تخيل الكاتب أن الاسكندر ربما دفع في يوم من الأيام وفي أشد حالات المرض والحيرة إلى كتابة مذكّرات شخصيّة قد يعود إليها وحده وهي في جميع الحالات غير معدّة لأن يطّلع عليها غيره. وادّعى نسطور ماتساس أنّه عثر أثناء زيارته لأطلال مدينة بابل على مخطوط للإسكندر أهداه إياه حارس المدينة .
مقدمة
كتبت هذا الكتاب لمتعتي الشخصية و لهوى في نفسي . و أن جميع ما يؤلف المؤلفون صادر عن نفس الوازع و هو وازع المتعة التي يرجوها الكاتب من
تأليف الكتاب . و مع ذلك تبرز – في بعض الحالات إن لم تكن في جميعها – نية خفية تهدف إلى جلب عناية قراء الكتاب و اهتمام النقاد و المختصين – سواء أكانوا أكفاء أم لا – و تعتمد تصورا مسبقا لما قد تصدره الأجيال القادمة من أحكام مؤيدة للكتاب أو مفندة له . فالغالب على ذهن الكاتب إذا كتب و مرجعه الأساسي ما يتوقعه من ردود فعل الأجيال القادمة فيتحول تأليفه إلى عمل فيه إرهاص و قهر لأنه يتساءل دائما عن معاملة تلك الأجيال لكتابه و هل يسمح رجال الغد لبعض صفحاته أن تبقى محل اهتمامهم .
أني أخاطبكم بصدق و بوضوح لم يحملني على التفكير في وضع هذا الكتاب ثم تحريره أي دافع من تلك الدوافع بل كنت مصرا على تأليفه لأنه صادف هوى في نفسي و كان يعود بي إلى حدث مثير من أحداث طفولتي هز مشاعري .
كان عمري ست سنوات و إذا بأبي يكشف لي عن شخصية الاسكندر العظيم و هو يعلق على رسوم ثيوفيلوس التي أرانيها بجبل بيليون . فأضفت تعليقاته على صورة الاسكندر بعدا أسطوريا . كنت اتصوره سبعا و إلها في نفس الوقت و بنفس القدر لأنه لم يكن يخيفه أي شيء و لأنه كان قادرا بمحض قوته على القيام بأعمال جليلة حتى بخوارق البطولات .
و إن ذلك الشعور الذي سرعان ما تحول إلى خشوع أمام شخصية عظيمة اجهل اغوارها قد صاحبني إلى سن المراهقة و بالضبط إلى اليوم الذي اكتشفت فيه أثناء زيارة قسطنطينية (( الاسكندر الآخر )) في صورة تمثال نصفي للاسكندر معروض في المتحف الاثري للمدينة يعود نحته إلى القرن الثاني قبل الميلاد .
ذلك التمثال على غرار الرسوم التي شاهدتها مع أبي يبرز فرط جمال الاسكندر . و قد صوره بشعره الكثيف المجعد و عنقه المستوي الذي يعلوه رأس رائع الحسن و مائل دائما إلى اليسار . و لكن رغم السكون الذي كلن يوحي به المرمر الذي نحت فيه التمثال فان نظرته تكشف عن حيرة عميقة أو بالاحرى عن حزن دفين . و أن جبينه الذي خط فيه غضنان عميقان يوحي بألم دفين تبدو ملامحه في قسمات وجهه . أضف إلى ذلك أن حاجبيه يشعران بتقطب خفي يؤكد الانقباض الذي كان يبدو على وجهه ذلك الانقباض الذي طغي عليه منذ عهد بعيد لاسباب فائقة الخطورة .
ما كنت اعلم أن هذه الرؤية للتمثال المرمري الذي يمثل الاسكندر العظيم كانت رؤية خاصة بي أم هل أن الفنان الذي نحت تلك الصورة قد كان يريد ايحاء تلك المشاعر .
و على كل فرؤيتي لم تتغير على مر السنين . و تأكدت من ذلك بعد عشرين سنة عندما كنت بصدد إعداد شريط سينمائي وثائقي و سلكت عمدا طريق فتوحات الاسكندر و زرت من جديد القسطنطينية و سمعت مرة أخرى شكواه و استرعى انتباهي جبينه الذي خط في غضنان عميقان و وجهه الذي تعلوه الحيرة .
المؤلف : ماتساس
الناشر : الشركة التونسية للتوزيع
عدد الصفحات : 179
الحجم : 5 ميجا
تحميل كتاب مذاكرات الاسكندر الكبير
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
كتبت هذا الكتاب لمتعتي الشخصية و لهوى في نفسي . و أن جميع ما يؤلف المؤلفون صادر عن نفس الوازع و هو وازع المتعة التي يرجوها الكاتب من
تأليف الكتاب . و مع ذلك تبرز – في بعض الحالات إن لم تكن في جميعها – نية خفية تهدف إلى جلب عناية قراء الكتاب و اهتمام النقاد و المختصين – سواء أكانوا أكفاء أم لا – و تعتمد تصورا مسبقا لما قد تصدره الأجيال القادمة من أحكام مؤيدة للكتاب أو مفندة له . فالغالب على ذهن الكاتب إذا كتب و مرجعه الأساسي ما يتوقعه من ردود فعل الأجيال القادمة فيتحول تأليفه إلى عمل فيه إرهاص و قهر لأنه يتساءل دائما عن معاملة تلك الأجيال لكتابه و هل يسمح رجال الغد لبعض صفحاته أن تبقى محل اهتمامهم .
أني أخاطبكم بصدق و بوضوح لم يحملني على التفكير في وضع هذا الكتاب ثم تحريره أي دافع من تلك الدوافع بل كنت مصرا على تأليفه لأنه صادف هوى في نفسي و كان يعود بي إلى حدث مثير من أحداث طفولتي هز مشاعري .
كان عمري ست سنوات و إذا بأبي يكشف لي عن شخصية الاسكندر العظيم و هو يعلق على رسوم ثيوفيلوس التي أرانيها بجبل بيليون . فأضفت تعليقاته على صورة الاسكندر بعدا أسطوريا . كنت اتصوره سبعا و إلها في نفس الوقت و بنفس القدر لأنه لم يكن يخيفه أي شيء و لأنه كان قادرا بمحض قوته على القيام بأعمال جليلة حتى بخوارق البطولات .
و إن ذلك الشعور الذي سرعان ما تحول إلى خشوع أمام شخصية عظيمة اجهل اغوارها قد صاحبني إلى سن المراهقة و بالضبط إلى اليوم الذي اكتشفت فيه أثناء زيارة قسطنطينية (( الاسكندر الآخر )) في صورة تمثال نصفي للاسكندر معروض في المتحف الاثري للمدينة يعود نحته إلى القرن الثاني قبل الميلاد .
ذلك التمثال على غرار الرسوم التي شاهدتها مع أبي يبرز فرط جمال الاسكندر . و قد صوره بشعره الكثيف المجعد و عنقه المستوي الذي يعلوه رأس رائع الحسن و مائل دائما إلى اليسار . و لكن رغم السكون الذي كلن يوحي به المرمر الذي نحت فيه التمثال فان نظرته تكشف عن حيرة عميقة أو بالاحرى عن حزن دفين . و أن جبينه الذي خط فيه غضنان عميقان يوحي بألم دفين تبدو ملامحه في قسمات وجهه . أضف إلى ذلك أن حاجبيه يشعران بتقطب خفي يؤكد الانقباض الذي كان يبدو على وجهه ذلك الانقباض الذي طغي عليه منذ عهد بعيد لاسباب فائقة الخطورة .
ما كنت اعلم أن هذه الرؤية للتمثال المرمري الذي يمثل الاسكندر العظيم كانت رؤية خاصة بي أم هل أن الفنان الذي نحت تلك الصورة قد كان يريد ايحاء تلك المشاعر .
بيانات الكتاب
الاسم : مذكرات الاسكندر الكبيرالمؤلف : ماتساس
الناشر : الشركة التونسية للتوزيع
عدد الصفحات : 179
الحجم : 5 ميجا
تحميل كتاب مذاكرات الاسكندر الكبير
روابط تحميل كتاب مذكرات الاسكندر الكبير
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق