كتاب يبحث فى علم التصوف , بيحث الكتاب فى بيان أداب المريد مع شيخة وآدابة مع عبادة ربه وىدابة مع إخوانه
مقدمة
الفصل الأول زهر البرتقال تفوح رائحته في كل مكان تذكرتها و أرسلت نظري نحو حقلنا القديم كان هناك أولاد و بنات و حكايات لم يعد يذكرها الفتى إلا القليل
منها ، .. الرجل الذي ربط الاوزة من رقبتها فماتت الاوزة .. ثم ماذا ، لم يعد يدري ، جحا و حكاية الحمار ، اختلطت تلك الحكايات بصوت ( بابا شارو ) القادم من الراديو الرابض فوق الرف الخشبي في حجرة جدي ، أتسلل لكي اسمع .. عيد ميلاد ابو
الفصاد ، اجري نحو ( الحارة ) ، هريدي لا يزال يحكي ، و القطة السوداء تجري في زقاق معتم ، لم اعد اراها ، و لكن يتلبسني الخوف ، انهض مرتعبا ، اجري نحو دارنا ، اقذف جسدي على صدر امي ، اشم رائحة الخبيز ، أتذوق في دلال قطعة من فطيرة الذرة ، اتلمظ و انا اشتهي طعام العشاء .. تحملني أمي إلى الفراش ، يحيط بفراشي ستائر حريرية منقوشة برسومات لملائكة ذات اجنحة دوما أتساءل عن سر هذه الاجنحة ، أتظاهر بالاستغراق في النمم امي لا تجيد قص الحكايات عرفت إنها تنام خلال قصها لحكاية ما ، اظل انادي عليها حتى تكمل الحكاية و لكنها أبدا لم تكملها على الرغم من انني اتلهف لسماع بقية الحكاية ، و لكتي اشفق عليها فأتظاهر بالنوم و عندما تنتبه أمي إلى نومي أو التظاهر بالنوم الذي اجيده ترفع جسدها الصغير بسهولة من جواري ثم تقبلني بسرعة و هي تتثاءب ، تمضي بعد أن تغلق الباب بهدوء .. تتقافز الملائكة المرسومة على ستائر الفراش على صوت هريدي و هو يحكي حكاية جنيات الطاحونة الخربة .. احاول أن اكمل ( حكاية أمي ) التي لم تكملها ، كيف تكون نهاية الحكاية ، تنتفض رسوم الملائكة في ثورة مباغتة ، تكاد تلمس وجهي صوت هريدي الخشن يطن معلنا عن غرق الواد سليم في البحر بعد أن جرى وراء القطة التي لم تكن سوى احدى الجنيات الشريرات التي جلجلت ضحكتها عندما رأت الولد سليم يغوص في الماء بلا صوت .. مات سليم ، نهشتني صرخة الخوف الاتية من صدري مع خفقات اجنحة الملائكة ، جذبت الغطاء على كل جسدي ، سارت الظلمة ، ارتعدت فرائصي ، تمنيت أن تأتي أمي ، .. احيانا كان ابي الذي يأتي متأخرا من عمله كل ليلة يدخل إلى حجرتي لكي ينظر إلي دون أن يوقظني ثم يضع حبات التفاح بجوار رأسي ، اتشمم رائحة التفاح الأحمر و تذهب عني اختناقات الخوف و رياح الذعر .. تعود إلى انفي رائحة زهور البرتقال ، اجمل الروائح و احبها إلى نفسي ، يأتيني صوت عمي الصغير مع رائحة البرتقال يغني موال ادهم الشرقاوي ، بكل لسان كلمهم و بكل شجاعة الفرسان قابلهم .. اجذب انفاسي لكي تخترق رائحة البرتقال ، تلافيف دماغي ، انتشي مع انتصارات ادهم الشرقاوي على المستعمرين ، احاول أن ارتفع عن الارض كي اسمع بشكل جيد لموال ادهم و لكي اثبت لنفسي انني أيضا بطل و انني سوف احارب المستعمر .
بيانات الكتاب الاسم : البدايات و النهايات
المؤلف : فتحي سلامة
الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب
عدد الصفحات : 231
الحجم : 2.5 ميجا
تحميل كتاب البدايات و النهايات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق