الاثنين، 1 ديسمبر 2014

ضغط الكتابة وسكرها لـــ أمير تاج السر

ان الكتابة ليست أمراً يمكن شراؤه والأفكار مهما كانت غريبة أو غير مألوفة ليس بالضرورة تصنع أدباً عظيماً ، وما يلتقطه الكاتب بنفسه من الطرق والحياة اليومية يبدو أكثر انسجاماً مع كتابته من تلك الأفكار التي يزوده بها آخرون ، فكرة صاحب دكان الأفكار هذه ربما تصلح فيلماً سينمائياً ممتلئاً بالبهرجة ، وربما رواية يكتبها أمريكي مغرم بالتقاليع لكنها ليست روايتي لن أشتر من دكان الأفكار شيئاً ولا أنصح أحداً بالشراء .

مقدمة


أفكار للبيع
كانت رسالة غريبة تلك التي وصلتني على بريدي الاليكتروني من قارئ نهم ومتابع دقيق للشأن الابداعي وقرأ لي أعمالا ربما أكون أنا نفسي لا أتذكرها كما وصف نفسه كان القارئ المتابع يعرض علي أفكارا للبيع بمعنى أن أدفع له مبالغ من المال نظير تزويدي بأفكار جديدة أصنع منها روايات عظيمة فهو يملك حصيلة كبيرة من تلك الأفكار ولا يستطيع كتابتها لأنه لا يملك موهبة الكتابة وذكر أنني أول شخص يعرض عليه هذا العرض لأنني روائي جيد ولكن سيسعى الى آخرين اذا ما رفضت عرضه .
ضغط الكتابة وسكرها رسالة غريبة جدا , ولكن دائما ما توجد غرابة في سكة الكتابة والا ما كانت ثمة كتابة ناجحة وقد مررت بكثير من التجارب الغريبة في حياتي حتى حينما كنت أكتب الشعر العاطفي في مدينة بورسودان الساحلية ويصادفني مجانين يدعون اعجابهم بأشعاري التي يرددون بعضها أمامي وأتكبد لقاء ذلك الاعجاب كثيرا من الخسائر لن أنسى اسماعيل الذي أركبني مرة عربة للأجرة على حسابه وأنا طالب مفلس أنتظر باصا ليقلني الى بيت ثم فر في منتصف الطريق تاركا أجرة السائق على حسابي ولا أملك حسابا .
لن أنسى الماحي مدرس الابتدائي الذي اصطادني في احدى عربات الدرجة الرابعة في قطار مزدحم يشق طريقه بين مدينة بورتسودان والخرطوم صارخا بأعلى صوته شاعر عظيم في الدرجة الرابعة ؟ حقا تموت الأسد في الغابات جوعا ثم قادني الى حيث يركب في الدرجة الأولى وأكتشف بعد ذلك أنه يركب بلا تذكرة ولا نقود ولا أكل ولا شرب وأقوم بدفع التكاليف .
المهم أنني رددت على صاحب الأفكار طلبت منه نموذجا من أفكاره التي ستصنع رواية عظيمة أنا بحاجة اليها حتى أوافق أو أرفض وكان الرد في رسالته التالية أن أعرض علي فكرة عن رواية تدور أحداثها على سطح القمر بطلها رائد فضاء في سفينة أمريكية عثر على قبيلة بدائية تعيش هناك وتتمتع بصحة ولياقة عاليتين وأحب احدى فتياتها حبا جارفا وانفصل عن مركبته ليتعلم لغة القبيلة ويعيش هناك أليست فكرة جديرة بأن تدفع من أجلها ؟ ان لم تعجبك لدي غيرها ولن أرسلها لك حتى تدفع .
في الواقع ان الكتابة ليست أمرا يمكن شراؤه والأفكار مهما كانت غريبة أو غير مألوفة ليس بالضرورة تصنع أدبا عظيما وما يلتقطه الكاتب بنفسه من الطرق والحياة اليومية يبدو أكثر انسجاما مع كتابته من تلك الأفكار التي يزوده بها آخرون .
فكرة صاحب دكان الأفكار هذه ربما تصلح فيلما سينمائيا ممتلئا بالبهرجة وربما رواية يكتبها أمريكي مغرم بالتقاليع لكنها ليست روايتي , لن أشتر من دكان الأفكار شيئا ولا أنصح أحدا بالشراء .
أسماء روائية
حين كنت أكتب روايتي أرض السودان – الحلو والمر كنت أبحث عن اسم نسائي اسباني لاحدى الشخصيات العابرة في النص هذه ليست معضلة ويمكن الحصول على أي شيء من داخل الانترنت بسهولة لكني بالرغم من ذلك لم أستسغ الأسماء التي جاءتني من البحث ثم لتحل المشكلة تلقائيا حين راسلتني اسبانية اسمها هيلينا دا سيلفا على الفيس بوك , طالبة ضمها الى قائمة الأصدقاء وكان اسمها ايقاعيا وسلسا وجاء في الوقت المناسب ومن ثم استخدمته في الرواية بعد أن استأذنتها وفرحت بشدة ولا أعرف لماذا يفرح الناس حين تستخدم أسماؤهم في الكتابة .
 

بيانات الكتاب

الأسم:ضغط الكتابة وسكرها
المؤلف:  أمير تاج السر
الناشر: دار العين
عدد الصفحات: 228
الحجم: ( 3 ميغا بايت )

تحميل كتاب ضغط الكتابة وسكرها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق