الجمعة، 26 ديسمبر 2014

أفراح الروح لـ سيد قطب

عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ، سنستقبل عون الآخرين لنا بروح الشكر والفرح ... الشكر لما يقدَّمُ لنا من عون .. والفرح بأن هناك من يؤمن بما نؤمن به نحن ... فيشاركنا الجهد والتبعة ... إن الفرح بالتجاوب الشعوري هو الفرح المقدس الطليق !

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

1- اختي الحبيبة ... هذه الخواطر مهداة اليك ...
إن فكرة الموت ما تزال تخيل لك فتتصوريه في كل مكان و وراء كل شيء و تحسبينه قوة طاغية تظل الحياة و الاحياء و ترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة .
أفراح الروح إنني انظر اللحظة فلا اراه الا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة ، و ما يكاد يصنع شيئا الا ان يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات !...
مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي ! ... كل شيء إلى نمار و تدفق و ازدهار ... الامهات تحمل و تضع ، الناس و الحيوان سواء . الطيور و الاسماك و الحشرات تدفع بالبيض المتفتح عن احياء و حياة ... الارض تتفجر بالنبت المتفتح عن ازهار و ثمار ... السماء تتدفق بالمطر ، و البحار تعج بالامواج ... كل شيء ينمو على هذه الارض و يزداد !
بين الحين و الحين يندفع الموت فينهش نهشة و يمضي أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات ! ... و الحياة ماضية في طريقها حية متدفقة فوارة لا تكاد تحس بالموت أو تراه ! ...
لقد تصرخ مرة من الالم حين ينهش الموت من جسمها نهشة و لكن الجرح سرعان ما يندمل و صرخة الالم سرعان ما تستحيل مراحا ... و يندفع الناس و الحيوان ، الطير و الاسماك ، الدود و الحشرات ، العشب و الاشجار ، تغمر وجه الارض بالحياة و الاحياء ! ... و الموت قابع هنالك ينهش نهشة و يمضي ... أو يتسقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات !!
الشمس تطلع ، و الشمس تغرب ، و الارض من حولها تدور و الحياة تنبثق من هنا و من هناك ... كل شيء إلى نماء ... نماء في العدد و النوع ، نماء في الكم و الكيف ... لو كان الموت يصنه شيئا لوقف مد الحياة ! ... و لكنه قوة ضئيلة حسيرة ، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة ...!
من قوة الله الحي ... : تنبثق الحياة و تنداح !!

بيانات الكتاب

الاسم : أفراح الروح
المؤلف : سيد قطب
الناشر : دار ابن حزم
عدد الصفحات : 38
الحجم : 441 كب
تحميل كتاب افراح الروح

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق