الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

الذات تصف نفسها لـ جوديث بتلر

قدّمت جوديث بتلر، أستاذة البلاغة والدراسات المقارنة في جامعة كاليفورنيا/بيركلي، فصول هذا الكتاب لأول في ربيع عام 2002م، فضمن برنامج محاضرات سيبنوزا في قسم الفلسفة في جامعة أمستردام. وهو أول كتاب كامل من كتبها يُترجم إلى العربية. تهدف ترجمته إلى تقديم إ هذه الفيلسوفة المرموقة لقراء العربية لأهميتها وقدرتها على إغناء حواراتنا المختلفة باستبصارات عميقة مبتكر

مقدمة



قدمت جوديث بتلر استاذة البلاغة و الدراسات المقارنة في جامعة كاليفورنيا / بيركلي فصول هذا الكتاب لأول مرة في ربيع 2002 ضمن برنامج محاضرات سبينوزا في قسم الفلسفة في جامعة امستردام . و هو اول كتاب كامل من كتبها يترجم الى العربية . تهدف ترجمته الى تقديم هذه الفيلسوفة المرموقة لقراء العربية لأهميتها و قدرتها على اغناء حواراتنا المختلفة باستبصارات عميقة مبتكرة لكن الهدف الاهم هو طرح موضوع الكتاب و سؤاله الحيوي و اعني به حاجتنا الى تأمل تجاربنا الذاتية لا بوصفها حدثا شخصيا بل واقعة مشتبكة اشتباك تأثر و تأثير و تشكل و تشكيل مع الذات تصف نفسها التجربة الاخلاقية و التاريخية المحتدمة التي نعد جميعا شهودا عليها . و لن تكون مساهمة هذا الكتاب في مشاغلنا مبسطة محصورة بالسطح الخارجي بل هي بحث فلسفي معمق و غزير باحالاته ( الى نيتشه و هيغل و فوكو و ادورنو و ليفيناس ) و بمحاولته التقاط مفاصل عسيرة في علاقة الذات مع بيئتها المعيارية و التاريخية .
 تثار في سياقه اسئلة عديدة عن طبيعة تكون الذات و علاقة هذا التكون بالاخلاق من منظور فلسفة الاخلاق و بمفهوم المسؤولية و هنالك انشغال متواصل باستكشاف العلاقة الملتبسة بين السرد الذي تصف به الذات نفسها ( في موقف الحاكم و المحكوم و السيرة الذاتية و التحليل النفسي ) و بين سيرة الذات التي تكتنفها عتمة محتومة تتحدى الوصف و السرد .

ينقسم الكتاب الى ثلاثة فصول مطولة تمثل ثلاث خطوات محسوبة بعناية نحو استنتاجاته المبتكرة . تستقصي بتلر في الفصل الاول " وصف الذات " الطرق المتاحة امام الذات لتقديم وصف لنفسها لكنها تدرك منذ البداية ان هذا الوصف مشتبك بعرى وثيقة مع سؤال الفلسفة الخلقية و اطاره الاجتماعي المعاصر . تنطلق ابتداء من تحليل ادورنو للعنف الاخلاقي الذي ينجم عن خلل يصيب العلاقة بين الذات و حاضنتها القيمية الاجتماعية يدفع الاخيرة الى الضغط و الاكراه لفرض تعاليمها . لكن ادورنو لا يوفر لبتلر ما تحتاج اليه من تأسيس لمفهوم الاعتراف أي تقرير من يحق له ان يعد ذاتا و حدود الذاتية . ما يهمنا هنا " مشاهد المخاطبة " أي مواقع التفاوض مع الذوات الاخرى و مع النظام الاجتماعي المحيط بالذات و مع نظام العدالة السائد و الطريقة التي تشكل بها هذه المشاهد الذات . و هي لا تتفق مع رأي نيتشه في ان توجيه الاتهام و التهديد بالعقوبة هما اداتان لتنشئة الاحساس بالذات ذلك لأنه يهمل المواقف التحاورية الاخرى التي تقدم فيها الذات وصفها لنفسها خارج نطاق العلاقة القانونية و القضائية . تخاطب الذات الاخر و تتلقي خطابه و هذا الانفتاح على الاخر هو السبب في ان تشكيل الذات عملية لا تقع كلها في متناول الذات و برغبتها ، بل هي اجتماع عوامل متنوعة تتسبب في وجود عتمة يصعب النفاذ اليها محكومة بالعلائقية و معتمدة على الخارج . و هي العتمة التي تصدر عنها و تتجه اليها علاقاتنا الاخلاقية و التزاماتنا .

بيانات الكتاب

الاسم : الذات تصف نفسها
المؤلف : جوديث بتلر
الناشر : التنوير للطباعة و النشر و التوزيع
عدد الصفحات : 240
الحجم : 3 ميجا
تحميل كتاب الذات تصف نفسها

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق