إن المشاهد الثلاثة التي سجلها هذا الكتاب لا تشكل سوى الفصل الأول من هذه التراجيديا العبثية التي لا يدري أحد كيف ستتعاقب فصولها. هل ستمكن حكام العالم الجدد من فرض الهيمنة على العالم، والمنطقة العربية في مقدمته وعلى رأسه؟ هل سينتهي الأمر بانتصار القطب الأوحد، وفرض هيمنته المنفردة على الكون بأسره؟ هل ستكون هذه هي نهاية التاريخ، وانتصار الحضارة الغربية في صراعها، لتكتسح أمامها كل ما أقمته شعوب العالم من حضارات هلى امتداد تاريخها؟ وهل سيكون هذا هو ختام المسرحية ونهايتها، أم أن قوى العالم ستلم شملها من جديد، لتواجه هذه القوة الطاغية الباغية، وتكون لحظة تحليق ذلك الطائر الجارح المفترس في الذروة العليا من الفضاء هي ذاتها اللحظة التي تؤذن بسقوطه، وانسدال الستار عليه، وهو يعاني الهزيمة المريرة التي يلقاها - عادة - جميع الطغاة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق