الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

الانسان و الدولة و الحرب لـ كينيث . ن . والتز

أيهما أفضل لفهم الإنسان في المجتمع: دراسة الإنسان أم دراسة المجتمع؟ وإذا حصرنا اهتمامنا بمسألة سبب وقوع الحروب، فهل ينبغي علينا أن نصب اهتمامنا على دور الدولة بمكوناتها الاجتماعية والاقتصادية وشكلها السياسي، أم علينا أن نركز اهتمامنا على ما يسمى أحياناً بمجتمع الدول؟

مقدمة


قال احدهم : إن السؤال عن الرابح في حرب معينة يماثل السؤال عن الرابح في الزلزال الذي ضرب سان فرانسيسكو . و قد حظى الاقتراح بأن الحروب لا تتمخض عن انتصار و انما عن درجات متفاوتة من الهزيمة بقبول متزايد من القرن العشرين . و لكن هل للحروب صلة ايضا بالزلازل من حيث هي احداث طبيعية يعجز الجهد البشري عن السيطرة عليها او التخلص منها ؟ قليل من الناس من يقر بذلك مع ذلك فإن محاولات استئصال الحرب – مهما كان نبل الهامها و مثابرة مساعيها – لم تأت بأكثر من لحظات عابرة من السلام بين الدول . فهناك تفاوت واضح بين الجهد و الثمرة بين الامنية و الإنسان والدولة والحرب النتيجة . يقال لنا ان امنية السلام تسري بقوة و عمق في الشعب الروسي و نحن مقتنعون بأن هذا ينطبق ايضا على الشعب الامريكي . توحي لنا هذه الكلمات بشيء من الراحة و لكن يصعب التصديق في ضوء التاريخ و الاحداث المعاصرة بأن الوضع المطلوب سينبثق عن هذه الامنية .
نظرا لادراك علماء الاجتماع مدى ارتباط الحاضر بالماضي و مدى اجزاء أي نظام على بعضها فإنهم يميلون الى التحفظ بشأن تقديراتهم المتعلقة بتحقيق عالم افضل بكثير . فلو اثير سؤال حول ما اذا كان بوسعنا ان نعيش الان بسلام بينما تصبغ الحرب احداث الماضي ستكون الاجابات متشائمة على الاغلب . قد لا يكون هذا السؤال صحيحا . و فعلا ستكون الاجابات اقل تثبيطا لو طرحت الاسئلة البديلة التالية : هل هناك طرق من شأنها ان تقلل من حدوث الحرب و تأثراتها و تزيد من فرص السلام ؟ و هل بوسعنا في المستقبل ان نجعل فترات السلام اطول مما كانت عليه في الماضي ؟ ان السلام غاية واحدة ضمن عدد من الغايات الاخرى التي تشغل التفكير في آن معا . اما الوسائل التي ينشد بها السلام فمتعددة . و تقصد الغايات و تتوسل الوسائل في ظل ظروف متباينة . و بالرغم من صعوبة التصديق بأن هنالك سبلا للسلام لم يجربها رجال الدولة فيما مضى او يتبنها خبراء الشؤون العامة الا ان تعقيد المشكلة ذاته يوحي بإمكانية توليف نشاطات بطرق مختلفة على امل ان تقربنا احدى هذه التوليفات الى المقصود . هل يستنتج من ذلك ان حكمة رجل الدولة تكمن في تجريب سياسة تلو سياسة ؟ هل تكمن حكمته في فعل ما تتطلبه اللحظة ؟ ان الرد بالايجاب سوف يوحي بأن الامل في التحسن يكمن في سياسة بلا تحليل و عمل بلا تفكير . الا ان كل مسعى للتخفيف من حدة وضع ما ينطوي على فكرة ما عن اسبابه ، بمعنى ان تفسير كيفية تحقيق السلام يتطلب فهما لاسباب الحرب . و مثل هذا الفهم هو ما ينبغي البحث عنه في الصفحات المقبلة .

 

 

بيانات الكتاب

الاسم : الانسان و الدولة و الحرب
المؤلف : كينيث . ن . والتز
الناشر : هيئة ابو ظبي للسياحة و الثقافة
عدد الصفحات : 506
الحجم : 5 ميجا
تحميل كتاب الانسان و الدولة و الحرب

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق