الجمعة، 5 ديسمبر 2014

أدباء ومواقف لـ رجاء النقاش


الكتاب دراسة لبعض الأدباء وشخصياتهم, نقد لأعمالهم وعرض لمواقف من حياتهم, يتحدث في موضوعات كثيرة مختلفة

مقدمة

محامي العباقرة

أطلق بعض النقاد على العقاد اسم : " محامي العباقرة " وأطلق عليه سعد زغلول اسم الكاتب الجبار .
وكان العقاد في شبابه الأول يشتغل بالتدريس فأطلق عليه تلاميذه اسم " الكاهن حرحور " وهو اسم كاهن مصري قديم جمع في صورة قوية بين السلطة الدينية والسلطة الروحية .
أدباء ومواقف وهكذا كان العقاد دائما يغري الذين يعرفونه ويتصلون به بالبحث عن اسم لو صفة خاصة ويرجع ذلك بدون جدال الى أنه شخصية ممتازة متفردة وكانوا يشعرون بهذا الامتياز والتفرد منذ اللحظات الأولى للاتصال به , وأخطر من ذلك أنه هو نفسه كان يشعر بهذا الامتياز والتفرد في شخصيته منذ طفولته الأولى حتى نهاية حياته .
فمن القصص التي تروى عنه أنه رفض وهو تلميذ صغير أن يلبس البنطلون القصير لأنه كان يشعر بأهميته ورجولته المبكرة .
ومن القصص التي تروى عنه أيضا أنه وهو تلميذ في المدرسة الابتدائية كتب موضوعا انشائيا يفضل فيه الحرب على السلام .
وقد قرأ الشيخ محمد عبده هذا الموضوع عندما عرضه عليه مدرس العقاد وكان فيما يبدو على صلة بالشيخ فتنبأ محمد عبده بأن صاحب موضوع الانشاء " الشاذ " سوف يصبح كاتبا في : يوم من الأيام .
كل ذلك يكشف أنه منذ البداية متفرد وممتاز بصورة تلفت الأنظار ولذلك كانت أنسب صفة يمكن أن تطلق على العقاد وأكثرها انطباعا عن شخصيته هي أنه محامي العباقرة .
فايمانه بموهبته الخاصة وامتيازه جعله محبا للعباقرة عاشقا لهم , يدافع بجرأة وحماس وعقل نفاذ . وبعض النقاد ينظرون الى عبقريات العقاد على أنها لون التاريخ ويأخذون عليه بعض المآخذ في ضوء هذا المقياس ولكن الحقيقة العقاد في عبقرياته أقرب الى الفنان منه الى المؤرخ , واذا استطعنا مثلا أن نضع كتاب " حياة محمد " للدكتور محمد حسن هيكل في باب التاريخ فاننا يجب أن نضع " عبقرية محمد " للعقاد في باب الأدب , فالموقف الذي يأخذه العقاد من محمد الاعجاب ولكنه ليس اعجابا أبله , انه جاء اعجاب ذكي حساس وهو اعجاب رجل واسع الثقافة متنوع المعرفة لذلك جاء الكتاب أشبه بقصيدة جميلة على عبقرية محمد ...انني أتصور هذا الكتاب قصيدة " ملحمية " عن النبي وهي قصيدة تتكون من مقاطع متعددة هي فصول الكتاب .
انه يتغنى بعبقرية النبي لكنه ليس غناء المتصوفين مثلما فعل البوصيري في قصيدته البردة , ولكنه غناء فنان عصري ممتاز العقل ملم بأطراف واسعة من الثقافة الانسانية , وهذه الثقافة تخدم موقفه الوجداني ولكن هذا الموقف الوجداني هو الأساس في نظرته الى العبقرية .
وهذا هو موقفه في النظر الى مختلف العباقرة الذين صرف معظم جهوده في الكتابة عنهم .
ومما يدل على ذلك أنه يعتقد أن العباقرة الذين يتحدث عنهم لا يعرفون الضعف ولا يقعون في الخطأ وليس هذا موقف يمكن أن يقفه المؤرخ بحال من الأحوال .

فالمؤرخ يدرس الوقائع ويمحصها ويرفض ما لا يقبله العقل منها والمؤرخ يمكن أن يدين الأشخاص الذين يستحقون الادانة حتى ولو كانوا عباقرة .
ولكن العقاد لا يدين عباقرته أبدا انه معجب بهم وشديد الفتنة حتى في المواقف التي تلوح للآخرين خطأ .

بيانات الكتاب

الأسم: أدباء ومواقف
المؤلف: رجاء النقاش
الناشر:  المكتبة العصرية
عدد الصفحات: 257
الحجم:  3 ميغا بايت
تحميل كتاب أدباء ومواقف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق