مقالات ورسائل لاصدقاء وللنفس الانسان يمضي فيها طه حسين ويحلل ويصف طبائع النفس الانسانية ويسبر غورها من خلال مواقف وحوادث لمن كتب لهم وعايشهم
يسرك الله للخير و يسر الخير على يديك و هداك الله إلى الحق و جعلك إلى الحق هاديا و دلك الله على الصواب و جعلك على الصواب دليلا و عضمك الله من الشر
الذي يلقي بأصحابه إلى التهلكة و جنبك الباطل الذي يوفي بأهله على النار و حماك من الخطأ الذي يورط اهله في الحيرة و يشرف بهم على الزيغ و الهمك الله شكر النعمة فإنه تمام المرؤة و كمال الرجولة و سبيل الاستزادة من الخير و اية الارتفاع عن النقص و التنزه عما يجعل الرجل نذلا فسلا و خسيسا لئيما . و لهذا اخبر الله عز و جل بقلة الشاكرين للنعمة الذاكرين للعرف فقال عزل و جل في سورة سبأ – الاية 13 : (( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))
و الله عز و جل يريد لعباده الخير و يأبى لهم الشر و يدعوهم إلى أن يرتفعوا عن النقائص و يتنزهوا عن الصغائر فهو يذكرهم بنعمه عليهم و الائه فيهم . و يأمرهم ألا ينسوا ما يهدى إليهم من فضل و يسدى إليهم من معروف و ينذرهم بالعقاب الشديد و العذاب الاليم إن كفروا النعمة أو جحدوا الصنيعة . يعجل لهم العذاب في الدنيا و يؤجل لهم العذاب في الاخرة . و لهذا قال عز و جل في سبأ :
(( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )) .
و قال في أهل مكة كما روى عن ابن عباس في سورة النحل :
((وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )) .
و قد ادب الله رسله المكرمين و انبياءه المعصومين بهذا الادب فجعلهم حراصا على الشكر . اباة للكفر لا يمسهم جناح رحمة إلا شكروا و لا تنزل بهم النائبات إلا صبروا عليها و شكروا لله الهامهم الصبر و تمكينهم من الاحتمال . و لذلك قال عز و جل على لسان سليمان عليه السلام لما سخر له الريح و الجن و علمه منطق الطير و الحيوان في سورة النمل :
(( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ )) .
و من تمام الشكر لله و لى كل نعمة و المبتدئ بكل احسان الشكر للمنعم من الناس و القيام بمكافئته بما امكن من قول و فعل . لأن الله تبارك و تعالى نظم الشكر له بالشكر لذي النعمة من خلقه و ابى أن يقبلهما إلا معا لان احدهما دليل على الآخر و موصول به . فمن ضيع شكر ذي نعمة من الخلق فأمر الله ضيع و بشهادته استخف . و لقد جاء بذلك الخبر عن الطاهر الصادق ( صلى الله عليه و سلم ) فقال : من لم يشكر للناس لم يشكر لله . و لعمري إن ذلك لموجود في الفطرة قائم في العقل أن من كفر نعم الخلق كان لنعم الله اكفر لأن الخلق يعطي بعضهما بعضا بالكلفة و المشقة و ثقل العطية على القلوب و الله يعطي بلا كلفة . و لهذه العلة جمع بين الشكر له و الشكر لذوي النعم من خلقه .
المؤلف : طه حسين
الناشر : دار المعارف
عدد الصفحات : 164
الحجم : 4 ميجا
تحميل كتاب نفوس للبيع
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
رسالة الشكر و الكفريسرك الله للخير و يسر الخير على يديك و هداك الله إلى الحق و جعلك إلى الحق هاديا و دلك الله على الصواب و جعلك على الصواب دليلا و عضمك الله من الشر
و الله عز و جل يريد لعباده الخير و يأبى لهم الشر و يدعوهم إلى أن يرتفعوا عن النقائص و يتنزهوا عن الصغائر فهو يذكرهم بنعمه عليهم و الائه فيهم . و يأمرهم ألا ينسوا ما يهدى إليهم من فضل و يسدى إليهم من معروف و ينذرهم بالعقاب الشديد و العذاب الاليم إن كفروا النعمة أو جحدوا الصنيعة . يعجل لهم العذاب في الدنيا و يؤجل لهم العذاب في الاخرة . و لهذا قال عز و جل في سبأ :
(( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )) .
و قال في أهل مكة كما روى عن ابن عباس في سورة النحل :
((وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )) .
و قد ادب الله رسله المكرمين و انبياءه المعصومين بهذا الادب فجعلهم حراصا على الشكر . اباة للكفر لا يمسهم جناح رحمة إلا شكروا و لا تنزل بهم النائبات إلا صبروا عليها و شكروا لله الهامهم الصبر و تمكينهم من الاحتمال . و لذلك قال عز و جل على لسان سليمان عليه السلام لما سخر له الريح و الجن و علمه منطق الطير و الحيوان في سورة النمل :
(( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ )) .
بيانات الكتاب
الاسم : نفوس للبيعالمؤلف : طه حسين
الناشر : دار المعارف
عدد الصفحات : 164
الحجم : 4 ميجا
تحميل كتاب نفوس للبيع
روابط تحميل كتاب نفوس للبيع
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق