الجمعة، 26 ديسمبر 2014

أكلة الذئب لـ شاكر النابلسي

يحكى هذا الكتاب السيرة الفنية للرسام " ناجي العلي " ، هذه الشجاعة الفنية التي كان يتصف بها العلي كفنان ، كانت شجاعة نادرة في الثقافة العربية . فتاريخ السخرية العربية كان يشير إلى أن الساخرين الذين كانوا يسخرون من كبار القوم كانوا بختوفن دائماً وراء شخصيات وهمية كشخصية " حجا " أو يخفون سخريتهم وراء أسماء وهمية

مقدمة

في العام 1962 كان في مخيم " عين الحلوة " الفلسطيني الواقع في جنوب لبنان احتفال شعبي بمناسبة يوم فلسطين حضرته مجموعة من القيادات الفلسطينية في لبنان . و كان على رأسهم غسان كنفاني ( 1936 – 1972 ) الذي عرف ككاتب قصة قصيرة في ذلك الوقت و كأحد محرري مجلة " الحرية " و المسؤول عن القسم الثقافي فيها . و كانت مجلة " الحرية " تنطق باسم " حركة القوميين العرب " بعد ان اشترتها الحركة في العام 1959 و اصدرتها بالتعاون مع منظمة العمل الشيوعي في لبنان . و عمل كنفاني في هذه المجلة منذ العام 1960 بعد عودته من الكويت رغم ان سنه كانت أكلة الذئب كسن ناجي العلي الذي ولد في العام 1936 .
فكلاهما كانا في السادسة و العشرين في تلك الفترة . و كان كنفاني قد اصدر مجموعته القصصية الاولى ( كوت سرير رقم 12 ) في العام 1961 . و كتب قبلها عدة قصص منها : أرض البرتقال الحزين ، كعك على الرصيف ، المنزلق ، و غيرها .
جاء غسان كنفاني إلى مخيم " عين الحلوة " الذي كان من اكبر المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان بالقرب من صيدا كصحافي . كما جاء كسياسي ينتمي إلى " حركة القوميين العرب " منذ العام 1955 و هي الحركة التي أنشئت في بداية الخمسينات من نخبة من المثقفين العرب كجورج حبس ( 1925 - ) و وديع حداد و هاني الهندي و أحمد الخطيب و غيرهم ، ممن كانوا يدرسون في الجامعة الامريكية في بيروت . و كان يبدو من حرص كنفاني الشديد على حضور هذا المهرجان الشعبي ان لحركة القوميين العرب سمها أو أسهما في هذا المهرجان الذي كان قادة القوميين العرب يسعون إلى نشر مبادئهم بين فقرائه و حفاته و محروميه و مشرديه لكسر حدة الياقات المنشأة التي كانت طاغية على الكوادر الجزب المنتقاة .
كان من ضمن فعاليات ذلك المهرجان الشعبي اقامة معرض متواضع بسيط في خيمة مهترئة لأحد المهاجرين الفلسطينيين لعرض رسومات الاطفال و الصبية المعبرة عن النكبة و الشتات و الثأر . و كان من ضمن هذه الرسومات التي كانت تعبر ايضا عن التصميم و الكفاح المسلح بعض اللوحات البدائية التي رسمها ناجي سليم حسين العلي الذي عاد قبل سنوت من عمله كميكانيكي سيارات من السعودية في 1959 بعد ان حج مرتين و وفر له قرشين من عمل دام سنين . و نوى بعدها ان يسافر إلى القاهرة أو إلى روما لدراسة فن الرسم هناك الا ان ظروفه المعيشية حالت دون ذهابه إلى الدرس . فعمل مدرس رسم للاطفال في المدرسة الشيعية الجعفرية في جنوب صور بمساعدة الامام المخطوف الايراني الاصل و اللبناني الجنسية موسى الصدر ( 1928 – 1978 ) لمدة ثلاث سنوات . و كانت حصيلة هذه السنوات هذه المجموعة من الرسومات المتواضعة التي تعبر عن تجربة انسانية مريرة و طويلة من التشرد و الفقر و الجوع . بدأت منذ العام 1948 عندما هاجر العلي إلى لبنان من قريته " الشجرة " التي تقع في جليل المسيح الفلسطيني الاعلى بين طبريا و الناصرة بعد ان اجتاحها وباء نجمة داوود .

بيانات الكتاب

الاسم : أكلة الذئب
المؤلف : شاكر النابلسي
الناشر : دار الفارس للنشر و التوزيع
عدد الصفحات : 464
الحجم : 7 ميجا
تحميل كتاب اكلة ذئب

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق