الأحد، 14 ديسمبر 2014

عني عن الليل لـ فيصل الجبعاء

ينطلق الشاعر في محاكاة الآخر والكون من حوله من خلال وحدة أناه التي تستشف الذات البشرية من الداخل ، داخله الغائر في جدار العالم المتوازي بالنقصان، مع فرائض الحياة.

مقدمة

اني أنا أنتم
للعابرين على سواحل ذاتي لا تطربوا هذا صدى آهاتي جئتم على سفن القصيد زيارة وشراعكم قد شق من صفحاتي خفقات قلبي أحدثت أمواجه فالبحر لي والريح تنهيداتي ونجوم موسيقاي كن دليلكم اذ كنتم الركاب في اللجات اني أنا أنتم فهل أنتم أنا ؟؟؟
هل تطعمون ملوحة الكلمات ؟؟ مدني لكم أشرعتها فلتدخلوا أبوابها ولتسكنوا ابياتي أمي هناك ... ستعرفون مكانها عند البياض وذلكم ميقاتي ان أشرقت شمس فذلك نورها ما أحوج الأحياء عني عن الليل لـ فيصل الجبعاء للأموات ..!!
تبكي فيهطل دمعها من محجري وأرى سواد الكحل في مرآتي وهناك .. أكوام الرماد ترددي وسواد أفكاري وحيرة ذاتي ما حاك في صدري – ولا يحكى – هناك تناقضاتي حيرتي زلاتي وقصيدتي الأولى التي مزقتها وبنات أفكاري وموؤوداتي ..!
وجميع أخطائي التي أخفيتها في قوس محراب من الاخبات ..!
فدعوا الجراحات التي في متحفي فقط انظروا .. لا تلمسوا لوحاتي
سيناء قلب
يا عابري بحر الظلام سيروا تضيء طريقكم ناري اذا آنستموها جانب الطور البعيد من الغسق ..
ولتخلعوا كل الطنون وتتبعوني وفراق ما بيني وبينكم الصباح ..
حتى ولو لم تسالوني ..!
تراتيل من سورة الأرق
ياليل .. رتل سورة الأرق وابدأ هنا .. من آية القلق أصداقتي للبحر كافية لترد عني لعنة الغرق ؟؟
يا ليل هل مجداف قافيتي كاف لأنسى مرفأ الورق ؟؟ هب لي جناحا كي أطير به نحو المدى الممتد للشفق فدفاتري ضاقت على ألمي وصدورهم ضاقت على نزقي , طفل أنا .. وطفولتي امرأة يذوي بحضن حنانها أرقي ..!
هي آخر الملكات في وطني هي آخر الدمعات في حدقي هي منتهاي اذا انتهى ألمي والى نعيم الحب .. منطلقي .
طين
متى ما انعتقنا من قيود ذواتنا سندرك أن الحب من ذاتنا أسمى خلقنا بنفس الطين من صلب آدم أنا أنت حتى لو تباينت الأسما .
النار تأكل من ظنوني
أمبللا بالصمت جففك الكلام وما انتهيت أودعت سرك للمساء فذاع في الليل الكلام وضاع في الشعر الظلام وضاع عطر مر صاحبه كطيف هز الظلام الكون حتى الكون نام وأنا هناك أهز جذع الليل لكن لم يساقط لي نعاسا كي أنام .
اني لأشعر بالظلام على يدي وفي عيوني وبخفة الضوء الذي يأتي اذا ما زارني طيف من الماضي وأسراب الفراش تحوم حول دفاتري والنار تأكل من ظنوني والشعر يصرخ بي يقول : اكتب فافزع : دثروني ..! دثروني ..! يا وحشتي عند المجاز اذا انتهيت رأيتهم يلقون ألواح الكلام كأنهم لم يفهموني ..!
عند الكتابة لا أعود أنا أنا أسري لأكثر من مكان ويذوب في كفي الزمان وأبيع ذاكرتي لأوراقي وأحترف استراق الوقت من قلب المساء أنا من سرقت النار من قلب الجليد أنا الذي بخرت ما في دفتري من ماء شعري كي يسافر كالسحاب ويمطر المعنى وينبت ألف بيت ..! في كل بيت ألف باب ..! لكن ساعي الخؤون سرق الرسالة واختفى وأنا على أمل الجواب ..!
مناجاة
كلماتي تناقضت مع ذاتي ومقامي مشابه لشتاتي حيرة بعد حيرة سجنتني بين ماضي والقريب التي عاتبوني على الذي كان مني والهي العليم بالنيات هو من يغفر الخطايا جميعا وهو يمحو الذنوب بالحسنات .

بيانات الكتاب

الأسم: عني عن الليل ديوان شعري
المؤلف:  فيصل الجبعاء
الناشر:  منشورات ضفاف
عدد الصفحات: 120
الحجم:  663 كيلو بايت
تحميل كتاب عني عن الليل

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق