السبت، 6 ديسمبر 2014

البعث والميزان والجزاء لـ الشيخ محمد متولي الشعراوي


  كتاب"البعث والميزان والجزاء" للامام "جزء من المقدمة":::الحق سبحانه وتعالى حين يخاطبنا عن الامور الغيبية فاننا لا نجد فيها ما يجعلنا أن نؤخذ هذة الامور الغيبية على مقتضى مفهومنا للامور فى اللغة التى أخذت وضعا ومفهوما آخر.

مقدمة


القيامة والغيب
الحق سبحانه وتعالى حين يخاطبنا عن الأمور الغيبية فاننا لا نجد فيها مايجعلنا أن نؤخذ هذه الأمور الغيبية على مقتضى مفهومنا للأمور في اللغة التي أخذت وضعا ومفهوما آخر ... فكما سمى الحق سبحانه وتعالى القيامة ..القارعة , الحاقة الصاخة الغاشية فكل اسم منها يدل على معنى من المعاني التي تشاهد في يوم القيامة .
الحق سبحانه وتعالى حين سمى القيامة بالقارعة فقال ..ما القارعة ؟ هل أدل ذلك على معنى القارعة ؟! فالمراد ليس هو المعنى اللغوي وانما هو معنى مبهم هذا المعنى المبهم يسأل عنه ومع ذلك لا يوجد أحد يعطيك معناها ...لماذا ؟ لأنها أمر غيبي ومادامت هي أمر غيبي فليست في متناول البشر أن يضعوا لها لفظا لأن اللغة التي يضعها الناس لابد أن يعرفوا منها المعنى أولا ثم يضعوا لها البعث والميزان والجزاء لفظا ثانيا فلا يوضع لفظ أولا لمعنى لا يعرف .
اذا ..فمعنى ذلك أن القيامة والأمور الغيبية لا يمكن أن يضع لها الخلق لفظا من عندهم .. لماذا ؟ لأن وضع اللفظ يدل على معنى يأتي بعد اتضاح المعنى الحقيقي في الذهن ومادامت الأمور غيبية فلا اتضاح لهذه المعاني في الذهن .
اذا فليس عندنا ألفاظ تؤدي المدلولات الغيبية ولكن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يخاطبنا فبأي شيء يخاطبنا ؟
الأمور الغيبية مادامت لم تطرأ على بالنا لنضع لها في لغتنا ألفاظا تعبر عنها فاذا أراد الحق سبحانه وتعالى أن يعبر عن هذه المعاني الغيبية فانه يجيء بالألفاظ التي تؤدي معناها على الحقيقة ولا توجد في لغتنا فلا نفهم منها شيئا .
اذا كان لابد أن يخاطبنا الحق سبحانه باللغة التي نفهمها فانه ينقل الألفاظ من معانيها اللغوية الى معان تناسب غيبتها الغير معروفة لنا في أذهاننا لنعرف معانيها .
الحديث الى ملكات غير العقل !!
الأمر التهويلي يعطي صورة قوية للقارعة فمن هذه الصورة القوية يريد الحق سبحانه وتعالى أن يربي المهابة منها والفزع منها ويربي الخشية ويربي الاستعداد في النفوس , وانما لحظة ما يقرأه الحق سبحانه له تأثير في نفسك فقبل أن تعلم هذا التحليل الذي ذكرناه للابهام وبعد ذلك للتهويل ثم للتعجيز يمكن أنت أن تأخذ بالأسلوب قبل ماتعرف هذا فلماذا ؟ لأن الحق سبحانه وتعالى يخاطب فينا اشياء وملكات غير العقل فهذا ماتراه عندما يسمع فرد القرآن الكريم فتعتريه ..خشية ورهبة ما تجعله يبكي وينفعل .

اذا ماجئت الى هذا الشخص وقلت له لماذا انفعلت ؟ ولماذا بكيت ؟ فانه لم يستطع أن يعلل لك لماذا انفعل ولماذا بكى ؟ لاننا عندما نخاطب بعض فاننا نخاطب عقولنا وانما الحق سبحانه وتعالى يخاطب فينا كل تكويننا وكل ذراتنا كما يخاطب الأرض ويخاطب الحيوان ويخاطب النبات .
الحق سبحانه وتعالى حينما يخاطبك انما يخاطب كل ملكاتك وهو القادر على أن يجعل ملكات ذراتك نفسها أن تفهم خطابة ... كما أن الأرض والسماء فهمتا عنه خطابة .... " قالتا أتينا طائعين " اذا الحق سبحانه وتعالى حين يخاطب لا يخاطب بمدلولات الألفاظ انما يخاطب بشيء أسمى من هذا فقد يعترينا أن ننفعل للقرآن قبل أن نعرف المراد الذي تكلمنا عنه .

بيانات الكتاب

الأسم: البعث والميزان والجزاء
المؤلف: الشيخ محمد متولي الشعراوي
الناشر: دار الندوة
عدد الصفحات: 95
الحجم:  1 ميغا بايت
تحميل كتاب البعث والميزان والجزاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق