هتم هذا الكتاب بموضوع (الحجاج والمغالطات)، ففي كتابه "فن أن تكون دائماً على صواب" يقف آرثور شبنهاور على نماذج من الحيل التي يتم الاستناد اليها عندما تتنازع الأطراف المتحاجة وضماً معيناً. فقد يسعى كل طرف أو أحدهما الى النيل من خصمه باعتماد مختلف الوسائل المتعلقة بالأقوال والأحوال.
مقدمة
يلاحظ الناظر الى عالم اليوم أن التواصل أضحى سمته ووصفه وأن الاقناع مراده ومطلبه وأن الحوار نهجه وطريقته وأن الحجة آلته وسلاحه : فهذا محام زاده الحجة ان هو عدمها فوت على نفسه – بلغة شوبنهاور فرصة حقيقية وخسر قضيته وذاك سياسي يدافع عن برنامجه الحزبي بشتى الوسائل واصفا كلذلك ان سمة المغالط تكمن بالأساس في استناده الى اساليب تضليلية وتمويهية تقوم على الاخفاء والتعتيم ومع ذلك يحاول ان يجريها مجرى منطقيا حتى يخدع الخصم ويجعله يأتي بفعل ذميم أو يظهر بمظهر مضحك .
كل هذا يقتضي العمل على تبيان المقصود من كل كلام موجه لغيرنا بنفس الكيفية التي نحن مطالبون بتدبر كل كلام يتوارد علينا فمن تلفظ بلفظ فعليه تحديد المعنى الذي قصد اليه , لان ذلك هو السبيل لتلافي أي تغاير بين المقصود والمفهوم وبالجملة وجب على العرض كما على المعترض أن يجتهدا في ضيط اللفظ وتهذيبه وصيانته من كل ما يمكن أن يخل بمعناه ويعقيق عملية الفهم والافهام .
ما دام مبتغى المغالط هو الايقاع بخصمه فان عماده استخدام سبل ترغيبية وترهيبية قادرة على صرف الخصم عن الهدف الحقيقي وهو ما يجعلنا نلحض سمته الأساسية في كونه شخصا يظهر خلاف ما يبطنه سائلا كان أم مجيبا فهو قادر بأساليبه التدليسية والتمويهية على الباس الكذب صفة الصدق والباطل صفة الحق .
فقد يأتي بحجة مقبولة ظاهريا لكنه في الباطن يراعي حجة أخرى مموهة وهدفا آخر تغليطيا فأعظم سلاح المغالط هو التلبيس والتدليس أي ديدنه أن يعتمد الحجج الملتوية المرائية وأن يدع المستقيمة منها , ولما كان الاسنان آثر لتلك المرائية واهرع اليها لما في طبعه من أنانية ومحبة للذات اذ ليس عنده أوغل في المهانة من رؤيتها منكسرة ذليلة ولما عرف به من ميل الى الخديعة والمكيدة ولما أحطت به من أن طريق قويم الحجج وصائبها أضيق وأن طريق ملوي الحجج وكاذبها أرحب وجب فحص هذا النمط من الحجج المرائية والمموهة قصد الوقوف على طبيعتها ومن ثم تحديد سبل نقضها .
وما دام الأمر كذلك فقد بانت أهمية العلم بالمغالطات للاقتدار على نقضها والتصدي لمختلف أساليب التضليل والتغليط , فعلى ناقض المغالطات أن يكون داريا بأصول وضوابط الصناعة .
بيانات الكتاب:
الأسم: في أن تكون دائما عل صوابالمؤلف: آرثور شوبنهاور
الناشر: دار الأمان
عدد الصفحات: 102
الحجم: 1 ميغا بايت
تحميل كتاب : في أن تكون دائما عل صواب
روابط تحميل كتاب فن ان تكون دائما على صواب
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق