المصير الذى ينتظر البشريه ؟ تتوقف الإجابه على خطه سلوك الدوله العظمى الوحيده فى عالمنا المعاصر، ألا وهى الولايات المتحده الأمريكيه. فهذه الدوله التى تفوقت على ما عداها من الدول فى النواحى العسكريه والاقتصاديه والعلميه والتقنيه والإعلاميه، لا تزال تمارس– يومًا بعد الآخر وعلى نحو متواصل– التدخل فى شئون غيرها من الدول.
لا يمكن التنبؤ دائما بما يجلبه تاريخ العالم من احداث فهذا التاريخ قد قام بانعطافة مدهشة في تسعينات القرن العشرين . فبعد انقضاء نصف قرن من انفراد القطبين بمواجهة كل منهما الاخر اذا بهذا العالم يفقد كل ما كان عليه من توازن و اذا بالولايات المتحدة الامريكية تقف على رأس المجتمع الدولي . لقد اصبح قصف يوغسلافيا لحظة حقيقية فارقة في تطور النظام المعاصر للعلاقات الدولية . و بات واضحا على أي نحو تريد اكبر و اعظم دولة في عصرنا الحالي ان ترى العالم . لقد فقدت الولايات المتحدة – بانهيار الاتحاد السوفيتي – منافستها في المجال العسكري ، كما اتاح بطء النمو الاقتصادي لأوربا الغربية و اليابان تجنب مخاطر تهميشها في مجال الاقتصاد كما اتاح تركز العلوم الاساسية و تطبيقها في الشركات و الجامعات الامريكية تبوأها لزعامة الثورة العلمية و التقنية . و هكذا اضطر العالم لأن يتواءم – بشكل او بآخر – مع القوة الامريكية المطلقة و الذي يضاعف من قوتها وجودها على رأس حلف شمال الاطلنطلي و تحالفها مع اليابان .
لقد انفتحت الدولة التي كانت في حالة عزلة منذ ستين عاما على العالم اقتصاديا في مجال الافكار و في مؤشرات القوة . و لا يوجد في الوقت الحالي أي ائتلاف من الدول يمكنه ان يشكل تهديدا للغرب بزعامة الولايات المتحدة الامريكية فأمريكا اليوم تتفوق في المجال العسكري على الدول العشر التي تليها في ميزان القوة . و في مجال الاقتصاد حققت قفزة خارقة في التسعينيات كما حققت الجامعات الامريكية الاغلبية الساحقة في عدد الحاصلين على جوائز نوبل و على ضوء هذه القوة الجبارة يمكن ان نستخلص خبرة المائة عام الماضية .
كانت المانيا و اليابان هما الدولتان الاكثر اهمية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية في القرن العشرين و قد دخلت امريكا حربين عالميتين بهدف وقف حركتهما نحو السيطرة على العالم . و في النصف الثاني من القرن الماضي قام العالم الامريكي على قاعدتين : الاتفاق العسكري الامريكي و الالماني الغربي و الذي جرى اعداده في فترة الاحتلال و المعاهدة المبرمة بين الولايات المتحدة الامريكية و اليابان في عام 1951 .
و كما يعترف الاستراتيجيون الامريكيون الان ، فقد كانت للقوة السوفيتيتة اهميتها و لكنها كانت قوة ثانوية اذا ما قورنت بالقوتين الالمانية و اليابانية باعتبارهما تمثلان تحديا للاستراتيجية الامريكية فعندما كانت اليابان كلها و الجزء الاكبر من المانيا يقعان – منذ الخمسينيات – في دائرة تأثير الولايات المتحدة الامريكية كان توازن القوى في غير صالح الاتحاد السوفيتي حتى ان موسكو لم تكن تملك سوى فرص ضئيلة لكسب الحرب الباردة ...
و الان عندما نلقي ببصرنا الى الوراء نرى كم كان موقف موسكو حرجا لم يكن على الغرب بالفعل الا ان يلعب دوره بشكل بالغ السوء اذا ما كانت لديه الرغبة في ان يخسر و كل اوراق اللعب هذه في يده .
المؤلف : أناتولي اوتكين
الناشر : المجلس الاعلى للثقافة
عدد الصفحات : 295
الحجم : 8.5 ميجا
تحميل كتاب الاستراتيجية الامريكية للقرن الحادي و العشرين
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
لا يمكن التنبؤ دائما بما يجلبه تاريخ العالم من احداث فهذا التاريخ قد قام بانعطافة مدهشة في تسعينات القرن العشرين . فبعد انقضاء نصف قرن من انفراد القطبين بمواجهة كل منهما الاخر اذا بهذا العالم يفقد كل ما كان عليه من توازن و اذا بالولايات المتحدة الامريكية تقف على رأس المجتمع الدولي . لقد اصبح قصف يوغسلافيا لحظة حقيقية فارقة في تطور النظام المعاصر للعلاقات الدولية . و بات واضحا على أي نحو تريد اكبر و اعظم دولة في عصرنا الحالي ان ترى العالم . لقد فقدت الولايات المتحدة – بانهيار الاتحاد السوفيتي – منافستها في المجال العسكري ، كما اتاح بطء النمو الاقتصادي لأوربا الغربية و اليابان تجنب مخاطر تهميشها في مجال الاقتصاد كما اتاح تركز العلوم الاساسية و تطبيقها في الشركات و الجامعات الامريكية تبوأها لزعامة الثورة العلمية و التقنية . و هكذا اضطر العالم لأن يتواءم – بشكل او بآخر – مع القوة الامريكية المطلقة و الذي يضاعف من قوتها وجودها على رأس حلف شمال الاطلنطلي و تحالفها مع اليابان .
لقد انفتحت الدولة التي كانت في حالة عزلة منذ ستين عاما على العالم اقتصاديا في مجال الافكار و في مؤشرات القوة . و لا يوجد في الوقت الحالي أي ائتلاف من الدول يمكنه ان يشكل تهديدا للغرب بزعامة الولايات المتحدة الامريكية فأمريكا اليوم تتفوق في المجال العسكري على الدول العشر التي تليها في ميزان القوة . و في مجال الاقتصاد حققت قفزة خارقة في التسعينيات كما حققت الجامعات الامريكية الاغلبية الساحقة في عدد الحاصلين على جوائز نوبل و على ضوء هذه القوة الجبارة يمكن ان نستخلص خبرة المائة عام الماضية .
كانت المانيا و اليابان هما الدولتان الاكثر اهمية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية في القرن العشرين و قد دخلت امريكا حربين عالميتين بهدف وقف حركتهما نحو السيطرة على العالم . و في النصف الثاني من القرن الماضي قام العالم الامريكي على قاعدتين : الاتفاق العسكري الامريكي و الالماني الغربي و الذي جرى اعداده في فترة الاحتلال و المعاهدة المبرمة بين الولايات المتحدة الامريكية و اليابان في عام 1951 .
و كما يعترف الاستراتيجيون الامريكيون الان ، فقد كانت للقوة السوفيتيتة اهميتها و لكنها كانت قوة ثانوية اذا ما قورنت بالقوتين الالمانية و اليابانية باعتبارهما تمثلان تحديا للاستراتيجية الامريكية فعندما كانت اليابان كلها و الجزء الاكبر من المانيا يقعان – منذ الخمسينيات – في دائرة تأثير الولايات المتحدة الامريكية كان توازن القوى في غير صالح الاتحاد السوفيتي حتى ان موسكو لم تكن تملك سوى فرص ضئيلة لكسب الحرب الباردة ...
بيانات الكتاب
الاسم : الاستراتيجية الامريكية للقرن الحادي و العشرينالمؤلف : أناتولي اوتكين
الناشر : المجلس الاعلى للثقافة
عدد الصفحات : 295
الحجم : 8.5 ميجا
تحميل كتاب الاستراتيجية الامريكية للقرن الحادي و العشرين
روابط تحميل كتاب الاستراتيجية الامريكية للقرن الحادي و العشرين
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق