الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

فن أن تكون دائما عل صواب لـ آرثور شوبنهاور


هتم هذا الكتاب بموضوع (الحجاج والمغالطات)، ففي كتابه "فن أن تكون دائماً على صواب" يقف آرثور شبنهاور على نماذج من الحيل التي يتم الاستناد اليها عندما تتنازع الأطراف المتحاجة وضماً معيناً. فقد يسعى كل طرف أو أحدهما الى النيل من خصمه باعتماد مختلف الوسائل المتعلقة بالأقوال والأحوال.

مقدمة

يلاحظ الناظر الى عالم اليوم أن التواصل أضحى سمته ووصفه وأن الاقناع مراده ومطلبه وأن الحوار نهجه وطريقته وأن الحجة آلته وسلاحه : فهذا محام زاده الحجة ان هو عدمها فوت على نفسه – بلغة شوبنهاور فرصة حقيقية وخسر قضيته وذاك سياسي يدافع عن برنامجه الحزبي بشتى الوسائل واصفا كل
معترض بشتى النعوت وثالث انسان عاد بنى حياته اليومية على الحيل والمكائد وقس على هذا المنوال في تحديد أصناف الناس وطبائعهم وعليه يمكن التسليم بأن من النظار من لا يقصد الا نصرة الحق ومنهم من ينصر ما عتقده بغير دليل وصنف ثالث لا يبالي فيما صرف كلامه فتراه يستجمع حججه دون مراعاة مدى صحتها ومشروعيتها وعليه لما كان الهدف من كل عملية حجاجية هو الاقناع والاقتناع وج الالتزام بمجموعة من الضوابط النظرية والعملية حتى لا ينفلت الخطاب ويخرج به المخاطب عن سياق القول وعن قصد المتكلم ولتلافي مثل هذه الانزلاقات وجب الاحتراز من أي استخدام لحجة ما لأغراض تمويهية وتضليلية .
فى أن تكون دائما على صواب ذلك ان سمة المغالط تكمن بالأساس في استناده الى اساليب تضليلية وتمويهية تقوم على الاخفاء والتعتيم ومع ذلك يحاول ان يجريها مجرى منطقيا حتى يخدع الخصم ويجعله يأتي بفعل ذميم أو يظهر بمظهر مضحك .
كل هذا يقتضي العمل على تبيان المقصود من كل كلام موجه لغيرنا بنفس الكيفية التي نحن مطالبون بتدبر كل كلام يتوارد علينا فمن تلفظ بلفظ فعليه تحديد المعنى الذي قصد اليه , لان ذلك هو السبيل لتلافي أي تغاير بين المقصود والمفهوم وبالجملة وجب على العرض كما على المعترض أن يجتهدا في ضيط اللفظ وتهذيبه وصيانته من كل ما يمكن أن يخل بمعناه ويعقيق عملية الفهم والافهام .
ما دام مبتغى المغالط هو الايقاع بخصمه فان عماده استخدام سبل ترغيبية وترهيبية قادرة على صرف الخصم عن الهدف الحقيقي وهو ما يجعلنا نلحض سمته الأساسية في كونه شخصا يظهر خلاف ما يبطنه سائلا كان أم مجيبا فهو قادر بأساليبه التدليسية والتمويهية على الباس الكذب صفة الصدق والباطل صفة الحق .
فقد يأتي بحجة مقبولة ظاهريا لكنه في الباطن يراعي حجة أخرى مموهة وهدفا آخر تغليطيا فأعظم سلاح المغالط هو التلبيس والتدليس أي ديدنه أن يعتمد الحجج الملتوية المرائية وأن يدع المستقيمة منها , ولما كان الاسنان آثر لتلك المرائية واهرع اليها لما في طبعه من أنانية ومحبة للذات اذ ليس عنده أوغل في المهانة من رؤيتها منكسرة ذليلة ولما عرف به من ميل الى الخديعة والمكيدة ولما أحطت به من أن طريق قويم الحجج وصائبها أضيق وأن طريق ملوي الحجج وكاذبها أرحب وجب فحص هذا النمط من الحجج المرائية والمموهة قصد الوقوف على طبيعتها ومن ثم تحديد سبل نقضها .
ذلك أن كل معتمد على حجج مموهة يفرض علينا خيارين : اما أن نبين مكمن المغالطة فنقطع عليه مكالمته واما أن نجاريه في ذلك ونعمل على التصدي له ونقض مغلطته .
وما دام الأمر كذلك فقد بانت أهمية العلم بالمغالطات للاقتدار على نقضها والتصدي لمختلف أساليب التضليل والتغليط , فعلى ناقض المغالطات أن يكون داريا بأصول وضوابط الصناعة .

بيانات الكتاب:

الأسم: في أن تكون دائما عل صواب
المؤلف: آرثور شوبنهاور
الناشر: دار الأمان
عدد الصفحات: 102
الحجم:  1 ميغا بايت
تحميل كتاب : في أن تكون دائما عل صواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق