الاثنين، 8 ديسمبر 2014

علم الجمال وفلسفة الفن لـ أميرة حلمي مطر


يبحث علم الجمال أو فلسفة الفن في التعبير الجميل عما يدرك الانسان، وهذا العلم يتصل بالعديد من العلوم الانسانية كالنقد الادبي و الفني، و ايضًا بتاريخ الفنون و علم النفس و الاجتماع ، كما يتصل بفلسفة النظريات و الرؤى الاساسية للجمال

مقدمة

لم تستقبل فلسفة الجمال وتصبح فرعا من فروع الفلسفة الا في النصف الأخير من القرن الثامن عشر , وقد وضح ذلك الفيلسوف الألماني باومجارتن عندما عرف هذا الفرع باسم الأستطيقا وحدد موضوعه في تلك الدراسات التي تدور حول منطق الشعور والخيال الفني وهو منطق يختلف كل الاختلاف عن منطق العلم والتفكير العقلي ومنذ ذلك التاريخ تقريبا صار لعلم الجمال مجاله المستقل عن مجال المعرفة النظرية وعن مجال السلوك الأخلاقي وسار في تأكيد هذا
الاتجاه أيضا الفيلسوف الألماني الكبير عمانوئيل كانط الذي انتهى الى القول بأن الخبرة الجمالية لا ترجع الى النشاط النظري الذي يقوم به الذهن والذي يحدد شروط المعرفة في علوم الرياضة والفيزياء كما لا ترجع الى النشاط العلمي الذي يحدد السلوك الأخلاقي المعتمد على الادارة ولكنه يرجع الى الشعور باللذة علم الجمال وفلسفة الفن الذي يستند على اللعب الحر بين الخيال والذهن .
وليس معنى ذلك أن مشكلات علم الجمال لم تدرس قبل ذلك التاريخ فالتفكير الفلسفي الذي عني بتعريف الجمال والفنون الجميلة كان موجودا منذ عصر سقراط وحتى قبله في اليونان .
وتعنى فلسفة الجمال بنظريات الفلاسفة وآرائهم في احساس الانسان بالجمال وحكمه به وابداعه في الفنون الجميلة كما تعنى بتفسير القيم الجمالية .
ولذلك لا يتم تفسير نظريات الجمال بغير الاشارة الى نظريات الفن وتاريخ الفنون على نحو ما تقتضي الفلسفة الأخلاقية البحث في دوافع السلوك وغاياته أو يقتضي المنطق البحث في تاريخ العلوم وطرق التفكير .
وتتميز فلسفة الجمال عند تناولها للفنون الجميلة وتاريخها بأنها لا تتناول آثارا ماضية بقدر ما تتناول العوامل والمؤثرات المكونة للوعي الجمالي عند الانسان , هذا الوعي الذي تكون على مدى العصور ذلك لأن لروائع الفن والأدب قيمة دائمة , ويترتب على ذلك أن يصبح البحث في تاريخ النظرية الجمالية بحثا في مكونات الوعي الجمالي عند الانسان ومظاهره المختلفة .
والجمال قد يدرك في الطبيعة كما يدرك في الفن ولكن ادراك الجمال الطبيعي لا يقتضي من الانسان تدريبا معينا فهو ادراك مباشر مثله مثل الادراك العادي للأشياء والموجودات ولكن حقيقة هذه الأشياء والموجودات تظهر بوضوح في علم الطبيعة أو الفيزياء وكذلك يدرب احساس الانسان بالجمال بواسطة الفن كما يدرب ادراكه للواقع بواسطة العلم .
فنحن نطمئن الى المعرفة العلمية عندما نحاول فهم حقيقة الأشياء الموجودة في الواقع وكذلك نطمئن الى الرؤية المدربة بالفن عندما نحاول تفسير الجمال .
وعلم الجمال المعاصر يخرج الموضوع الطبيعي من مجال النقد الفني لأنه ليس ثمرة الابتكار والابداع الفني فموضوعات الطبيعة كالزهور والبحار والطيور وان كانت تثير بهجة الانسان واعجابه , لا تكتسب قيمة جمالية الا من خلال الذوق الفني والرؤية المدربة التي تستخدمها مادة للتعبير الجميل .
اذن فمن خلال التعبير الفني يكتسب الجمال الطبيعي قيمة ويصبح موضوعا للتذوق الفني ولذلك يمكن ان يقال ان موضوع علم الجمال ليس هو الأشياء الجميلة التي ندركها مبشار بل هو أقرب الى أن يكون تفسير للتعبير الجميل عن الأاشياء سواء كانت طبيعية أو مستمدة من الحياة الانسانية .

بيانات الرواية:

الأسم: علم الجمال وفلسفة الفن
المؤلف: أميرة حلمي مطر
الناشر: دار التنوير الأولى للنشر
عدد الصفحات: 202
الحجم:  3 ميغا بايت
تحميل رواية : علم الجمال وفلسفة الفن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق