الأحد، 7 ديسمبر 2014

مالكولم ياب - نشوء الشرق الأدنى الحديث 1792-1923 / pdf

نشوء الشرق الأدنى.. بنيات سياسية ودينية



تحميل 

يتطرق هذا الكتاب «نشوء الشرق الأدنى الحديث»، للمؤرخ مالكولم ياب إلى القوى والدول الأوروبية الكبرى التي أسهمت في جعل منطقة الشرق الأدنى كما نراها الآن، وهو يتناول الحقبة الزمنية ما بين 1792 تاريخ الحملة الفرنسية على مصر، وحتى 1923، عندما انتهت الدول الأوربية الكبرى من تشكيل خارطة الشرق الأدنى الحديث، كما يتحدث بالتفصيل عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي سادت المنطقة خلال تلك الفترة.

لقد ظهر تعبير «الشرق الأدنى» في أواخر القرن التاسع عشر عندما استخدم للدلالة على الإمبراطورية العثمانية والمناطق التي تشكل جزءاً منها حتى عهد قريب.

وكانت الإمبراطورية العثمانية في عام 1880 تمتد من البوسنة حتى شبه الجزيرة العربية، ومن جبال زاغروس حتى الجزائر، وكانت دول البلقان تحتل مركز الصدارة عندما كانت جزءاً من الإمبراطورية، ويتناول الكتاب كلاً من الأناضول وسوريا ومصر والعراق، فضلاً عن إيران التي تعتبر خارج الشرق الأدنى.

كان المجتمع الإسلامي مقسماً إلى الإسلام الرسمي والإسلام الشعبي، فقد كان الإسلام الرسمي يُدّرس في المدارس الدينية، ويعبّر عنه في آراء كبار العلماء والمفتين. أمّا الإسلام الشعبي فكانت تمثله الطرق الصوفية التي كانت تشكل عنصراًَ رئيسياً في البنية الاجتماعية للشرق الأدنى، وكان مشايخ الطرق الصوفية أصحاب نفوذ في المجتمع.

ومن الممكن رسم الشكل الهرمي الاجتماعي للشرق الأدنى، ففي القمة كان يقف أولئك الذين لهم علاقة وثيقة بالحكومة وهم الطبقة العسكرية، والطبقة البيروقراطية، والفئة الثانية كانت تضم المؤسسة الدينية. أمّا الفئة الثالثة فقد كانت تتألف من باقي الفئات خارج الحكومة، كالتجار والفلاحين والقبائل وسكان المدن، وخاصة أعضاء الأصناف الحرفية.

أمّا بالنسبة إلى الطوائف «الملل» غير المسلمة، فكان القرن التاسع عشر يعتبر فترة من التقدّم لم يسبق لها مثيل، إذ إنّ رعاية الدول الأوروبية لها وسرعة تطوّر أنظمتها التعليمية والفرص التي أتيحت لها نتيجة انبثاق الأفكار الجديدة عن العلمانية والمساواة أدت إلى اضطلاعها بدور أكبر في الاقتصاد والصحافة والحكم في الشرق الأدنى.

لقد نشبت حروب بين الإمبراطورية العثمانية وإيران، في العراق وأذربيجان، كما نشبت أعمال عنف داخلية نجمت بين البدو الرحل والسكان المستوطنين، فضلاً عن المقاومة التي كانت تبديها الفئات المحلية إزاء مطالب الحكومة والقتال بين الطوائف، ويمكن أن يعزى الفراغ الكافي في الشرق الأدنى إلى عدم استتباب الأمن وإتلاف المحاصيل وهرب المزارعين من أراضيهم.

إنّ تعليل الزيادة في عدد السكان لهي أكثر صعوبة من تبيان أنه كانت توجد زيادة سكانية، ويكمن أحد الأسباب في تدني نسبة تفشي الأوبئة: كالطاعون والكوليرا والجدري.

كما كان للضغط الأوروبي على الشرق الأدنى تأثير حاسم في بنية الدولة فيه، وكان لمبدأ تقرير المصير الذي أدخل إلى الشرق الأدنى، رغم إضعافه بواسطة مصالح القوى الأوروبية وطموحاتها ومقاومة شعوب الشرق الأدنى لها تأثير ثوري في المنطقة.

وكانت النمسا المنافس الأوروبي الرئيسي للإمبراطورية العثمانية، وبرزت روسيا كقوة مناوئة لها، ودخلت بريطانيا كعنصر جديد في المسألة الشرقية من أجل حماية الطرق المؤدية إلى الهند، وفرنسا كانت أقدم حليف للإمبراطورية العثمانية، وتوجد مصالح تجارية معها.

المؤلف في سطور


البروفسور مالكولم ياب، أستاذ متخصص في تاريخ الشرق الأدنى الحديث في كلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن لأكثر من ثلاثين سنة، وله خبرة عميقة في تاريخ هذه المنطقة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق