يحاول الباحث أن يثبت في هذا الكتاب أن مراكز الأبحاث وشركات الإعلام الكبرى مهيمنة على ما يحدث داخل الحرم الجامعي في الدارسات المتعلقة بالشرق الأوسط، وأن منظومة الإنتاج الأكاديمي والإعلامي برمتها ترتبط ارتباطاً مباشراً وغير مباشر بالبنية التحتية الاقتصادية والمالية الأوسع.
مقدمة
مع ذلك فحين يتتبع المرء مجريات النقاش عن كثب ما يلبث أن يدرك أن نوع المشاكل التي أثيرت يجعل من العسير جدا الحصول على أجوبة مقنعة بشكل منفصل , أي : دون ربط ما حدث داخل الحرم الجامعي بأفكار وأشخاص في منظمات ومؤسسات أخرى مثل مراكز الأبحاث وشركات الاعلام الكبرى ... ثم ما يلبث أن يدرك أن هذه المنظمات الأخيرة نفسها ليست حقا مستقلة كما يبدو لأول وهلة , وهكذا فان منظومة الانتاج الأكاديمي والاعلامي برمتها ترتبط ارتباطا مباشرا وغير مباشر بالبنية التحتية الاقتصادية والمالية الأوسع وهذا هو أيضا واقع المنظومة السياسية – القانونية .
ان الطريقة التي يعمل بها النظام كله هو ما نسميه الأبواب الدوارة للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية , وهذه هي الفرضية الأساسية التي ستسعى هذه الدراسة لفحصها واثباتها .
ستبين هذه الدراسة بعون الله أن الاجابة على التساؤلات المطروحة في النقاش حول دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية , دون ربطها بالأدوات البنيوية التي تسهم في تشكيل العقل الأمريكي وصنع السياسة الخارجية هو مجرد بتر للحقائق عن سياقها الطبيعي .
وستبين هذه الدراسة كذلك أن تلك الأدوات البنيوية انما تشكل في الواقع الأبواب الدوارة للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية .
دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الخلفية التاريخية
ان تاريخ الدراسات المختصة ب " الشرق الأوسط " في الولايات المتحدة هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الجامعات الأمريكية نفسها , حتى وان عاد به بعض الباحثين الى نشاط المنصرين , فالواقع أن هؤلاء تحركوا من خلال المؤسسات التعليمية .
يشير د . مازن مطبقاني الى ذلك بقوله : " كان المنصرون هم أول مجموعة ذات مصلحة وبخاصة في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين " ... " وهكذا بدأت دراسات الشرق الأدنى من خلال مصالح المنصرين البروتستانت التي تضمنت انشاء الجامعة الأمريكية في بيروت وجامعة أخرى بالاسم نفسه في القاهرة وكلية روبرتز في استنبول Roberts College " ويذكر مطبقاني بأن الأمريكيين حين أدركوا في أواخر الخمسينات من القرن الماضي " تخلف دراساتهم اللغوية وأنهم بدون هذه الدراسات لن يفهموا العالم الخارجي أبدا , أقروا مرسوم التعليم الدفاعي الوطني National Defense Education للمساعدة في تأسيس " .... " مراكز الدراسات الاقليمية .
لذلك فان أي نقاش عميق حول الشرق الأوسط من شأنه أن يوجه المرء بحكم الواقع للاشارة الى ذلك التاريخ , ولئن تنوعت التسميات فان الموضوع لا يزال هو نفسه : سواء قلت : " الشرق الأوسط " أو " الشرق الأدنى " أو " الدراسات الشرقية " .
بيانات الكتاب:
الأسم: مراكز مراكز البحث الأمريكية ودراسات الشرق الأوسطالمؤلف: د. هشام القروي
الناشر: مركز نماء للبحوث والدراسات
عدد الصفحات: 178
الحجم: 2 ميغابايت
تحميل كتاب مراكز البحث الأمريكية ودراسات الشرق الأوسط
روابط تحميل كتاب مراكز البحث الأمريكية ودراسات الشرق الأوسط
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق