الكتاب سيرة ذاتية لكاتبها أحمد عبد العال الزقم، عن رحلة حياته منذ لحظات الميلاد والطفولة والمعاناة مع التعليم، وحياته الدراسية بالأزهر، ونشاطه السياسي في جماعة الاخوان المسلمين خلال الأربعينيات مع القرن العشرين، وذكرياته عن مرحلة الصدام مع النظامين الملكي والجمهوري، ورحلته بين السجون والمعتقلات، وقصة ارتباطه بالحزب الشيوعي، ووقفة لمراجعة مرحلة السادات وحصاد العمر.
فوق ذروة العمر قبل الستين وخوفا من أن تدهمني المنية وتعصف بالذكريات التي من خلاصتها نسجت معارف وأقمت بنيان فكري , رأى الكثيرون من أحبابي أن يدفعوني دفعا الى تسجيل تجاربي مع أشواق الحياة ومتاعبها زاعمين أن في هذه التجارب والمتاعب بعض الزاد للأبناء وأبناء الأبناء من بعدنا .
ولكنني ترددت تردد المشفق من الوقوع في أسر الذات , ذلك لأن أسر الذات يوقع في الخطأ ويجر في أحيان كثيرة الى تشويه الحقائق أو تجاهلها الأمر الذي يضر أكثر مما يفيد .
وظللت تحت تأثير هذا التردد عدة أعوام الى أن التقيت مؤخرا بصديق لم أنعم برؤيته منذ أكثر من خمسة وثلاثين سنة , عندئذ اذكرني هذا الصديق بعض ما كنت قد نسيته من الأحداث ذات الدلالة والقيمة , وعجبت منه لأنه ذكر هذه الأحداث بتفاصيلها ومواقعها من الزمان والمكان وكأنها حدثت أمس .
أو منذ ساعة !! وهنا وجدتني أطلب منه تسجيل ذكرياته ما دام يتمتع بهذه الذاكرة الواعية , ووجدت صدى الحاح زملائي وأحبائي لكي أقوم بنفس العمل الذي أطلبه منه يرن في أذني , ومن ثم دخلت في مقارنة بين ذكرياته وذكرياتي .
انه واحد من ذوي الطموح الأذكياء شب معي وشببت معه أعرف عنه أنه عند الخطوات الأولى من التجارب المضنية تعثرت قدماه وخشى أن يستمر مع صبوات الشوق الى الآمال المتعبة فآثر السلامة والعيش كما يعيش آحاد الناس جد في تحصيل العلم كأحسن ما يكون الجد , ثم انهمك في تحصيل الرزق كأقوى ما يكون الانهماك , تزوج وأنجب وربى أبناءه , ولم يعد لخطوات التجربة القديمة المضنية من أثر عليه سوى الاعتزاز بها كذكرى , مجرد ذكرى !!
أما أنا فقد اندفعت مع الخطوات الأولى من التجارب المضنية الى خطوات أبعد وأبعد , وظللت أخرج من تجربة لكي ادخل في تجربة أخرى أشد منها وأحد .
واستمر بي الحال على هذا المنوال منذ بواكير الشباب حتى مشارف الشيخوخة لم أحصل من نشب الرزق غير ما يقيم لأولادي رغم شيخوختي أطفال :
لكن تنوع الدروب التي سلكتها وتعدد المعارف التي حصلتها وعمق المشاعر التي اربطت بها مع الحياة قد جعلت الوصف الذي يؤثرني به الكثيرون وصف " الغريب " !!
ترى لو انني سجلت أسباب هذا الوصف هل اكون مغنيا ؟ ثم لو فرض واستجاب صديقي الذي طلبت منه ألا تكون ذكرياته أخف وألطف عند من يقرؤه ؟ ما للقراء وذكرياتي المتعبة والمرعبة اذا صح هذا التعبير ؟
تساؤلات وتساؤلات كثيرة أخذت تنهال علي وأنا أقرن بين ذكرياتي وذكريات صديقي وخيل الى أنني لو استرسلت معها فانها لن تنتهي الا بنهاية العمر مهما امتد به الطول !!
وما هي الا اشارة عابرة بعد ذلك من بعض الأحباب حتى أذن الله لي أن أقدم على الاستجابة للذي ترددت طويلا قبل أن أستجيب له فنحيت تلك التساؤلات عن طريقي بعد أن كادت تحملني على النكوص عما تهيأت للدخول فيه .
المؤلف: احمد عبد العال
الناشر: العلم والايمان للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 272 صفحة
الحجم: 5 ميجا بايت
تحميل كتاب من الاخوان المسلمين الى الشيوعية وحوار مع الجماعات الاسلامية
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
فوق ذروة العمر قبل الستين وخوفا من أن تدهمني المنية وتعصف بالذكريات التي من خلاصتها نسجت معارف وأقمت بنيان فكري , رأى الكثيرون من أحبابي
ولكنني ترددت تردد المشفق من الوقوع في أسر الذات , ذلك لأن أسر الذات يوقع في الخطأ ويجر في أحيان كثيرة الى تشويه الحقائق أو تجاهلها الأمر الذي يضر أكثر مما يفيد .
وظللت تحت تأثير هذا التردد عدة أعوام الى أن التقيت مؤخرا بصديق لم أنعم برؤيته منذ أكثر من خمسة وثلاثين سنة , عندئذ اذكرني هذا الصديق بعض ما كنت قد نسيته من الأحداث ذات الدلالة والقيمة , وعجبت منه لأنه ذكر هذه الأحداث بتفاصيلها ومواقعها من الزمان والمكان وكأنها حدثت أمس . أو منذ ساعة !! وهنا وجدتني أطلب منه تسجيل ذكرياته ما دام يتمتع بهذه الذاكرة الواعية , ووجدت صدى الحاح زملائي وأحبائي لكي أقوم بنفس العمل الذي أطلبه منه يرن في أذني , ومن ثم دخلت في مقارنة بين ذكرياته وذكرياتي .
انه واحد من ذوي الطموح الأذكياء شب معي وشببت معه أعرف عنه أنه عند الخطوات الأولى من التجارب المضنية تعثرت قدماه وخشى أن يستمر مع صبوات الشوق الى الآمال المتعبة فآثر السلامة والعيش كما يعيش آحاد الناس جد في تحصيل العلم كأحسن ما يكون الجد , ثم انهمك في تحصيل الرزق كأقوى ما يكون الانهماك , تزوج وأنجب وربى أبناءه , ولم يعد لخطوات التجربة القديمة المضنية من أثر عليه سوى الاعتزاز بها كذكرى , مجرد ذكرى !!
أما أنا فقد اندفعت مع الخطوات الأولى من التجارب المضنية الى خطوات أبعد وأبعد , وظللت أخرج من تجربة لكي ادخل في تجربة أخرى أشد منها وأحد .
واستمر بي الحال على هذا المنوال منذ بواكير الشباب حتى مشارف الشيخوخة لم أحصل من نشب الرزق غير ما يقيم لأولادي رغم شيخوختي أطفال :
لكن تنوع الدروب التي سلكتها وتعدد المعارف التي حصلتها وعمق المشاعر التي اربطت بها مع الحياة قد جعلت الوصف الذي يؤثرني به الكثيرون وصف " الغريب " !!
ترى لو انني سجلت أسباب هذا الوصف هل اكون مغنيا ؟ ثم لو فرض واستجاب صديقي الذي طلبت منه ألا تكون ذكرياته أخف وألطف عند من يقرؤه ؟ ما للقراء وذكرياتي المتعبة والمرعبة اذا صح هذا التعبير ؟
وما هي الا اشارة عابرة بعد ذلك من بعض الأحباب حتى أذن الله لي أن أقدم على الاستجابة للذي ترددت طويلا قبل أن أستجيب له فنحيت تلك التساؤلات عن طريقي بعد أن كادت تحملني على النكوص عما تهيأت للدخول فيه .
بيانات الكتاب :
الأسم: من الاخوان المسلمين الى الشيوعية وحوار مع الجماعات الاسلاميةالمؤلف: احمد عبد العال
الناشر: العلم والايمان للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 272 صفحة
الحجم: 5 ميجا بايت
تحميل كتاب من الاخوان المسلمين الى الشيوعية وحوار مع الجماعات الاسلامية
روابط تحميل كتاب من الاخوان المسلمين الى الشيوعية وحوار مع الجماعات الاسلامية
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق