الجمعة، 12 ديسمبر 2014

من مضايق الحداثة إلى فضاء الإبداع الإسلامي لـ خالد حاجي

هذا كتاب لن يروق لذوي النزعة السياسوية المفرطة، سواء كانوا محسوبين على التيارات العلمانية أو الإسلامية الحركية، على اعتبار أن صاحبه، خالد حاجي، يتبنى بشكل صريح وجلّي خطابا أخلاقيا في التصدي لبعض قضايا الساحة العربية والإسلامية والعالمية خالد حاجي.

مقدمة

إن ما بين مقالات هذه الكتاب على ظاهر التباعد في الموضوعات و العناوين تقاربا من حيث كونها تحاول الاجابة على سؤال جوهري مؤاده : كيف نكسر
طوق الغرب المضروب حولنا فنحصل على امكانات الابداع في الوجود ؟ و سيلاحظ القارئ أننا نصدر في كل مقالة عن الوعي نفسه بوضع الامة الإسلامية و العربية في مرحلة ما بع الاستعمار و طبيعة الاسئلة التي فرضتها هذه المرحلة . فلم من مضايق الحداثةيكد يغرب نجم الاستعمار في البلاد الإسلامية و العربية و يطلع فجر الاستقلال و الحرية حتى بزغت إلى سطح الوجود تحديات جسام و أسئلة عظام حول قضايا مختلفة تمس العلاقة بين المجتمع و  الدولة و الدين و الحداثة و الرجل و المرأة و الذات و الغير على سبيل المثال لا الحصر . و لقد انقسمت النخب المثقفة في محاولتها رفع هذه التحديات و الاجابة على هذه الاسئلة فمن منتصر إلى فكرة ربط الحاضر بالماضي طمعا في تحقيق النهوض و الاقلاع و من عامل على ربط حاضر الامة بحاضر الغرب المنسحب طلبا لتحقيق الندية معه . و بقد ما اغتربت الفئة الأولى عن الحاضر و هي تجتهد في تقليد الماضي اغتربت الفئة الثانية عن هذا الحاضر و هي تقلد الغير جاعلة من حاضره مستقبلها المنشود . و عندنا انه كما ارتبط الماضي بالذات و المستقبل بالغير كذلك ارتبط الاكتراث بالذات بالعزوف عن الغير و ارتبط الاقدام على هذا التغير بالتنكر للذات . فلا تزال كل طائفة تنشد فناء أما في الذات المفقودة تارة أو في الآخر الموعود تارة أخرى حتى إذا ظنت أن زمن الفناء قد لحق لم تجد إلا الضياع و الاحباط . و لعل من يتأمل واقع الفكر في البلاد الإسلامية و العربية في مرحلة ما بعد الاستعمار يلمس كيف بلغت المشاريع الفكرية في شقيها المبجل للذات أو للاخر الغاية التي لا غاية وراءها فإذا هي لا تحسن إلا المشي في الاتجاه المعاكس و لا تتكلم إلا لغة الاقصاء .
و لقد ذهبنا في محاولة تقريب التمزق الذي تعيشه الامة الإسلامية و العربية بين الماضي و الحاضر إلى اعتماد تعبير (( الغيبوبة الثقافية )) مدعين أن هذه الغيبوبة جاءت نتيجة الاتصال بحاضرة الغرب . و قد عملنا على ابراز كيف أن هذه الحضارة لم تدق الثقافات الأخرى مرارة الغيبوبة إلا بعدما ادخلت الثقافة الغربية ذاتها في غيبوبة . كما بينا كيف أن الغرب المتقدم يهرب إلى الامام نحو المستقبل بنفس القدر الذي نفر نحن إلى الماضي فكلانا مغترب على طريقته لا يتلذذ نعمة الحضور في الكون . و لما ثبت عندنا أن الغرب و الشرق و الجنوب و الشمال كل ينال حصته من هذه الغيبوبة الثقافية تحت إمرة حضارة مجردة تدعي الكونية سهل علينا تحديد دور المثقف ليس في تحريب افراد امته لأجل موافقة الآخر فحسب بل في السعي إلى تنبيه العاملين من رقدتهم و ايقاظهم من غيبوبتهم عسى أن نخلص عالمنا من قبضة منطق الكوارث و الانتحار الحضاري و نكثف وعي الإنسان بزمنه و فضاءه .

 


بيانات الكتاب

الاسم : من مضايق الحداثة إلى فضاء الإبداع الإسلامي
المؤلف : خالد حاجي
الناشر : المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات : 215
الحجم : 6.5 ميجا
تحميل كتاب من مضايق الحداثة إلى فضاء الإبداع الإسلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق