الأحد، 14 ديسمبر 2014

مهووسون في السلطة لـ موريال ميراك

يدور الكتاب في فلك التحليل النفسي للرؤساء الأربعة (بن علي- مبارك- القذافي- صالح) وقد تحدث في البداية عنهم مجتمعين ثم أفرد لكل منهم فصلا خاصا..

مقدمة


عندما نزل آلاف التونسيين في أواخر كانون الأول / ديسمبر إلى الشوارع مطالبين بتنحي الرئيس زين العابدين بن علي و تمهيد الطريق لإقامة نظام
ديمقراطي جديد شهق العالم غير مصدق و خشي الاشخاص الموجودون في أعلى مراتب الحكم من الأسوأ . بيد أن ثورة الياسمين نجحت – و لو دفعت ثمن ذلك بعض الخسائر في الأرواح التي سقطت برصاص النظام – و اضطر النظام التسلطي الذي حكم لعقود إلى الخضوع و الفسح في المجال لحكومة انتقالية تشرف على الانتخابات المؤدية إلى أول برلمان ينتخب ديمقراطيا و حكومة منذ أكثر من نصف قرن .
مهووسون بالسلطة اعطت سابقة تونس دفعة لمواطني مصر فأطلقوا ثورتهم بعد اسابيع من التعبئة السياسية و نجحوا في اسقاط نظام حسني مبارك (( آخر الفراعنة )) . و سرعان ما انضم اليمن و ليبيا إلى الثورة العربية و انلطقت الاحتجاجات حتى في الممالك و الامارات و المشيخات المتجذرة في الاردن و الخليج العربي .
حددت و على نطاق واسع الدوافع الاقتصادية – الاجتماعية لمثل هذه الانتفاضات الدراماتيكية في أنحاء العالم العربي على أنها : معدل البطالة المرتفع و خصوصا في أوساط الشباب الذين يشكلون غالبية السكان و الفجوة الاخذة في الاتساع بين الاغنياء جدا – أولئك الذين استفادوا من فساد الانظمة المستبدة و اقتصاداتها التي تدار بأسلوب المافيا – و الفقراء جدا – و بعضهم يعيش في مصر بأقل من دولارين امريكيين في اليوم و الحكم الديكتاتوري الذي استمر لعقود مع قوانين طوارئ تسمح بالتوقيفات الاعتباطية و بالاعتقالات الطويلة من دون اصدار اتهامات و تعذيب السجناء السياسيين الذين تقدر اعدادهم بعشرات الالاف و إلى ما هنالك .
سادت الاوضاع البائسة لعقود من دون أن تواجه بمعارضة جدية . ثم فجأة – أو هكذا بدا للمراقبين و لأجهزة الاستخبارات الأجنبية التي لم تقم بعملها – نزل الناس إلى الشوارع . و الحقيقة هي أن الأمر لم يحصل على هذا النحو الفجائي . فحركات المعارضة في تونس و مصر أو سواهما لم تكف قط عن الوجود بالرغم من تعرضها للقمع الوحشي و تمكنت بفضل مناورتها داخل تخوم الدولة البوليسية من الابقاء على اتصالها بالافراد الذين يتوافقون في الرأي و بالمجموعات المنظمة في شبكات فضفاضة . ظهرت تنظميات المجتمع المدني في تونس و ازدهرت مستفيدة من حملة العلاقات العامة التي قام بها بن علي بغية اقناع الغرب بانه في طور تحرير بلاده سياسيا . و وفرت هذه الاتحادات بالرغم من انه لا تمارس أي سلطة سياسية وسائل تجمع المواطينين في شبكة اجتماعية شكلت في ما بعد الطاقة التنظيمية للثورة .
انتقلت مجموعات المعارضة في مصر على مدى عشرة أعوام إلى أي ساحة تتوافر لها . و إذا صح أن الثورة التي اندلعت في كانون الثاني / يناير قد حركتها الاحداث في تونس فإن الصحيح أيضا هو انه سبق للمعارضة المصرية أن سرعت في تنظيم نفسها بالفعل منذ عام 2000 . و ادت الانتفاضة الفلسطينية الثانية و حرب العراق إلى تظاهرات في جامعة القاهرة ما بين 2000 و 2004 و شهدت السنة التالية تزويرا كبيرا في الانتخابات البرلمانية .

بيانات الكتاب

الاسم : مهووسون في السلطة
المؤلف : موريال ميراك
الناشر : شركة المطبوعات للتوزيع و النشر
عدد الصفحات : 148
الحجم : 4.5 ميجا
تحميل كتاب مهووسون في السلطة

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق