الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الليلة الأخيرة مجزرة قصر الرحاب


إن مصرع الأسرة الهاشمية المالكة في قصر الرحاب في بغداد لن يطوى كحدث ، ولن يطمس بل سيظل راسخاً في التاريخ يعود اليه الناس بالذكرى والعبرة ، ولقد مر من أكثر من أربعين عاماً على مجزرة قصرالرحاب ، لذلك أرتئينا فتح تحقيق في المجزرة ، والمجزرة لم تقع ضمن أربعة جدران ، أو في بلدة معزولة أو نائية حيث يصعب استطلاع خفاياها وإنما وقعت علناً في حديقة قصر الرحاب أمام عشرات الشهود ،

مقدمة

لقد دفع سوء الأوضاع الداخلية العامة في العراق في فترة تولي الملك فيصل الثاني لمهامه الدستورية وابتعاد السياسة الخارجية للحكومات العراقية المتعاقبة عن أهداف الشعب العراقي القومية الى زيادة النقمة على الوصي على عرش العراق " عبد الاله " ونوري السعيد المتحكمين في قرارات الدولة العراقية , سيما بعد عودة نوري السعيد الى الوزارة في 3 /آب / 1954 وشنه الهجمات الضارية على الوطنيين واصدار أشد الأحكام ضدهم تحت ستار مكافحة الشيوعية , مما أعطى دفعا لتبلور فكرة تغيير النظام الحاكم سواء من جانب خلايا الضباط الأحرار التي أخذت تنتشر في صفوف الجيش العراقي , على شكل تنظيمات سرية لغرض اسقاط النظام الملكي وتحقيق المطالب الوطنية أو الأحزاب السياسية المعارضة التي جعلت في برنامجها هدف اسقاط النظام الملكي هدفا أساسيا تسعى الى تحقيقه .
الليلة الأخيرة شكلت نتائج حرب فلسطين عام 1948 مرحلة بوادر ظهور تلك الفكرة عندما ألقى الضباط الوطنيون والقوميون في الجيش العراقي بتبعات النكسة على لنظام القائم وأدركوا : بأن النصر يجب أن يمر ببغداد قبل فلسطين ثم تكزت فكرة التغيير وتعمقت على أثر ثورة 23/يوليو / 1952 التي قامت في مصر والتي تركت أثرا على الشعب العراقي وأحزابه وتنظيماته السياسية والعسكرية فبدأ التفكير بايجاد الوسيلة الكافية للاطاحة بالنظام الملكي في العراق مسترشدين بالتجربة المصرية اذ أخذ الضباط الشباب بتشكيل خلايا وتنظيمات على غرار تنظيم الضباط الأحرار المصري , فبدأ الرائد رفعت الحاج سري والمقدم المهندس رجب عبد المجيد في أيلول 1952 بمفاتحة الضباط الذين يثقان بهم ويدعوانهم للانضمام الى الخلايا التي قررا تشكيلها لتأخذ على عاتقها عملية التغيير التي يصبو اليها الشعب عن طريق ثورة يقوم بها الجيش وذلك لعجز الأحزاب السياسية عن القيام بها .
وفي نفس العام كانت هناك محاولة ثانية في كانون الأول حيث تقرر القيام بالثورة في الاحتفال الخاص بعودة القطعات العراقية من الأردن وتبدأ بالقضاء على " الملك – عبد الاله – نوري السعيد " وتم ارجاء مأساة حركة مايس عام 1941 أما المحاولة الثالثة والتي تقررت أثناء قيام مناورات الجيش وتمارينه بالسلاح والذخيرة الحية في منطقة " بيخال " فقد تقرر في هذه المحاولة الاكتفاء فقط باعتقال الثلاثة الكبار .
وكانت هناك محاولة أخرى في أوائل عام 1957 لكنها لم تنفذ بسبب تسرب أخبارها اذ أمر الأمير " عبد الاله " على أثرها باجراء تحقيق في الموضوع .
وفي المحاولة الرابعة تقرر القيام بالثورة أثناء احتفالات عيد تأسيس الجيش العراقي والتي رفضت فيها خطة عبد الكريم قاسم التي تقضي باطلاق النار على منصة التحية , وسبب رفض الخطة هو احتمال وفاة المل فيصل الثاني الذي تقرر عدم قتله في مناقشات سابقة .
أما خطة 11/ مايس والتي كانت من أكبر الخطط والمحاولات فقد تقرر فيها اذاعة البيان الأول للثورة بعد السيطرة العسكرية على كافة مرافق الحياة باسم الملك فيصل الثاني وتسفير عبد الاله والتخلص من نوري السعيد وفي خطة " 29/مايس" تقرر اغتيال نوري السعيد وعبد الاله بواسطة فدائيين أما الملك فيصل فتقرر اعتقاله فقط .
وعلى العموم نجد أن اتجاه أغلبية الضباط الأحرار لم يكن يميل الى تصفية الملك فيصل الثاني .

بيانات الكتاب

الأسم:  الليلة الأخيرة مجزرة قصر الرحاب
الناشر: الدار العربية للموسوعات
عدد الصفحات: 150
الحجم:  4 ميغا بايت
تحميل كتاب الليلة الأخيرة مجزرة قصر الرحاب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق