الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

«البابطين» تضاعف تراث أبي تمام الطائي وتعلن اكتشاف 387 قصيدة جديدة


«البابطين» تضاعف تراث أبي تمام الطائي وتعلن اكتشاف 387 قصيدة جديدة

جانب من الحضور - عبد العزيز سعود البابطين يلقي كلمة الافتتاح


مراكش: ميرزا الخويلدي 


أعلن عبد العزيز سعود البابطين، رئيس «مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري»، أن المؤسسة التي تحتفل حاليا في مراكش المغربية بالشاعر العربي أبي تمام الطائي تمكنت من العثور على مخطوطات نادرة تتضمن قصائد جديدة للشاعر أبي تمام لم يسبق نشرها من قبل. وجاءت معظم المخطوطات التي حوت تراث الشاعر بخط يده من مقتنيات متعددة من تبريز في إيران.

وقال البابطين إن فريقا من الباحثين الذين أوكلت إليهم المؤسسة العمل على إعادة صناعة ديوان أبي تمام، تمكن من الحصول على 387 قصيدة مخطوطة لم يسبق نشرها لأبي تمام، مما ضاعف التراث الشعري للشاعر العباسي الشهير. وقال في حفل الافتتاح لدورة أبي تمام الطائي التي رعاها العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أول من أمس «لقد بذل باحثونا جهودا دؤوبة في استقراء مئات من المطبوعات والمخطوطات وجمع كل ما ورد فيها من شعر لأبي تمام»، وأضاف «تمكنت المؤسسة من إعادة صناعة ديوان أبي تمام لتكون قصائده ضعف ما نشر له سابقا، حيث استطعنا الحصول على 387 قصيدة ومقطوعة لم تنشر لأبي تمام من قبل من مخطوطات نادرة لديوانه، وبعض كتب التراث العربي المطبوع والمخطوط».

البابطين أعلن أيضا أن «مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري» قررت بمناسبة يوبيلها الفضي أن تزيد في جوائز المؤسسة المحكمة جائزة جديدة للشعراء الشباب دون سن الأربعين تحفيزا لشباب شعراء الأمة على مواصلة طريق الإبداع. وقال كذلك إن أبي تمام «لم يكن شاعرا استثنائيا فقط، بل جمع بذائقته الفريدة أروع مختارات شعرية في التراث العربي.. الحماسة التي لا نزال نجد في ثناياها الشعر الأصيل الذي يتغلغل في حنايا النفس، ويسكن في الذاكرة».

وتحدث البابطين عن التحديات التي واجهتها مؤسسة البابطين منذ عملها قبل ربع قرن، وقال «كان التحدي الأول الذي فُرض علينا هو كيف تتمكن مؤسسة ثقافية تعتمد على إمكانيات فردية محدودة من إثبات وجودها وسط مؤسسات ثقافية حكومية تمتلك إمكانات لا محدودة، وتَمكنّا من إثبات وجودنا بإدراكنا أن النجاح في أي عمل هو الذي يخلق الإمكانيات، وأن الثروة المعنوية هي التي توفر لأي عمل أبرز متطلباته»، مضيفا «أدركنا منذ الخطوة الأولى أن أي مشروع ثقافي لا يتطابق مع الساحة العربية على امتدادها لن يكون مجديًا، فتحررنا من ضيق الإقليم إلى فضاء الأمة، وأيقنا أن الاعتماد على الله ثم على أنفسنا هو سبيل النجاح».

وكشف أن «مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري» قررت بمناسبة يوبيلها الفضي أن تزيد في جوائز المؤسسة المحكمة جائزة جديدة للشعراء الشباب دون سن الأربعين تحفيزا لشباب شعراء الأمة على مواصلة طريق الإبداع.

وفي الحفل الافتتاحي، تحدث ناصر بن عبد العزيز النصر، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، واعتبر أن هناك حاجة لأمثال مؤسسة البابطين «من أجل نشر الفكر البناء والصورة السليمة عن ثقافة العرب وقدرتهم على العيش المشترك مع الغرب». وأضاف «أود أن أخص بالذكر جهود المؤسسة في عقد ندوات حول الحوار والعلاقة بين الشرق والغرب، ودور الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية والصور النمطية السلبية، وكذلك بحث سبل التصدي للمفاهيم الخاطئة التي تتسبب في توتر العلاقة بين الثقافات».

وبحضور أكثر من 300 مفكر ومثقف وأديب عربي، تقام حاليا في مراكش المغربية ندوات نقدية وشعرية عن أبي تمام، كما تشتمل على عرض عدد من الدراسات والأبحاث والتحقيقات الجديدة عن تراثه الشعري. ويأتي الاحتفال في مراكش، على بعد أكثر من 6500 كيلومتر عن مدينة الموصل العراقية التي دفن فيها، ليشكل جانبا من معاناة شاعر الحماسة الذي قال ذات يوم «السيف أصدق إنباءً من الكتب.. في حده الحد بين الجد واللعب».

فحتى منتصف العام الحالي كان أبو تمام يقف شامخا في سماء الموصل، التي سطر فيها ملاحمه الشعرية، وعمل رئيسا للبريد، وهو الآتي لها من الشام، لكن المجموعة المسلحة، المعروفة باسم «داعش»، قامت في 26 يونيو (حزيران) الماضي، بعد اجتياحها الموصل العراقية، بتدمير تمثال الشاعر أبي تمام أسوة بعدد آخر من شواهد التراث والتاريخ الإنساني، وتم تدمير تمثال الشاعر العباسي أبي تمام في منطقة باب الطوب وسط المدينة، وكذلك تمثال عثمان الموصلي، وهو موسيقي وملحن عراقي من القرن التاسع عشر، في دورة المحطة جنوب الموصل.

ولد أَبو تَمّام، حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، في حوران بسوريا، عام 188 هجريا (803 ميلاديا) وتوفي في الموصل عام 231 هجريا (845 ميلاديا). وعرفته العرب بشاعر الحماسة. وهو إلى ذلك جزيل العبارة رقيق الحاشية، وهو القائل:

«نقل فؤادك حيث شئت من الهوى.. ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى.. وحنينه أبدا لأول منزل».

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» قال عبد الرحمن البابطين، أمين عام مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، أن انعقاد الدورة بعيدا عن بلد الشاعر المحتفى به ليس جديدا، فقد دأبت المؤسسة أساسا على اختيار شاعر من بلد والاحتفاء به في بلد آخر «فالشاعر أبو القاسم الشابي مثلا من تونس سبق أن أقمنا دورة باسمه في فاس بالمغرب، وفي الجزائر أقمنا دورة أبي فراس الحمداني وهو الذي عاش في حلب. وحتى الشاعر أحمد شوقي أقمنا دورة باسمه في باريس»، وأضاف «هذا من الأهداف التي وضعها رئيس المؤسسة ومؤسسها عبد العزيز سعود البابطين وتعمل المؤسسة على تحقيقها».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق