاش ، هذا الاخير الذي يتم تشكيله بواسطة مجموعة من القوى الداخلية المرتبطة به، حيث اعطى مثالا على مسألة التحضر و الذي يبقى في عمقه يغير المحتوى و المضمون بالنسبة لمقولة المجال ) خصوصا القروي( .
اذ يكتسي بعدا يشبه الى حد بعيد صورة المدينة عند المهاجرين .و هنا استحضر اعمال بيير بورديو حيث اعتبرها من اجود الدراسات و ادقها خصوصا في دراسته حول الفلاحيين الذين سلبت اراضيهم ، في الجزائر ، و الذين يطلق عليهم باللغة المحلية «  الزرايبيين «  des zribat ، فكاريكاتورية المدينة لم تبدأ الا خلال الحرب ، حيث يتم تحرير صنفين من التنظيم للمجال وهذا يعكس موقفين اثنين سادا في العالمحيث ان صنف رجح الحميمية و بالتالي السماح للغريب بالولوج الى قلب المجال المنزلي ، وصنف اخر ادعى عكس ذلك حيث اعتبر المجال المغلق مجال للحرمة و الشرف .
فالمجال في وعي القرويخاصة المجال المنزلي هو مجال محصور ، بمعنى انه ةمجال معاش متميز كما يعتبره بورديوا و مجال له نكهته الخاصة تكاد تشبه شيءا ما التكبر و الانفة .
عموما فالمجال عند الفلاح او القروي يمكن ان يعاش بطريقة درامية تطبعهخا الوحدة و العزلة.وهذا ما نلاحظه مثلا في عمل دوفينيو الموسوم بالشبيكة «  .
المدينة:
يبدأ ارموند محور المدينة باستعارة مفادها ان العلوم الانسانية عبارة عن نهر ، حيث كل شهر يصنف انتاجا جديدا فتحضر كل العلوم في هذه المقاربات ، و هذه الوفرة من الكتابات لها دلالتها كما كتب ذلك ستراوس في كتابه vécu et réveé من هنا طرح صاحب المقال سؤال الا يمكن اعتبار المدينة مجالا انسانيا بامتياز ؟ فاعطى مثال بعبارة شعرية المدينة التي جعلها p.sansot عنوانا لاحد كتبه و اعتبرها خير مثال على هذه الحقيقة اي انسنة المدينة فاعتبر المنهج مستوحى من الوصف المجالي و الذي بدوره يعتبر فجر هذه الفكرة ، اذا فهذا الاختصاص ربما يكون لدارس الادب و بالتالي يبقى الجغرافي تائها.
رغم ان هذه الافكار اعبرها فلسفية اي يطبعها شيء من التجريد الا انها ضرورية وهنا اعطى مثال بمقال يتناول باريس قبل سنة 1940، حيث يدل على الاتجاهات الشعرية وكذا الجمال و بالتالي حضور النفس الشعري في الواقع المعاش .
ويصور سانسوت كيفية انتاج الانسان في المدينة بروح شعرية .
فمجموعة من الدارسين اعتبروا المجال الحضري ليس كباقي المجالات حيث تختلف النظرة حوله من طرف معايشيه و هنا تكمن سيادة الفردانية في المدينة و بالتالي افلاس الحميمية و الرابط الاجتماعي .
من هنا يستحضر صاحب المقال اعمال يجب على الجغرافيين التحلي بها و بالتالي ادى به المطاف الى طرح سؤوال هل من السهل فعلا ان نرسخ كل ما يتعلق بنا في المجال المعاش؟
ارموند يعتبر الصيغة القديمة في تهيئة المدن ما هي الا لغة ميتة و بالتالي فمن الواجب اعطاء لغة حية للمدينة و التحضر حيث استحضر دراسة لودريت » المعنونة ب » المجال الاجتماعي للمدينة » حيث تتناول ما يتعلق بصورة المدينة و التي من خلالها كشفت التناقضات المتنوعة للادراكات و السلوكات بالنسبة للانظمة و العلامات و الرموز التي يتحلى بها التحضر وذلك من اجل الاحاطة  باشكال الترابط الاجتماعي في المدينة اضافة الى الترابط بين مختلف الطبقات و هذالانقد عبر عنه « شاو » في الانتولوجية النقدية..
اذن فمقولة المجال المعاش لا يمكن التعبير عنها تطبيقيا و لكنها كامنة في كل شيء تقريبا كالاوصاف التي ترتبط بالعالم و بالمون و التي تاسس في مجموعها على نقد الحياة اليومية .
ولكن على الرغم من ذلك فان هذا المجال يمكن ان يكون ثوريا و ذلك حسب رموز اكدها «  ازوف’ في دراسته حول المواكب الثورية و المدجينة خلال الثورة الفرنسية و كذا دراسة « كربلاي » حول المدينة السوفياتية .
اذن هنا نجد المدينة تتموقع بين الحتمية و الخيال اي بين حتمية كتلة البنيات الاجتماعية و تطلعات الحاضر كما يتمناها المواطنون.
خاتمة :
      ان المجال المعاش حسب بعض الجغرافيين ما هو الا قتل لذوق اليوم او ما هو الا ضرب من الموضى و اللعب بالكلمات لذلك يجب تعميق النظرة حوله و هذا يأتي  عبر ثلاث مراحل :
اولا :لا بد من معرفة جيدة بالعلوم الانسانية .
ثانيا: التعميق يحتاج الى اعادة تجديد في المنظورات و المناهج الجغرافية ، لكي نستطيع قراءة الواقع الاجتماعي .
ثالثا : لا بد من رفع الرهانات و ذلك بانتقادالتهييئات الحضرية و التهيئة الخاصة بالمناطق المحلية و التي تتجاهل الاحلام و الوقائع المعاشة بالنسبة للافراد، كذلك يجب انتقاد اوهام وعي زائف لعلم موضوعي لاسيما حينما يتبنى هذا الاخير كثيرا من المصداقية في الوسائل الموظفة في الواقع المعاش.فلا يوجد علم بدون و عي ،وبدون الاخد بعين الاعتبار الوعي بالترابط الاجتماعي و الصراعات و الامال و كذا السلوكات.
الانتقادات الموجهة لصاحب المقال:
رغم كل ما قدمه ارموند فريمون من محاولات و ابحاث لكنها تفتقد لمنهجية واضحة لدراسة المجال ، و هي فقط بقيت كمحاولات اولية لوضع ارضية من اجل تقديم ابحاث اخرى معمقة ، محاولا بذلك تقديم مقاربة و براديكم جديد ، لكن بقيت دراسته كفضول او انشغالات شخصية لفهم علاقة الانسان بالمجال .
بالاضافة الى تعامله مع العلوم الانسانية بنوع من الانتقائية كما هو الحال في انتقائه لاعمال ليفي سترواس الانتروبولوجية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق