السبت، 27 ديسمبر 2014

أوروبا التنوير لـ بيار – إيف بوروبير

عصر التنوير الأوروبي بدأ إذن من الفكر والقلم والكتابة هو وريث جمهورية الأداب والأكاديميات والبحوث العلمية والصالونات الفكرية والأدبية ، إنه عصرالصحافة والجرائد ، بكل أجيالها من التقارير المكتوبة بخط اليد إلى جيل جديد أطلقته المطابع ، من التقارير السرية إلى المراسلات على امتداد أوروبا ، من صحافة الأخبار الشخصية والحميمة إلى تلك الكتخصصة في العلوم وفي الآداب وفي كل النتاج الفكري ، من الصحافة المحلية إلى تلك التي كانت توزع على المشتركين في كل العواصم .

مقدمة

ربما حملت تلك المرحلة اسم (( الانوار )) لان ما سبقها كان ظلاما . حدث ذلك حين قررت اوروبا الاستفاقة من سبات القرون الوسطى . غير ان سيرورة اليقظة استمرت طويلا في الزمان و انتشرت في كل ارجاء القارة .
بدأت الانوار من الكوجيتو الديكارتي المعروف : (( انا افكر ، اذن انا موجود )) . بدأت من اللحظة التي تحرر فيها العقل ، عقل الفرد ، من مكبلاته الغيبية التي بدأ فيها نتاج العقل البشري يتواصل و يتفاعل مع بعضه بعضا من مغرب أوروبا إلى مشرقها من لندن و مدريد و مالقة و ليشبونه إلى موسكو و من شمالها في السويد حتى جنوى و البندقية .
أوروبا والتنوير الانوار تواصل و تفاعل . لذلك قيل ان الحضارة التي أطلقها العقل البشري شيدتها المواصلات و وسائل الاتصال و ها هي الحضارة اليوم بعد ان ادركت ما ادركته في مجال اكتشاف المجاهل في الطبيعة و في النفس البشرية في الارض و البحر و السماء تستمر بابتكار اشكال من التواصل لم تكن تتخيلها مرحلة الانوار الاولى .
عصر التنوير الاوروبي بدأ اذن من الفكر و القلم و الكتابة . هو وريث جمهورية الاداب و الاكاديميات و البحوث العلمية و الصالونات الفكرية و الادبية .
انه عصر الصحافة و الجرائد بكل اجيالها ، من التقارير المكتوبة بخط اليد إلى جيل جديد أطلقته المطابع . من التقارير السرية إلى المراسلات على امتداد اوروبا . من صحافة الاخبار الشخصية و الحميمية إلى تلك المتخصصة في العلوم و في الاداب و في كل النتاج الفكري . من الصحافة المحلية إلى تلك التي كانت توزع على المشتركين في كل العواصم .
هذا الكتاب ضرورة للمكتبة العربية لكنه لا يكفي . هو ضرورة لأنه يطلعنا على هذه الصور المتعددة للأنوار . لكنه لا يكفي لسببين : الأول ، هو ان المؤلف رغم كل الجهد المبذول في تقديم لوحة بانورامية شاملة عن مآثر الانوار و إنجازاتها في كل أوروبا لم يستطع الافلات من قبضة المركزية الفرنسية ؛ و الثاني ان الكلام عن تنوير أوروبي أو فرنسي ينبغي ان يشكل حافزا للبحث عن اجابة على سؤال التنوير العربي و هي اجابة لن نجد عناصرها في هذا الكتاب و ان كان في الامكان ان نعثر فيه على ما يثير فينا التساؤل .
اذا كان القرن الثامن عشر هو قرن التنوير الاوروبي فالتاسع عشر هو قرن التنوير العربي . الا ان الاول كان أوروبيا بالاسم و الفعل بينما كان الثاني عربيا بالاسم مصريا – لبنانيا بالفعل . هكذا قدمت مصر صورة التنوير إلى القارئ العربي من خلال ما ظهر في مصر بعد نابليون بونابرت و في لبنان بعد حملة ابراهيم باشا على بلاد الشام أي في كلا البلدين بعد احتكاكهما بالغرب .
بيانات الكتاب
الاسم : أوروبا التنوير
المؤلف : بيار – إيف بوروبير
الناشر : دار الكتب الجديد المتحدة
عدد الصفحات : 130
الحجم : 1.5 ميجا
تحميل كتاب أوروبا التنوير

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق