وراء كل عظيم فكرة تكون محور حياته، تبدأ بذورها الأولى منذ أيام الطفولة، ولا تكف بعد ذلك عن التشكل والنضج في كل مرحلة من مراحل حياته. وفي هذا الكتاب نستعرض طفولة نماذج مختلفة من عظماء التاريخ الانساني، وننبش معاً من هذه البذور التي تشكلت كل الأفكار العظيمة حتى ندرك أن الأفكار الانسانية قادرة على أن تحول كل الاحلام الصغيرة الى واقع حي
وضع عمرو طعامه على شاطئ النهر في المكان الذي يحبه , وجلس حتى ياكل , كان يحلو له الاستمتاع بالأكل وهو يحس بالهواء المنعش خاصة في الأيام الحارة التي تمر على مدينة " البصرة " كان الطعام جيدا فقد اشتغل عمرو طوال اليوم في سوق الوراقين ينسخ الكتب ويصححها حتى قبض الكثير من الدراهم , أنفقها كلها من اجل أن يحضر هذا الطعام وأن يجلس بجانب النهر هذه الجلسة ليريح جسده من تعب اليوم كله .
ولكن ما أن " بسمل " عمرو وحاول أن يضع أول لقمة في فمه حتى توقف امامه شيخ كبير السن وهو يقول في شفقة :
يا للفتى المسكين .. هكذا تجلس وحيدا وتتناول طعامك دون أن يؤنسك أحد .. ورفع عمرو وجهه كان الشيخ مهيبا تبدو عليه أمارات الاحترام .. وقال عمرو في تأدب :
تفضل معي
وبسرعة شديدة قفز الشيخ وأصبح جالسا في مواجهة عمرو والطعام بينهما وقال وهو يمصمص شفتيه :
صعبت علي يا مسكين أنا مشفق عليك لأنك وحيد هكذا .. تخيل أنك وأنت تأكل وقفت قطعة من الطعام في حلقك .. هيه ماذا كنت ستفعل من الذي ينقذك ؟
وبلع عمرو ريقه عندما تخيل أن الطعام يمكن أن يخنقه وقال مبررا وحدته :
انني .. انني لا أتناول غير لقيمات أمضغها مضغا جيدا .. وهتف الشيخ : خطا أكبر خطأ فالانسان لا يجب أن يضيع وقتا طويلا في الأكل ويجب عليه أن يكبر اللقمة حتى يستمتع بطعامه هكذا .
وقبض الرجل على لقمة كبيرة من الطعام وقطعة أكبر من اللحم ودسهما في فمه ليؤكد صحة كلامه .. وفي ثانية توقف عن الأكل كأنه فقط كان يريد بهذه التجربة أن يوضح كلماته وسأل عمرو باهتمام وبشفقة :
ماذا تفعل يا بني ؟
قال عمرو : انني أقوم بكل الأعمال تقريبا .. ولكني اليوم كنت أعمل ناسخا في سوق الوراقين ..
قال الأاعرابي : آه هذا هو اذن سبب جحوظ عينيك .. كنت أعتقد أنهما جاحظتان لأنني .. لأنني فقط تذوقت القليل من طعامك .
وأحس عمرو بالخجل من نفسه فهتف يقول للأعرابي :
كلا .. كلا يا سيدي أقسم لك أنني سعيد بجلوسك معي .. ولكن الأعرابي قال في جدية : دعني أتأكد .
ومد يده في حركة سريعة ونزع لقمة أكبر من الأولى وقطعة لحم أكبر دسهما في فمه .. ولم تمض ثانية حتى انزلق كل شيء داخل جوفه .. وربت الأعرابي على بطنه وهو يقول :
لقد ظلمتك يا فتى .. ان جحوظ عينيك ليست له أي صلة بي .. الآن فقط تأكدت .
وحسب عمرو أن هذه سوف تكون اللقمة الأخيرة .. ولكنه ظل متوجسا من الهجوم التالي للشيخ على الطعام ... وقال الشيخ وهو يحرك لسانه داخل فمه :
من أين اشتريت هذا الخبز واللحم ؟
قال عمرو في تردد وقد أدرك أن الشيخ يقوده الى فخ جديد :
من الحاتي الموجود في أول السوق .
المؤلف: محمد المنسى قنديل
الناشر: دار المعارف
عدد الصفحات: 133
الحجم: 1 ميغا بايت
تحميل الكتاب عظماء في طفولتهم
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايف
رابط تحميل فور شيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
عمرو بن الجاحظ " البخلاء لا يتركون شيئا "ولكن ما أن " بسمل " عمرو وحاول أن يضع أول لقمة في فمه حتى توقف امامه شيخ كبير السن وهو يقول في شفقة :
يا للفتى المسكين .. هكذا تجلس وحيدا وتتناول طعامك دون أن يؤنسك أحد .. ورفع عمرو وجهه كان الشيخ مهيبا تبدو عليه أمارات الاحترام .. وقال عمرو في تأدب :
تفضل معي
وبسرعة شديدة قفز الشيخ وأصبح جالسا في مواجهة عمرو والطعام بينهما وقال وهو يمصمص شفتيه :
صعبت علي يا مسكين أنا مشفق عليك لأنك وحيد هكذا .. تخيل أنك وأنت تأكل وقفت قطعة من الطعام في حلقك .. هيه ماذا كنت ستفعل من الذي ينقذك ؟
وبلع عمرو ريقه عندما تخيل أن الطعام يمكن أن يخنقه وقال مبررا وحدته :
انني .. انني لا أتناول غير لقيمات أمضغها مضغا جيدا .. وهتف الشيخ : خطا أكبر خطأ فالانسان لا يجب أن يضيع وقتا طويلا في الأكل ويجب عليه أن يكبر اللقمة حتى يستمتع بطعامه هكذا .
وقبض الرجل على لقمة كبيرة من الطعام وقطعة أكبر من اللحم ودسهما في فمه ليؤكد صحة كلامه .. وفي ثانية توقف عن الأكل كأنه فقط كان يريد بهذه التجربة أن يوضح كلماته وسأل عمرو باهتمام وبشفقة :
ماذا تفعل يا بني ؟
قال عمرو : انني أقوم بكل الأعمال تقريبا .. ولكني اليوم كنت أعمل ناسخا في سوق الوراقين ..
قال الأاعرابي : آه هذا هو اذن سبب جحوظ عينيك .. كنت أعتقد أنهما جاحظتان لأنني .. لأنني فقط تذوقت القليل من طعامك .
وأحس عمرو بالخجل من نفسه فهتف يقول للأعرابي :
كلا .. كلا يا سيدي أقسم لك أنني سعيد بجلوسك معي .. ولكن الأعرابي قال في جدية : دعني أتأكد .
ومد يده في حركة سريعة ونزع لقمة أكبر من الأولى وقطعة لحم أكبر دسهما في فمه .. ولم تمض ثانية حتى انزلق كل شيء داخل جوفه .. وربت الأعرابي على بطنه وهو يقول :
وحسب عمرو أن هذه سوف تكون اللقمة الأخيرة .. ولكنه ظل متوجسا من الهجوم التالي للشيخ على الطعام ... وقال الشيخ وهو يحرك لسانه داخل فمه :
من أين اشتريت هذا الخبز واللحم ؟
قال عمرو في تردد وقد أدرك أن الشيخ يقوده الى فخ جديد :
من الحاتي الموجود في أول السوق .
بيانات الكتاب
الأسم: عظماء في طفولتهمالمؤلف: محمد المنسى قنديل
الناشر: دار المعارف
عدد الصفحات: 133
الحجم: 1 ميغا بايت
تحميل الكتاب عظماء في طفولتهم
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق