الجمعة، 26 ديسمبر 2014

حطب ابراهيم او الجيل البدوي لـ محمد مظلوم

هذا الكتاب هو المفتتح الكبير والواسع لتفنيد ما يفترض أنها رواية ضخمة من الكذب والريا المتصل كانت تتشكل فصولها في الثقافة العراقية ، عبر سنوات ولم يعترف أحد بهذه التكاذيب هتى الآن ، وهذا الكتاب قطيعة وليس صلة وهو شهادة شخصية محض عن جماعة وليس شهادة جماعية يكتبها " بطل " " فرد " أو " زعيم "  .

مقدمة


منذ ان بدأت ملامح تجربة شعراء الثمانينات في العراق تتشكل طغت مشهدية مخيفة على تلك الملامح الاولية فقد نشبت الحرب العراقية الايرانية فاستمرت ثماني سنوات لتفرخ في لقاحها الدموي حروبا و حصارات و صراعات و موجات من العنف المنفلت يوجز حاضرنا الرهيب المدى الذي وصلته .
و بفعل طغيان تلك المشهدية بقيت ذكرى الملامح الاولية " مطمورة " تحت ركام الحروب و " مغمورة " تحت طوفانات متلاحقة و " محاصرة " بفعل تتالي الحصارات . و لن يبدو الكشف عنها اليوم سوى محاولة " انقاذ " للماضي ليس بهدف اعادة تأهيله أو أحيائه و انما لإعادة انصافه أو الانتصاف منه ، و بمعنى اخر ليس القصد من ذلك كله مجرد النبش و التخويض و التواصل و انما لأن ما حطب أبراهيم يحضر في ذهن المرء عادة عندما نتحدث عن " فترة " " الثمانينات " خلال " الفترة " الحالية فكأننا نستعيد ذكرى و نعود لوقائع تجاوزتها الاحداث و أصبحت شيئا من التاريخ الماضي الذي ينبغي الترحم عليه و هو اشلاء تحت تلك الركامات و الزلازل .
لكنني كنت دائما من الموقنين بأن الماضي يتدخل في تشكيل الحاضر بقوة و حتى التاريخ نفسه أرى فيه ما أرى فيه ابن خلدون ، فهو ليس مجرد " خبر و إخبار " لكنه مستودع " للعبر و الافكار " .
و اليوم اذ أتصدى لمراجعة وقائع وقعت و تفاعلت و لم تمض خبرا عابرا فلكي أصل إلى مرامي محددة .
أولا لأضع الامور في نصابها الذي أعتقد به في زمن أصبحت فيه الحقيقة مصنعة بالادعاء و التنطع في الزيف و تبديل الاقنعة و السحنات و حتى الضمير . و ربما في هذه المواضعة ثمة انصاف لمن أقاموا طويلا تحت ذلك الركام بينما وقف آخرون بملابسهم الانيقة حول المصيبة و هم يتحدثون كأنهم هم من خرجوا من الطمر و الغمر و المحاصرة .
و ثانيا لانجاز وعد " قديم " يعرفه كثيرون فحينما كانت تلك الملامح تتشكل و حل ما حل و غبيت أطوار صيرورتها حتى انتحلت و استثمرت آليت على نفسي كما يعرف جميع " الاصدقاء " و " الخلصاء " و " الخلطاء " و " الزملاء " و كل من حولتهم الاحداث و الجهات و المعسكرات إلى تسميات اخرى ، ان أروي ما لم يدون في وثائق اعلام التعبئة و صحف " الفترة " و أن أؤرخ " للمرحلة " التي أجلتها " الفترة " و لست براجع عما تعهدت به سواء تغيرت معسكرات البعض فغيرت أقوالهم و ولاءاتهم أم بقيت على " عهودها " .
و لست هنا بحاجة إلى علماء رواية ليعينوني على سرد ما عشت فأنا كفيل بذلك وحدي لكن " المعاش " بالمعنى الجماعي ربما أحتاج إلى روايات اخرى لتلك الاحداث بما يجعل المقايسات على الوقائع و المقابسات من تلك النار و حطبها الضاري متاحة على لسان التاريخ و ليست في ذمته .

بيانات الكتاب

الاسم : حطب ابراهيم او الجيل البدوي
المؤلف : محمد مظلوم
الناشر : دار التكوين
عدد الصفحات : 512
الحجم : 6.15 ميجا
تحميل كتاب حطب ابراهيم او الجيل البدوي

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق