تتحدث الكاتبة في هذا الكتاب عن حياتها ومعاناتها في الانسجام مرة أخرى في الحياة التي لم تعرف عنها شيئا خلال العشرين سنة التي قضتها في السجن وكيف كانت تحاول أن تعود طبيعية وسعيدة
رن الهاتف نحو الساعة السابعة مساء , عرفت في الحال أنها هي مليكة .
أو كيكا بالنسبة لمن يحبونها , تستطيع مليكة الاتصال بي ساعة تشاء كما لو أننا افترقنا بالأمس : انها في باريس لبضعة أيام وستعود الى ميامي لنعيش هناك بعد الآن , ستقلع الى نيويورك ومراكش ولوس انجلس .
استأنفنا في الحال حديثا متصلا ما يقارب تسعة أعوام ثمة الكثير من الأمور التي يجب أن تقال بدأنا بأخبار عائلتينا وزوجينا واطفالي ونوال ابنتها بالتبني .
ثم أخذتنا الثرثرة عن حياتها الجديدة في الولايات المتحدة وعن أصدقائنا المشتركين وعما يشغلنا راهنا .
تبادلنا الحديث فيما يشغلنا حاليا وتبادلنا المشورة كما تمازحنا كثير لمليكة روح الدعابة وميل واضح الى السرد الساخر وهي دائما مهيأة لأن تسخر من كل شيء وخاصة من نفسها .
في ذلك المساء هتفت لي من المغرب من عادتها حينما يكون لديها خبر لتبلغني به أن تستخدم أسلوب المداورة على طريقة المرأة الشرقية وتعود الى جذور الانسانية " سأحدثك عن ليلى .. ولكن في البداية لا بد من معرفة أنه كان لجدها عينان خضراوان وكبرياء رجل من الصحراء " ومضت ساعات وهي في سرد تكمن أهميته بطريقتها في تدبير الوقائع وفي جعل مستمعيها في حالة انتظار وترقب .
خلال أحاديثنا فاجأتها بأن تستعجل ورجوتها أن تهتم بالوقائع " only facts " مثلما رددت عليها سندس صديقتها الوفية لم تبال مليكة بذلك , كانت مثل شهرزاد تود أن تأخذ وقتها الكافي كانت بحاجة لأن تتناول وجبتها بانتظام طبق أول مشهي , طبق رئيسي تحلية قهوة مهضمات أي على النقيض تماما من طريقتنا في العيش على الوجبات السريعة التي تنفر منها .
جعلتها أصولها وتربيتها ومن ثم لمدة سجنها الطويلة جدا أن تعزف عن مفهوم الساعات وعن صيغة الأمر " حالا " كثيرا ما مرت السنون وقلما تملكتها الرغبة في الامتثال لها , مع ذلك كانت في ذلك المساء تختصر الكلام ذهبت مباشرة الى الهدف أو كادت .
قلت في نفسي أن الأمر هام وقد صح ظني , ميشيل هناك خبر عظيم لقد تبنينا صبيا صغيرا يدعى آدم عمره اربعة أشهر .
سمعت صوتها يرتعش أحسست أنها على وشك أن تذرف الدموع وشعرت بدموعي تنمو في مآقي , ساد الصمت بيننا للحظات , لم يقطع الخط بين مراكش وباريس ولكن جرى فيه شيء من الانفعال .
لطالما تملكتها الرغبة في انجاب طفل كان بالنسبة اليها بمثاب جرح لا يندمل , في بداية فترة اعتقالها , حدث لها التهاب في الصفاق عاقبة فظيعة , بعد أن كاد يودي بحياتها لانعدام الاهتمام والرعاية , لم تتمكن مليكة من تحقيق حلمها الأغلى : أن تمنح الحياة ومع ذلك بذلت كل ما بوسعها .
لا زلت أتذكر هيئتها الشاحبة بعد ظهيرة كل يوم من تلك الأيام من سنة 1998 حينما كانت تأتي الى بيتي هاربة من مآسيها كسجينة , كانت تذهب كل صباح تقريبا الى المستشفى في محاولة منها لتحدي الطبيعة بجرعات من الادوية كانت أنهكتها .
الأسم: الغريبة
المؤلف: مليكة أوفقير
الناشر: دار التنوير للطباع والنشر ببيروت
عدد الصفحات: 250
الحجم: 6 ميغا بايت
تحميل كتاب الغريبة
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
أو كيكا بالنسبة لمن يحبونها , تستطيع مليكة الاتصال بي ساعة تشاء كما لو أننا افترقنا بالأمس : انها في باريس لبضعة أيام وستعود الى ميامي لنعيش هناك بعد الآن , ستقلع الى نيويورك ومراكش ولوس انجلس .
ثم أخذتنا الثرثرة عن حياتها الجديدة في الولايات المتحدة وعن أصدقائنا المشتركين وعما يشغلنا راهنا .
تبادلنا الحديث فيما يشغلنا حاليا وتبادلنا المشورة كما تمازحنا كثير لمليكة روح الدعابة وميل واضح الى السرد الساخر وهي دائما مهيأة لأن تسخر من كل شيء وخاصة من نفسها .
في ذلك المساء هتفت لي من المغرب من عادتها حينما يكون لديها خبر لتبلغني به أن تستخدم أسلوب المداورة على طريقة المرأة الشرقية وتعود الى جذور الانسانية " سأحدثك عن ليلى .. ولكن في البداية لا بد من معرفة أنه كان لجدها عينان خضراوان وكبرياء رجل من الصحراء " ومضت ساعات وهي في سرد تكمن أهميته بطريقتها في تدبير الوقائع وفي جعل مستمعيها في حالة انتظار وترقب .
خلال أحاديثنا فاجأتها بأن تستعجل ورجوتها أن تهتم بالوقائع " only facts " مثلما رددت عليها سندس صديقتها الوفية لم تبال مليكة بذلك , كانت مثل شهرزاد تود أن تأخذ وقتها الكافي كانت بحاجة لأن تتناول وجبتها بانتظام طبق أول مشهي , طبق رئيسي تحلية قهوة مهضمات أي على النقيض تماما من طريقتنا في العيش على الوجبات السريعة التي تنفر منها .
جعلتها أصولها وتربيتها ومن ثم لمدة سجنها الطويلة جدا أن تعزف عن مفهوم الساعات وعن صيغة الأمر " حالا " كثيرا ما مرت السنون وقلما تملكتها الرغبة في الامتثال لها , مع ذلك كانت في ذلك المساء تختصر الكلام ذهبت مباشرة الى الهدف أو كادت .
قلت في نفسي أن الأمر هام وقد صح ظني , ميشيل هناك خبر عظيم لقد تبنينا صبيا صغيرا يدعى آدم عمره اربعة أشهر .
سمعت صوتها يرتعش أحسست أنها على وشك أن تذرف الدموع وشعرت بدموعي تنمو في مآقي , ساد الصمت بيننا للحظات , لم يقطع الخط بين مراكش وباريس ولكن جرى فيه شيء من الانفعال .
لطالما تملكتها الرغبة في انجاب طفل كان بالنسبة اليها بمثاب جرح لا يندمل , في بداية فترة اعتقالها , حدث لها التهاب في الصفاق عاقبة فظيعة , بعد أن كاد يودي بحياتها لانعدام الاهتمام والرعاية , لم تتمكن مليكة من تحقيق حلمها الأغلى : أن تمنح الحياة ومع ذلك بذلت كل ما بوسعها .
لا زلت أتذكر هيئتها الشاحبة بعد ظهيرة كل يوم من تلك الأيام من سنة 1998 حينما كانت تأتي الى بيتي هاربة من مآسيها كسجينة , كانت تذهب كل صباح تقريبا الى المستشفى في محاولة منها لتحدي الطبيعة بجرعات من الادوية كانت أنهكتها .
بيانات الكتاب
المؤلف: مليكة أوفقير
الناشر: دار التنوير للطباع والنشر ببيروت
عدد الصفحات: 250
الحجم: 6 ميغا بايت
تحميل كتاب الغريبة
روابط تحميل كتاب الغريبة
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق