هذا الكتاب يحكى عدد من اللقاءات التى قد أُمليت لمؤلف الكتاب من قبل جده " الكرخي " ، ففى تلك اللقاءات أُملى عليه عدداً من قصائدة القديمة التي نظمت إبان الحرب العالمية الأولى والتي تتناول إبتلاء العراقيين حيث ساقهم الأتراك عنوة إلى جبهات القتال وبخاصة روسيا ، كما أملى عليه معلومات دقيقة ووافية عن نسبه وتاريخ حياته ، ومجموعة نادرة من نوادر وبخاصة السياسية منها .
نواة هذه الفصول ترجع إلى عهد الصبا حيث كنت اكثر من بقية الاحفاد قربا من جدي المرحوم الكرخي فقد كان – رحمه الله – يرتاح لي كثيرا ربما لأنني اكثرهم طاعة و خدمة له و من ذلك – مثلا – انه غالبا ما كان يستدعيني في قيلولته و هو نائم في السرداب صيفا و يطلب مني ان ( اهفي ) له بمهفة الخوص اليدوية طيلة الوقت الذي يقضيه في النوم فاذا توقفت عن تعب انتبه و صاح بي : ( هفي ) !؟ و هكاذ إلى ان يستيقظ .
و كم كان يطلب مني ان أنفخ في جمر غشرته ( ناركيلته ) عندما يخمد و هو يردد مبتسما :
(( نركيلتي يم الشذر يا الشاذرة كليبي شذر ))
(( لا نذر ذبايح للخضر لما تجي نركيلتي ))
و أحيانا كان يأمرني بتلميع سيفه يوم خروجه على رأس المظاهرات الوطنية و القومية فأفعل و كالمأخوذ كنت اسير وراءه مع الناس من جانب الكوخ إلى شارع المظاهرات ( الرشيد ) و هو محمول على الاعناق .
بمرور السنين ازددت تقربا منه أكثر فأكثر و اعتبرته مثلي الاعلى لا لأنه جدي بل لصفات الفرسان التي تميز بها من نخوة و رجولة و اقدام و عطف على المظلومين و الفقراء و التي فرضت علي و على غيري حبه و احترامه و أحيانا الخشية منه فضلا عن حبه المقدس للوطن . كان يسكن هو و كافة أولاده و اسرهم – على عادة الناس قبل نصف قرن – في بيت واحد يقع في محلة ( باب السيف ) قريبا من مقهاه المفضلة ( البيروتي ) و لعل من باب الغرابة و الطرافة : ان باب هذا البيت كان يبقى مفتوحا على مصراعيه آناء الليل و اطراف النهار لأسباب منها :
كثرة عدد الساكنين فيه و عودة بعضهم من أعمالهم في اوقات مختلفة من الليل بحكم اشتغالهم في جريدة والدهم و مطبعته اما الخشية من اللصوص فلم تدر اساسا في خلد أي فرد من أفراد الاسرة فما من لص مهما كان جريئا يتمكن من دخول بيت كل غرفة من غرفه تضم اكثر من خمسة افراد بما مجموعه اكثر من خمسة و عشرين فردا .
و ان انس لا انسى كيف ان عميدنا كان اذا دخل البيت ساد صمت رهيب و أسرعت النساء إلى ارتداء عباءاتهن تهيبا و احتراما . في هذا البيت تفتحت عيناي على أول مجلس ادبي انعقد فيه فقد أولم جدي – مرة – وليمة لزميله و صديقه بالروح نوري ثابت صاحب جريدة – حبزبوز – لتصفية جو تعكر بينهما حضرها عدد من الصحفيين و الادباء و أصدقاء الطرفين و كيف انها أي الوليمة تحولت إلى مجلس أدب و شعر و فكاهة عز نظيره .
المؤلف : حسين حاتم الكرخي
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات و النشر
عدد الصفحات : 448
الحجم : 7 ميجا
تحميل كتاب مجالس الادب في بغداد
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
نواة هذه الفصول ترجع إلى عهد الصبا حيث كنت اكثر من بقية الاحفاد قربا من جدي المرحوم الكرخي فقد كان – رحمه الله – يرتاح لي كثيرا ربما لأنني اكثرهم طاعة و خدمة له و من ذلك – مثلا – انه غالبا ما كان يستدعيني في قيلولته و هو نائم في السرداب صيفا و يطلب مني ان ( اهفي ) له بمهفة الخوص اليدوية طيلة الوقت الذي يقضيه في النوم فاذا توقفت عن تعب انتبه و صاح بي : ( هفي ) !؟ و هكاذ إلى ان يستيقظ .
و كم كان يطلب مني ان أنفخ في جمر غشرته ( ناركيلته ) عندما يخمد و هو يردد مبتسما :
(( نركيلتي يم الشذر يا الشاذرة كليبي شذر ))
(( لا نذر ذبايح للخضر لما تجي نركيلتي ))
و أحيانا كان يأمرني بتلميع سيفه يوم خروجه على رأس المظاهرات الوطنية و القومية فأفعل و كالمأخوذ كنت اسير وراءه مع الناس من جانب الكوخ إلى شارع المظاهرات ( الرشيد ) و هو محمول على الاعناق .
بمرور السنين ازددت تقربا منه أكثر فأكثر و اعتبرته مثلي الاعلى لا لأنه جدي بل لصفات الفرسان التي تميز بها من نخوة و رجولة و اقدام و عطف على المظلومين و الفقراء و التي فرضت علي و على غيري حبه و احترامه و أحيانا الخشية منه فضلا عن حبه المقدس للوطن . كان يسكن هو و كافة أولاده و اسرهم – على عادة الناس قبل نصف قرن – في بيت واحد يقع في محلة ( باب السيف ) قريبا من مقهاه المفضلة ( البيروتي ) و لعل من باب الغرابة و الطرافة : ان باب هذا البيت كان يبقى مفتوحا على مصراعيه آناء الليل و اطراف النهار لأسباب منها :
كثرة عدد الساكنين فيه و عودة بعضهم من أعمالهم في اوقات مختلفة من الليل بحكم اشتغالهم في جريدة والدهم و مطبعته اما الخشية من اللصوص فلم تدر اساسا في خلد أي فرد من أفراد الاسرة فما من لص مهما كان جريئا يتمكن من دخول بيت كل غرفة من غرفه تضم اكثر من خمسة افراد بما مجموعه اكثر من خمسة و عشرين فردا .
بيانات الكتاب
الاسم : مجالس الادب في بغدادالمؤلف : حسين حاتم الكرخي
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات و النشر
عدد الصفحات : 448
الحجم : 7 ميجا
تحميل كتاب مجالس الادب في بغداد
روابط تحميل كتاب مجالس الادب في بغداد
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق