إنه مكفوف لا يدرك المصير الوخيم الذى يسير إليه ، ولا يرى الهاوية السحيقة التى تردى فيها ، أو سيتردى فيها عما قليل ؛ وهو مكفوف لا يشاهد تلك الأنياب الشيطانية الرهيبة التى تنهش في لحمه وعظمة وفهمة ، حتى تتركه شبحاً محطماً ، أو نهباً مقسماً بين العلل والأوجاع ؛ وهو مكفوف عما تسببه له بنت ألحان من مصائب فى حاضره ومستقبله ، ومصائب فى عرضه وشرفه ومصائب فى أصدقائه وخلانه .
هذا كتابي (( في عالم المكفوفين )) اقدمه – على استحياء – إلى كل من يريد ان يطالع شيئا عن هؤلاء الرفاق الذين حرمتهم الاقدار نعمة الابصار ، و الذين طال اهمال المجتمع لهم و غفلته عن اداء واجبه نحوهم و قد آن اوان التفكير و دفع عاب التقصير ...
و انا لا افخر – بل اقرر حقيقة مجردة – حين اقول : إن هذا الكتاب هو – فيما اعلم – أول كتاب يظهر بيننا عن عالم المكفوفين و شئونهم المختلفة و لا شك ان ارتياد المجال الذي لم تعتد الاقدام طروقه ، يكون مخوفا بالنهيب و التخويف : و الثمرة التي تؤخذ من ذلك الارتياد تكون اهلا للترحيب و حسن الاستقبال مهما كان قدرها ...
و ماذا تقول في ميدان من الكتابة يقبل عليه صاحبه و ليس بين يديه مراجع معلومة أو مناهج مرسومة أو مقررات مفهومة ؛ و انما هي اللمحات العابرة و الجزيئات المتناثرة ؛ و لا بد حينئذ من الصبر على استخلاص خبر من هنا و شاهد من هناك و قصة من هنالك ثم محاولة ربطها و الجمع بينها في بحث أو مقال !؟ ..
و قد بدأت صلتي بالكتابة في شئون المكفوفين منذ سنوات ...
ففي سنة 1950 م القيت بدار المركز العام لجمعيات الشباب المسلمين في القاهرة اربع محاضرات عن المكفوفين ؛ و رغب إلى كثيرون ان اسجل خلاصة ما تحدثت به ، فأجملت ذلك في فصل بعنوان : (( في صحبة المكفوفين )) استغرق نحو ثلاثين صفحة من كتابي : (( محاصرات الثلاثاء )) الذي صدر عام 1952 م ...
و تمنى الكثيرون الازدياد من هذا اللون من الكتابة و مواصلة الحديث عن المكفوفين و لكن الشواغل المختلفة لم تهيء الفرصة لذلك ؛ و في طليعة عام 1955 م تلقيت دعوة من المركز النموذجي لتدريب المكفوفين في الزيتون لالقاء سلسلة من المحاضرات حول المكفوفين ، على المبعوثين الذين قدموا المركز من البلاد العربية ، ليتدربوا على تدريب المكفوفين حتى يكونوا نواة التوسع في عناية الامة العربية بشئون المكفوفين .
و استجبت للدعوة مقدرا و شاكرا و جعلت اتحدث إلى هؤلاء المبعوثين احاديث شتى حول المكفوفين ، و كان قصدي الاول من هذه الاحاديث ان اوجد شيئا يصح ان يكون بداية للبحث و التأليف المنهجي في عالم المكفوفين ؛ مع ميل إلى نزعة التوجيه و التحريض . و نوه صديقي الدكتور عبد المنعم نور مدير المركز بهذه المحاضرات اكثر من مرة و اقترح هو و غيره نشرها اكثر من مرة كذلك ؛ و كانت هذه المحاضرات هي البذرة الاولى لتلك البداية التي تمثلت في ذلك الكتاب ، مع زيادات هنا و هناك ...
و اذا استطعت بهذه الفصول ان ادفع القادرين من الكاتبين إلى مواصلة البحث في شئون المكفوفين و اصدار الكتاب عن عالمهم في تجويد و اتقان ؛ أكون قد حققت امنية تسامر القلب و الفكر منذ امد طويل و أكون قد أديت واجبا لا يضيع عن المنصفين ...
المؤلف : أحمد الشرباصي
الناشر : مطبعة نهضة مصر بالفجالة
عدد الصفحات : 400
الحجم : 6.75 ميجا
تحميل كتاب في عالم المكفوفين
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
هذا كتابي (( في عالم المكفوفين )) اقدمه – على استحياء – إلى كل من يريد ان يطالع شيئا عن هؤلاء الرفاق الذين حرمتهم الاقدار نعمة الابصار ، و الذين طال اهمال المجتمع لهم و غفلته عن اداء واجبه نحوهم و قد آن اوان التفكير و دفع عاب التقصير ...
و انا لا افخر – بل اقرر حقيقة مجردة – حين اقول : إن هذا الكتاب هو – فيما اعلم – أول كتاب يظهر بيننا عن عالم المكفوفين و شئونهم المختلفة و لا شك ان ارتياد المجال الذي لم تعتد الاقدام طروقه ، يكون مخوفا بالنهيب و التخويف : و الثمرة التي تؤخذ من ذلك الارتياد تكون اهلا للترحيب و حسن الاستقبال مهما كان قدرها ...
و ماذا تقول في ميدان من الكتابة يقبل عليه صاحبه و ليس بين يديه مراجع معلومة أو مناهج مرسومة أو مقررات مفهومة ؛ و انما هي اللمحات العابرة و الجزيئات المتناثرة ؛ و لا بد حينئذ من الصبر على استخلاص خبر من هنا و شاهد من هناك و قصة من هنالك ثم محاولة ربطها و الجمع بينها في بحث أو مقال !؟ ..
و قد بدأت صلتي بالكتابة في شئون المكفوفين منذ سنوات ...
ففي سنة 1950 م القيت بدار المركز العام لجمعيات الشباب المسلمين في القاهرة اربع محاضرات عن المكفوفين ؛ و رغب إلى كثيرون ان اسجل خلاصة ما تحدثت به ، فأجملت ذلك في فصل بعنوان : (( في صحبة المكفوفين )) استغرق نحو ثلاثين صفحة من كتابي : (( محاصرات الثلاثاء )) الذي صدر عام 1952 م ...
و تمنى الكثيرون الازدياد من هذا اللون من الكتابة و مواصلة الحديث عن المكفوفين و لكن الشواغل المختلفة لم تهيء الفرصة لذلك ؛ و في طليعة عام 1955 م تلقيت دعوة من المركز النموذجي لتدريب المكفوفين في الزيتون لالقاء سلسلة من المحاضرات حول المكفوفين ، على المبعوثين الذين قدموا المركز من البلاد العربية ، ليتدربوا على تدريب المكفوفين حتى يكونوا نواة التوسع في عناية الامة العربية بشئون المكفوفين .
و استجبت للدعوة مقدرا و شاكرا و جعلت اتحدث إلى هؤلاء المبعوثين احاديث شتى حول المكفوفين ، و كان قصدي الاول من هذه الاحاديث ان اوجد شيئا يصح ان يكون بداية للبحث و التأليف المنهجي في عالم المكفوفين ؛ مع ميل إلى نزعة التوجيه و التحريض . و نوه صديقي الدكتور عبد المنعم نور مدير المركز بهذه المحاضرات اكثر من مرة و اقترح هو و غيره نشرها اكثر من مرة كذلك ؛ و كانت هذه المحاضرات هي البذرة الاولى لتلك البداية التي تمثلت في ذلك الكتاب ، مع زيادات هنا و هناك ...
بيانات الكتاب
الاسم : في عالم المكفوفينالمؤلف : أحمد الشرباصي
الناشر : مطبعة نهضة مصر بالفجالة
عدد الصفحات : 400
الحجم : 6.75 ميجا
تحميل كتاب في عالم المكفوفين
روابط تحميل كتاب في عامل المكفوفين
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق