يدور الكتاب في فلك التحليل النفسي للرؤساء الأربعة (بن علي- مبارك- القذافي- صالح) وقد تحدث في البداية عنهم مجتمعين ثم أفرد لكل منهم فصلا خاصا..
عندما نزل آلاف التونسيين في أواخر كانون الأول / ديسمبر إلى الشوارع مطالبين بتنحي الرئيس زين العابدين بن علي و تمهيد الطريق لإقامة نظام ديمقراطي جديد شهق العالم غير مصدق و خشي الاشخاص الموجودون في أعلى مراتب الحكم من الأسوأ . بيد أن ثورة الياسمين نجحت – و لو دفعت ثمن ذلك بعض الخسائر في الأرواح التي سقطت برصاص النظام – و اضطر النظام التسلطي الذي حكم لعقود إلى الخضوع و الفسح في المجال لحكومة انتقالية تشرف على الانتخابات المؤدية إلى أول برلمان ينتخب ديمقراطيا و حكومة منذ أكثر من نصف قرن .
اعطت سابقة تونس دفعة لمواطني مصر فأطلقوا ثورتهم بعد اسابيع من التعبئة السياسية و نجحوا في اسقاط نظام حسني مبارك (( آخر الفراعنة )) . و سرعان ما انضم اليمن و ليبيا إلى الثورة العربية و انلطقت الاحتجاجات حتى في الممالك و الامارات و المشيخات المتجذرة في الاردن و الخليج العربي .
حددت و على نطاق واسع الدوافع الاقتصادية – الاجتماعية لمثل هذه الانتفاضات الدراماتيكية في أنحاء العالم العربي على أنها : معدل البطالة المرتفع و خصوصا في أوساط الشباب الذين يشكلون غالبية السكان و الفجوة الاخذة في الاتساع بين الاغنياء جدا – أولئك الذين استفادوا من فساد الانظمة المستبدة و اقتصاداتها التي تدار بأسلوب المافيا – و الفقراء جدا – و بعضهم يعيش في مصر بأقل من دولارين امريكيين في اليوم و الحكم الديكتاتوري الذي استمر لعقود مع قوانين طوارئ تسمح بالتوقيفات الاعتباطية و بالاعتقالات الطويلة من دون اصدار اتهامات و تعذيب السجناء السياسيين الذين تقدر اعدادهم بعشرات الالاف و إلى ما هنالك .
سادت الاوضاع البائسة لعقود من دون أن تواجه بمعارضة جدية . ثم فجأة – أو هكذا بدا للمراقبين و لأجهزة الاستخبارات الأجنبية التي لم تقم بعملها – نزل الناس إلى الشوارع . و الحقيقة هي أن الأمر لم يحصل على هذا النحو الفجائي . فحركات المعارضة في تونس و مصر أو سواهما لم تكف قط عن الوجود بالرغم من تعرضها للقمع الوحشي و تمكنت بفضل مناورتها داخل تخوم الدولة البوليسية من الابقاء على اتصالها بالافراد الذين يتوافقون في الرأي و بالمجموعات المنظمة في شبكات فضفاضة . ظهرت تنظميات المجتمع المدني في تونس و ازدهرت مستفيدة من حملة العلاقات العامة التي قام بها بن علي بغية اقناع الغرب بانه في طور تحرير بلاده سياسيا . و وفرت هذه الاتحادات بالرغم من انه لا تمارس أي سلطة سياسية وسائل تجمع المواطينين في شبكة اجتماعية شكلت في ما بعد الطاقة التنظيمية للثورة .
انتقلت مجموعات المعارضة في مصر على مدى عشرة أعوام إلى أي ساحة تتوافر لها . و إذا صح أن الثورة التي اندلعت في كانون الثاني / يناير قد حركتها الاحداث في تونس فإن الصحيح أيضا هو انه سبق للمعارضة المصرية أن سرعت في تنظيم نفسها بالفعل منذ عام 2000 . و ادت الانتفاضة الفلسطينية الثانية و حرب العراق إلى تظاهرات في جامعة القاهرة ما بين 2000 و 2004 و شهدت السنة التالية تزويرا كبيرا في الانتخابات البرلمانية .
المؤلف : موريال ميراك
الناشر : شركة المطبوعات للتوزيع و النشر
عدد الصفحات : 148
الحجم : 4.5 ميجا
تحميل كتاب مهووسون في السلطة
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
عندما نزل آلاف التونسيين في أواخر كانون الأول / ديسمبر إلى الشوارع مطالبين بتنحي الرئيس زين العابدين بن علي و تمهيد الطريق لإقامة نظام
اعطت سابقة تونس دفعة لمواطني مصر فأطلقوا ثورتهم بعد اسابيع من التعبئة السياسية و نجحوا في اسقاط نظام حسني مبارك (( آخر الفراعنة )) . و سرعان ما انضم اليمن و ليبيا إلى الثورة العربية و انلطقت الاحتجاجات حتى في الممالك و الامارات و المشيخات المتجذرة في الاردن و الخليج العربي .
حددت و على نطاق واسع الدوافع الاقتصادية – الاجتماعية لمثل هذه الانتفاضات الدراماتيكية في أنحاء العالم العربي على أنها : معدل البطالة المرتفع و خصوصا في أوساط الشباب الذين يشكلون غالبية السكان و الفجوة الاخذة في الاتساع بين الاغنياء جدا – أولئك الذين استفادوا من فساد الانظمة المستبدة و اقتصاداتها التي تدار بأسلوب المافيا – و الفقراء جدا – و بعضهم يعيش في مصر بأقل من دولارين امريكيين في اليوم و الحكم الديكتاتوري الذي استمر لعقود مع قوانين طوارئ تسمح بالتوقيفات الاعتباطية و بالاعتقالات الطويلة من دون اصدار اتهامات و تعذيب السجناء السياسيين الذين تقدر اعدادهم بعشرات الالاف و إلى ما هنالك .
سادت الاوضاع البائسة لعقود من دون أن تواجه بمعارضة جدية . ثم فجأة – أو هكذا بدا للمراقبين و لأجهزة الاستخبارات الأجنبية التي لم تقم بعملها – نزل الناس إلى الشوارع . و الحقيقة هي أن الأمر لم يحصل على هذا النحو الفجائي . فحركات المعارضة في تونس و مصر أو سواهما لم تكف قط عن الوجود بالرغم من تعرضها للقمع الوحشي و تمكنت بفضل مناورتها داخل تخوم الدولة البوليسية من الابقاء على اتصالها بالافراد الذين يتوافقون في الرأي و بالمجموعات المنظمة في شبكات فضفاضة . ظهرت تنظميات المجتمع المدني في تونس و ازدهرت مستفيدة من حملة العلاقات العامة التي قام بها بن علي بغية اقناع الغرب بانه في طور تحرير بلاده سياسيا . و وفرت هذه الاتحادات بالرغم من انه لا تمارس أي سلطة سياسية وسائل تجمع المواطينين في شبكة اجتماعية شكلت في ما بعد الطاقة التنظيمية للثورة .
بيانات الكتاب
الاسم : مهووسون في السلطةالمؤلف : موريال ميراك
الناشر : شركة المطبوعات للتوزيع و النشر
عدد الصفحات : 148
الحجم : 4.5 ميجا
تحميل كتاب مهووسون في السلطة
روابط تحميل كتاب مهووسون في السلطة
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق